"لقاء الـ7 دقائق" يضع رأسي السلطة في تونس بمرمى الانتقادات
تخلل اللقاء الذي نشر على صفحة رئاسة الجمهورية نوع من الجمل التي اعتبرها التونسيون "توبيخية"
أثار اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس التونسي، قيس سعيد، برئيس الحكومة هشام المشيشي، موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس جراء الخلاف الذي بدا واضحا بين الجانبين.
وتخلل اللقاء الذي نشر على صفحة رئاسة الجمهورية نوع من الجمل التي اعتبرها التونسيون "توبيخية" تجاه المشيشي، ما طرح جدلا حول طبيعة العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومته.
وتمحور اللقاء الذي بث لمدة 7 دقائق حول التعيينات الأخيرة التي كان ينوي المشيشي إقرارها بتكليف توفيق بكار والمنجي صفرة كمستشارين في الحكومة، حيث اعتبرهما رئيس الجمهورية أسماء مطلوبة للعدالة وأجرمت في حق الشعب التونسي وأن ليس لهما مكان في الدولة.
وشغل توفيق بكار محافظا للبنك المركزي في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (1987-2011) كما شغل منجي صفرة مستشارا خاصا له لمدة عشر سنوات.
وتباينت الآراء بين ناقد لأسلوب تواصل رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة الذي ظهر كأنه يوجه خطابا شديد اللهجة له، وبين مؤيد له يرى أن من الضروري إقصاء رجالات بن علي من التواجد في أجهزة الدولة.
وكتب فيصل التبيني، نائب بالبرلمان التونسي، في تدوينة على صفحته الرسمية في الفيسبوك، أن "تجربة رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد ورئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي لن تتكرر؛ لأن لا أخلاق المشيشي مثل أخلاق الشاهد ولا تصرفات قيس سعيد تشبه تصرفات السبسي".
وقد عرفت العلاقة بين الشاهد (2016- 2019) والسبسي (2015 -2019) صراعا سياسيا انتهى بالقطيعة الكاملة بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية.
بدوره، قال معز الجودي، أستاذ الاقتصاد، في صفحته الرسمية على الفيسبوك، إن "البلاد في حالة إفلاس وانهيار وقيس سعيد ما زال يتحدث عن الثورة والنظام القديم والنظام جديد والعقاب أت؟!".
فيما قال البرلماني، ياسين العياري، في تدوينة له على صفحته الرسمية في الفيسبوك، إنه" تمنى أن يقدم رئيس الجمهورية رأيه في التعيينات عندما تصدر في الرائد الرسمي، لأنه بنى سردية كاملة، بتلك الطريقة المهينة لرئيس الحكومة، في تصرف المؤثرين على الأنستقرام والفيسبوك أو مغني الراب الذين يهاجمون وينقدون وليس بتصرف رئيس الدولة".
وفي ظل حالة البرود السياسي التي تسود علاقة سعيد برئيس حكومته، يرى مراقبون بأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في طبيعة العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية في تونس.
ويرجح أكثر من متابع بأن هذا الخلاف سيعمق الأزمة السياسية في تونس التي عاشت معها البلاد خلال 3 حكومات متتالية.
كما أن أي نيران صديقة بين قصر قرطاج وقصر القصبة (مقر الحكومة) سيعطل إمكانية الإنقاذ الاقتصادي، أو حتى تجاوز انعكاسات المشكلات الصحية التي ينتجها وباء كورونا.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg جزيرة ام اند امز