فتح "الملف الأسود" للإخوان.. مطلب "ملح" في تونس
تنادي أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية في تونس برفع الغطاء عن تمويلات حركة النهضة الإخوانية والجهاز السري المرتبط بعمليات اغتيال عديدة
بات "فتح الملف الأسود للإخوان" أبرز مطالب الساحة السياسية في تونس خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع تنامي العمليات الإرهابية في البلاد ودعوات رجال دين محسوبين على الحركة الإرهابية لمعاداة رجال الأمن واستهدافهم.
وتنادي أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية في تونس برفع الغطاء عن تمويلات حركة النهضة الإخوانية والجهاز السري المرتبط بعمليات اغتيال عديدة، وكذلك كشف الأذرع المرتبطة بها وخاصة الشخصيات التي ساهمت في استقطاب الشباب التونسي لبؤر العنف.
ووفق الداخلية التونسية في 2016 فإن 3500 إرهابي تم استقطابهم منذ عام 2011، شاركوا في عمليات إرهابية في كل من ليبيا وسوريا والعراق.
وكشفت مصادر أمنية مطلعة للعين الإخبارية أن قوات الأمن فككت أكثر من 15 خلية إرهابية منذ أواخر شهر أغسطس/آب الماضي حتى اليوم.
وأوضحت ذات المصادر أن هذه الخلايا يعمل جزء منها بالتنسيق مع عناصر إرهابية في ليبيا وخاصة مع المليشيات المنتشرة في مصراتة (غرب)، وكانت تنوي استهداف مقرات أمنية ومؤسسات سيادية وتنفيذ عمليات اغتيال سياسي.
وأشارت إلى أن معدل الأعمار التي تنشط في الخلايا النائمة لا يتجاوز 35 سنة، تم استقطابهم بين عامي 2012 و2019.
وشهدت تونس مطلع الشهر الجاري عملية إرهابية استهدفت دورية أمنية بمحافظة سوسة الساحلية راح ضحيتها ضابط شرطة وإصابة آخر.
ونفذ العملية الإرهابية ثلاثة أشخاص قاموا بطعن عنصري الشرطة بعد دهسهما بسيارة.
وحسب بيان للداخلية التونسية، فإنه تم استقطاب هؤلاء الإرهابيين في أحد المساجد الخارجة عن سيطرة الدولة بضواحي محافظة سوسة.
وتفوح من كل عملية إرهابية، حسب العديد من المتابعين، رائحة الإخوان وأذنابهم الذين أغرقوا تونس في الظلامية الدينية وأدخلوا البلاد في دوامة الهزات الأمنية والانهيار الاقتصادي.
كما أنه لا يفوت أي ملاحظ في تونس استذكار غزوة "شيوخ الفتنة" في السنوات الأولى لحكم الإخوان، عندما فتحت الحركة الإرهابية الباب.
تكفير وتمييز
الباحث في "سوسيولوجيا الأديان" بالجامعة التونسية، مسعود الخرايفي، قال إن الخطاب الذي قامت بتسويقه حركة النهضة منذ عام 2011، كان مليئا بالشحنات التكفيرية والتمييزية بين أبناء الشعب الواحد.
وأوضح الخرايفي للعين الإخبارية أن هذا الأخطبوط الإرهابي أصبح يمثله بشكل جلي خطاب كتلة "ائتلاف الكرامة" الإخوانية داخل البرلمان، الذي تجرأ أحد عناصره على اعتبار التكفير أحد أركان الشريعة.
وأضاف: "رئيس الحركة راشد الغنوشي بقي وفيا لأفكاره السوداوية منذ بداية ظهور الإسلام السياسي في سبعينيات القرن الماضي، وهو من مهد لمجيء شيوخ التطرف في تونس من أجل نشر الدعوة الجهادية ضد عناصر الأمن".
وكان الإخواني الهارب وجدي غنيم، المقيم في تركيا، حرض في لقاء جماهيري في تونس سنة 2012، على ضرورة استهداف من أسماهم بـ"الطاغوت" في إشارة إلى قوات الأمن.
وأكد الخرايفي على أن تنظيمات إرهابية مثل "أنصار الشريعة"، و"جند الخلافة" و"تنظيم القاعدة بالمغرب العربي" هي مجرد حديقة خلفية لحركة النهضة وخزان احتياطي تستعملهم في لحظة الأزمات.
تحرك شعبي لفتح الملف
إزاء هذا التغلغل الإرهابي تحت دعم الإخوان، انطلق الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي في حشد أنصاره لبدء اعتصام مفتوح أمام مقر اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي.
وقدمت موسي مطلبًا لحكومة هشام المشيشي من أجل إغلاق هذا المقر وتوحيد البرامج التعليمية في المجال الديني، وكشف الحسابات البنكية للأحزاب المنتمية للإسلام السياسي.
وكشفت موسي، أمس الثلاثاء، خلال ندوة صحفية عن تدفق أموال من ليبيا سنة 2017، وقع تهريبها فيما بعد عبر مطار قرطاج الدولي لأغراض إرهابية وتمويل جماعات متطرفة.
ويرى أكثر من متابع أن العلاقة بين حركة النهضة واتحاد القرضاوي هي علاقة تبييض للأموال واختراق للدولة من أجل تغيير ملامحها المدنية، وجب التصدي له وفضح كل ملابساته.
وعقب سقوط نظام زين العابدين بن علي، واعتلاء الإخوان السلطة افتتح في 2011 مقر لاتحاد العلماء المسلمين في تونس وبدأ أدواره المشبوهة عبر تقديم دروس دينية دون الانضباط بالمناهج الرسمية فالتصقت به تهم استقطاب الشباب للإرهاب.
وفي يوليو/تموز 2004، تأسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث عقد أول جمعية عمومية له في العاصمة البريطانية لندن، وتم تسجيله في العاصمة الإيرلندية دبلن.