أزمات سلاسل الإمدادات.. كيف تقلل الدول من مخاطر التوريد؟
بعد عدة مشكلات لسلاسل الإمدادات منذ العام الماضي، أدرك قادة الأعمال أهمية اتخاذ إجراءات متتابعة لخفض مخاطر التوريد.
وبينما بدأت عديد من الدول حول العالم تمارس تخزينا إضافيا في بعض المنتجات التي قد تشهد تذبذبا في سلاسل الإمدادات، مثل أشباه الموصلات على سبيل المثال، إلا أن هذه الدول فعليا تمارس أحد مسببات أزمة التوريد العالمية.
قبل عام 2020، ربما كان مفهوم سلاسل الإمدادات غير مطروح بذات القوة التي هو عليها الآن، لكن ارتفاع الطلب واستقرار المعروض على السلع أدى للتنبه لأهمية استقرار سلاسل التوريد العالمية.
وبعدما تغير كل هذا العام الماضي، عندما أثر النقص وتأخير تسليم السلع على نطاق واسع للشركات في جميع أنحاء العالم وعبر الصناعات، أصبحت سلسلة التوريد قضية رئيسية في أعلى مستويات الأعمال.
كما أكدت القضايا الأحدث مثل جنوح سفينة حاويات وإغلاق قناة السويس لمدة 6 أيام، والعواصف الشتوية في تكساس، أهمية سلاسل الإمدادات في استقرار الاقتصاد العالمي.
وتحولت أزمة التوريد العالمية، إلى أحد الأسباب الرئيسية التي بدأت تدفع الدول للبحث عن الاكتفاء الذاتي للسلع الاستراتيجية في محاولة لتجنب أية أزمات مستقبلية.
والأسبوع الماضي، أقر الكونجرس الأمريكي صرف 55 مليار دولار أمريكي لتطوير شركات قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة أشباه الموصلات، في محاولة للسباق مع الصين التي تبنت هذه الخطوة قبل 7 سنوات.
مخاطر سلسلة التوريد
في تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، تنقسم معظم المخاطر التي قد تعطل عمليات الإمدادات إلى أربع فئات عريضة: اقتصادية وبيئية وسياسية وأخلاقية.
ومن الأمثلة على القضايا الاقتصادية إفلاس أحد الموردين أو الركود أو التوقف عن العمل لدى أحد شركاء التصنيع الرئيسيين ما يتسبب في تعطيل إمدادات إحدى السلع الرئيسة.
بينما تشمل المشاكل البيئية الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات أو الزلازل أو الجفاف، وهو ما يحصل عادة في تكساس من كوارث قد تعطل إنتاج النفط الخام، أو عواصف في البحار والمحيطات تعطل حركة السفن التجارية.
تُظهر البيانات من قاعدة البيانات الدولية للكوارث في الولايات المتحدة، أن تواتر الكوارث الطبيعية قد ازداد بشكل مطرد على مدار العشرين عامًا الماضية.
كذلك، أصبح العمل بالسخرة القسري وعمالة الأطفال إحدى أولويات المستوردين، فإن استخدام عمالة الأطفال أو العمل الجبري أو الحصول على المواد الخام من شركة تفشل في تزويد عمالها بالمعدات الوقائية اللازمة يقع ضمن المخاوف الأخلاقية.
كذلك، قد تتمثل المخاطر السياسية في الاضطرابات المدنية أو الحروب، وهو ما يحصل حاليا في روسيا التي يتهمها الغرب باستخدام الغاز كسلاح في حربه ضد أوكرانيا والمؤيدين لها.
كيف نقلل من مخاطر التوريد؟
- تنويع قاعدة الموردين الخاصة بالدول: أفضل طريقة لبناء المرونة للدول هي تنويع قاعدة مورديها؛ وهذا يعني إيجاد مورّدين فائضين عن الحاجة للأجزاء والمواد الرئيسية.
- توطين سلسلة التوريد: إضفاء الطابع المحلي على سلسلة التوريد الخاصة بالدول عبر فهم الفوائد المحتملة والتكاليف الرئيسية التي يجب مراعاتها والحواجز المحتملة أمام النقل.
- تعديل تخطيط المخزون واستراتيجية الإدارة: يعد تعديل استراتيجية تخطيط وإدارة المخزون طريقة أخرى لزيادة المرونة، إذ يكافح العديد من المصنعين والموزعين وتجار التجزئة لتحديد مقدار المخزون الذي يجب حمله في ضوء العقبات الأخيرة في سلسلة التوريد.