بعد خطاب السيسي.. اتصال أردوغان بتميم يفجر موجة ساخرة
استعان المغردون بمقاطع كوميدية ساخرة للفنانين المصري عادل إمام والسعودي ناصر القصبي، للتعبير عن الورطة التي وقع فيها النظامان
عاصفة سخرية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أثارها الاتصال الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، عقب خطاب للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لوح فيه بإمكانية التدخل العسكري في ليبيا، لحفظ أمن واستقرار الدولتين.
واعتبر المغردون أن خطاب السيسي شكل صدمة لكل من أردوغان وتميم، الذي تغذي أنظمتهما أمد الصراع في ليبيا، بتسليح المليشيات ونقل المرتزقة إلى البلاد، بدعم عسكري تركي وتمويل قطري.
وأكدوا أن الاتصال جاء بهدف قيام أردوغان بابتزاز تميم واستنزاف المزيد من ثروات الشعب القطري وطلب أموال إضافية لإنقاذ تركيا من أزمتها حال تدخل مصر.
واستعان المغردون بمقاطع كوميدية ساخرة للفنان المصري عادل إمام والفنان السعودي ناصر القصبي؛ للتعبير عن الورطة التي وقع فيها النظامان.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية ووكالة الأناضول التركية الرسميتين أن أردوغان أجرى اتصالا بتميم جرى خلاله "بحث سبل تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
جاء الاتصال عقب خطاب السيسي، أثناء زيارته المنطقة الغربية العسكرية القريبة من الحدود الليبية، السبت، أكد فيه أن "أي تدخل مباشر في ليبيا سيهدف لتأمين الحدود ووقف إطلاق النار".
وبين أن "أي تدخل من الجانب المصري في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، خاصة مع مواصلة دول خارجية تسليح ميليشيات متطرفة"، مشيرا إلى أن "سرت والجفرة خط أحمر".
جاء خطاب السيسي في ظل استمرار تركيا بالتدخل العسكري غير المشروع في ليبيا بتمويل قطري، وعرقلة الوصول لحل سياسي، وتغذية الصراع عبر تسليح المليشيات التابعة لحكومة فايز السراج غير الدستورية، ونقل مرتزقة وجماعات إرهابية لدعمه، بهدف إطالة أمد الصراع سعيا للسطو على ثروات الشعب الليبي.
مقاطع ساخرة
ونشر المغردون مقاطع ساخرة للتعليق على الاتصال الذي أجراه أردوغان بتميم عقب كلمة السيسي.
المغرد تركى سرور علق على خبر الاتصال بنشر مقطع فيديو من مسرحية "مدرسة المشاغبين" يظهر فيه حوار بين الفنان المصري عادل إمام والفنان سعيد صالح يعرب فيها إمام عن صدمته في صالح، بعد أن تركه يتعرض للضرب والإهانة، فيما كان يعتمد عليه بعد أن زعم له أنه "فتوة" وسيحميه.
وعلق سرور قائلا " الآن هذا وضع تميم مع أردوغان بعد تحذير السيسي".
بدوره، نشر المغرد بدر المالكي مقطع فيديو من أحد أعمال الفنان السعودي ناصر القصبي، يظهر فيها القصبي يتعرض للابتزاز من شخص آخر، ويتم الاستقواء عليه لسلب أمواله.
السياسة التحريرية للمغردين
على صعيد السخرية أيضا، وضع المغردون سياسة تحريرية للأخبار الخاصة بتركيا وقطر، في ضوء السياسة الخارجية للبلدين وتدخلها في شؤون دول المنطقة.
وعلق المغرد تميم بن حـمد الجميح على خبر "الأناضول: اتصال بين أردوغان وأمير قطر لبحث القضايا الإقليمية المشتركة "، لتصحيح صياغته، قائلا :"الصحيح: اتصال بين أردوغان وأمير قطر لبحث القضايا التخريبية المشتركة".
في السياق نفسه، قالت المغردة هلا إنهما "يبحثان استنزاف ثروات الشعب القطرى".
بدوره، تهكم يزيد المالكي على الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية حول الاتصال، ساخرا من حلف الشر القطري التركي الإيراني، لافتا إلى عزلة نظام "الحمدين"، قائلا :"أمير البلاد المفدى ما يتلقى من ثلاث سنوات إلا اتصال من دولتين ايران وتركيا ، وكل مكالمة محسوبه عليه كم مليار يدفعها ".
رفض قطري
بدورهم، علق مغردون قطريون على الاتصال الذي جرى بين أردوغان وتميم، معبرين عن رفضهم لسياسة تميم.
خليفة الغفراني المري – قطري من أبناء قبيلة الغفران التي سحب حمد بن خليفة أمير قطر السابق جنسياتها لرفضها انقلابه على والده- غرد قائلا :"أردوغان في اتصاله على تميم كان من أجل الاطمئنان على أن هل الاموال القطرية تكفي ! بعد تصريحات الرئيس السيسي القوية لدعمه مالياً في حال أن مصر دخلت ليبيا بجيشها ".
وأردف :" تاريخ الجيش المصري أرعب أردوغان وعملاءه".
بدوره، قال نواف شعيب :"اتصال بين أردوغان و تميم لبحث القضايا الإقليمية المشتركة .. هذه الاتصالات التي لم تفدنا في شيء سوى أنها ترجعنا للخلف فقط وتعزلنا أكثر عن محيطنا الخليجي".
في السياق نفسه، أكد بوفهد الخيراني أن تحالف بلاده مع تركيا لن يفيدها، بعد أن أصبحت أنقرة تتحكم في مقدرات بلاده.
وقال في هذا الصدد :"هذا التحالف نحن القطريين لا نراه مفيداً للبلاد بل بالعكس أردوغان أصبح يتحكم في كل ما لدينا في البلاد وأصبح هناك قاعدة عسكرية تركية أيضا".
ابتزاز واستنزاف
واتفق كثير من المغردين أن هدف أردوغان من اتصاله بتميم هو ابتزازاه للحصول على المزيد من الأموال، وبحث الورطة التي سيصبح النظامان فيها حال تدخل الجيش المصري في ليبيا لوقف ما يقومان به من عبث داخل البلاد.
الكاتب السعودي فهد ديباجي علق قائلا :"بسبب خِطاب السيسي تميم يجري اتصالاً مع أردوغان لبحث كيفية زيادة الدعم للوفاق".
المغرد علي الصبري علق قائلا: "بعد ساعات من خطاب السيسي.. اتصال هاتفي بين أردوغان وأمير قطر .. الاتصال لطلب الأموال ولن يتجرأ تميم رفض طلب أردوغان فحارس قصر تميم أتراك".
في السياق نفسه، قال المغرد محمد الجاسم: "بعد إلقاء السيسي لكلمته أمام الجيش المصري المرابط على حدود ليبيا، ارتعد أردوغان خوفا، فلجأ للبنك القطري لتمويله وإلا سوف ينسحب.. ولكن البنك القطري راح يدفع رغما عنه بسبب وجود الجنود الأردوغانيين في قطر".
بدوره، قال المغرد إسلام عثمان إن خطاب الرئيس السيسي خطاب "تجهيز وحشد وتحذير وتعبئة ".
وبين أنه لهذا السبب "أردوغان كلم تميم هاتفيا لأنهم لم يتوقعا رد الفعل السريع والقوى من مصر ".
تأييد شعبي ورسمي واسع
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد أثناء زيارته المنطقة الغربية العسكرية القريبة من الحدود الليبية، والتي رافقه خلالها قادة الجيش المصري، السبت، أن "أي تدخل مباشر في ليبيا سيهدف لتأمين الحدود ووقف إطلاق النار".
وبين أن "مصر لم تكن يوما من دعاة العدوان لكنها كانت تعمل على تأمين حدودها ومجالها الحيوي".
كما أكد الرئيس المصري أن جيش بلاده واحد من أقوى جيوش الشرق الأوسط، وقادر على الدفاع عن الأمن القومي المصري داخل وخارج حدود البلاد.
ووجه السيسي حديثه للقوات المسلحة المصرية، قائلاً: "كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا".
وبين أن أي تدخل من الجانب المصري في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، خاصة مع مواصلة دول خارجية تسليح ميليشيات متطرفة، مشيرا إلى أن سرت والجفرة خط أحمر.
يأتي خطاب الرئيس المصري في ظل استمرار تركيا بالتدخل العسكري غير المشروع في ليبيا، وبعد أسبوعين من إطلاق مصر مبادرة شاملة للحل السياسي في ليبيا، في السادس من يونيو/حزيران الجاري.
وتشمل المبادرة وقف إطلاق النار وجلوس الأطراف للتفاوض للوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، ونزع سلاح المليشيات والمرتزقة والتوقف عن التدخلات الخارجية في ليبيا، ولاقت المبادرة التي أطلق عليها "إعلان القاهرة" تأييدا واسعا عربيا ودوليا.
وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين تأييدهم لما أبداه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأنه من حق مصر حماية حدودها الغربية من الإرهاب، وأكدوا وقوفهم إلى جانب مصر.
على الصعيد الشعبي، حظي الخطاب بتأييد شعبي عربي جارف، وأطلق المغردون من المحيط الأطلسي غربا (من موريتانيا) للخليج العربي شرقا (من الإمارات والسعودية ودول الخليج العربي) عدة هاشتاقات تعبيرا عن دعمهم لخطاب السيسي، كان أبرزها "تحيا مصر، وعاش السيسي"، أكدوا خلالها أن الأمة تقف مع كنانتها مصر وكل مقدرات العرب رهن لمصر فأمنها أمن قومي عربي.
استنزاف متواصل
يأتي هذا فيما تواصل حكومة أردوغان استنزاف قطر اقتصادياً، من خلال استغلال ثرواتها ومقدّراتها لإنقاذ تركيا من أزمتها الاقتصادية التي تعصف بها منذ أكثر من عامين نتيجة سياسات أردوغان، ومن خلال دفع الدوحة لضخّ مليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد التركي المتعثّر من زاوية الاتفاقيات الثنائية التجارية والمالية، وعلى الصعيد العسكري كذلك.
اقتصاديا، تمكنت تركيا من إغواء قطر لضخ استمارات على أراضيها، إذ أعلنت الدوحة في 2018 عن استثمارات في السوق التركية بقيمة 15 مليار دولار أمريكي، سيجري تمريرها إلى الأسواق المالية والبنوك.
كذلك، استحوذت تركيا على عديد الواردات القطرية، مقابل الوجود العسكري التركي على أراضيها.
وهرعت تركيا لحليف الشر "قطر" في محاولة لإدارة أزمة شح النقد الأجنبي في السوق المحلية، من خلال البحث عن قنوات تبادل تجاري بعملات غير الدولار الأمريكي، في وقت تعيش فيه الأسواق المحلية تراجعا حادا في سعر صرف الليرة التركية.
والشهر الماضي، قال البنك المركزي التركي إنه قام بزيادة حجم اتفاق مبادلة عملة مع قطر لثلاثة أمثاله، إلى ما يعادل 15 مليار دولار من خمسة مليارات دولار سابقا، في اتفاق يوفر سيولة أجنبية تشتد الحاجة إليها داخل السوق التركية.