برلمانيون بارزون: خطاب السيسي "تجسيد للقوة الشاملة"
كما أكدوا، في أحاديث منفصلة مع "العين الإخبارية"، مساندة وتأييد البرلمان لتحركات القيادة السياسية للبلاد، إزاء الملف الليبي.
قال برلمانيون مصريون بارزون إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال تفقده المنطقة الغربية العسكرية، السبت، بمثابة "تجسيد للقوة الشاملة المصرية سواء السياسية أو الاقتصادية أو المقدرات القومية الهائلة".
كما أكدوا، في أحاديث منفصلة مع "العين الإخبارية"، مساندة وتأييد البرلمان لتحركات القيادة السياسية للبلاد، إزاء الملف الليبي.
وأكد السيسي، أمس، خلال تفقد الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية، أن أي تدخل من الجانب المصري في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، خاصة مع مواصلة دول خارجية تسليح مليشيات متطرفة، مشيرا إلى أن سرت والجفرة "خط أحمر".
وقال السيسي، إن جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا، ومصر حرصت منذ بداية الأزمة الليبية على التنبيه لمخاطرها، وسرعة استعادة الأمن والاستقرار.
وأضاف، خلال زيارته للقوات، التي رافقه فيها، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس أركان القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة: كنا ولا نزال حريصون على دعم كافة جهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة، وطالبنا بوضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية، ونعمل على دعم جهود الأمم المتحدة المبذولة لتسوية الأزمة.
دولة سلام لكنها لن تفرط بأمنها
رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري كمال عامر قال في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس السيسي بعث برسائل هامة من المنطقة الغربية أمس توضح بجلاء أن مصر دولة سلام لكنها لن تفرط في أمنها القومي، ورسالة ردع واضحة لكل من تسول نفسه المساس بأمنها.
وشدد "عامر" على أن "الأمن القومي الليبي والمصري متلازمين، وأي إعتداء على حدود مصر بمثابة خط أحمر"، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس السيسي بجاهزية القوات المسلحة للدفاع عن الأمن القومي المصري داخل البلاد وخارجها.
ونبه أن "السيسي حرص على التأكيد بأننا لن نكون غزاة، ونستهدف فقط أمن ليبيا واستقرارها.
وشدد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب على مساندة وتأييد مجلس النواب لقرارات القيادة المصرية، سواء في الملف الليبي، أو في غيرها من الملفات.
دعم برلماني لتحركات الرئيس
بدوره، قال عضو مجلس النواب مصطفي بكري، إن المجلس سيؤكد خلال جلسته الافتتاحية يوم 5 يوليو/تموز المقبل على ما قاله السيسي بشأن الوضع فى ليبيا، والتأكيد على موقف مصر الثابت من رفض المليشيات الإرهابية فى ليبيا، واستعداد القاهرة للتدخل من أجل حماية أمنها القومي والليبي على السواء.
وأضاف بكري، لـ"العين الإخبارية"، أن السيسي أكد أن سرت خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ما يؤكد أن أمن مصر القومي مرتبط بأمن ليبيا القومي، لافتا إلى أن مصر طرحت خيار السلام قبل ذلك لكن الطرف الآخر لا يريد ذلك.
وتوقع عضو مجلس النواب المصري أنه حال استمرت المليشيات التركية فى عدوانها، فمصر ستتدخل بناء على الدعوة التي قد تأتيها من مجلس النواب الليبي صاحب الشرعية في البلاد .
ولفت إلى أن الرئيس تحدث عن أن سرت والجفرة خط أحمر؛ لأن هذه المنطقة إذا تم تجاوزها سيكونوا على مقربة من الحدود مع مصر بما يحمل تهديدا مباشرا لأمننا.
رد فعل غير مسبوق على أي اعتداء
من جهته، قال اللواء يحي كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب لـ"العين الإخبارية"، إن حديث السيسي "رسالة للمجتمع الدولي بأن الوضع بات خطيرا في ليبيا، ومصر لن تصمت على تهديد أمنها القومي".
كدواني أكد أن "رسالة الرئيس أيضا أن الأمن الليبي هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر، واستقرارها يعني استقرار للوضع في منطقة الشرق الأوسط".
ولم يستبعد كدواني وجود محاولات من مليشيات تابعة لأنقرة لدخول سرت خلال الأيام المقبلة، لكن هذه المحاولات ستواجه برد فعل غير مسبوق لا تتوقعه تركيا وحكومة السراج.
وفي هذا الصدد، شدد كدواني على أن "مصر دولة غير معتدية، لكنها تعمل على الحفاظ على السلم والأمن في شمال أفريقيا، والعالم".
كما حذر من أن نجاح المخطط التركي في ليبيا يحمل فوضى عارمة، وأضرارا كبيرة ستلحق بالبشرية.
وردا على تأكيد الرئيس المصري بأن "تجاوز سرت الجفرة خط أحمر"، قال كدواني: إن تجاوز تركيا سرت الجفرة يعني سيطرتها على منطقة النفط الليبي، ما يعني البقاء طويلا في البلاد، في الوقت الذي تعمل فيه مصر على الحفاظ على مقدرات الشعب الليبي.
وأكد وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب أن التدخل التركي في ليبيا مخطط له أبعاد استعمارية توسعية بزعم استعادة ذكريات الدولة العثمانية.
ومنذ أشهر، تقدم تركيا دعما عسكريا غير محدود لميليشيات حكومة الوفاق، وتنقل السلاح والمرتزقة إلى طرابلس في انتهاك واضح لقرار الأمم المتحدة الصادر في 2011 والقاضي بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا.
تجسيد للقوة الشاملة
في السياق ذاته، وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس كريم درويش في بيان أصدره اليوم، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه خطاب السيسي بأنه "تجسيد للقوة الشاملة المصرية سواء القوة السياسية أو الاقتصادية أو المقدرات القومية الهائلة التي تتمتع بها مصر".
ورأى درويش أن السيسى دشن سياسة خارجية عززت الأمن القومى المصري بأبعاده كافة خاصة الأبعاد السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، فوضع محددات للسياسة الخارجية قوامها عدم التدخل فى الشئون الداخلية سواء فى مصر، أو فى دول الجوار ذات الصلة بالأمن القومى المصرى والعربى".
وتابع: كما أطلق (الرئيس المصري) عددا من المبادرات الشاملة للتسوية السياسية لأزمات المنطقة وفى مقدمتها الأزمة الليبية وآخرها (إعلان القاهرة) الذى يعد رؤية شاملة ومتكاملة لحل تلك الأزمة، وأيضا فقد نسج الرئيس علاقات سياسية بالقوى الدولية الفاعلة فى تلك الأزمات من خلال مشاركات فاعلة للدبلوماسية الرئاسية فى مجمل الفاعليات الدولية المتصلة بتلك الأزمات".
وبحسب البيان، قال درويش: "إن جيش مصر العظيم قادر على صون الأمن القومى المصرى والعربى، وأنه كما أكد الرئيس على جاهزية كاملة للقيام بأعمال داخل وخارج مصر لصيانه أمننا القومى وعدم السماح لأحد بتجاوز الخطوط الحمراء التي حددها الرئيس فى سرت والجفرة وإلا فانه يتمتع بالشرعية الدولية بالتدخل لإرساء الأمن القومى المصرى".
ودعا درويش، الشعب الليبي وجميع قبائله ومكوناته إلى "إعلاء المصلحة الوطنية الليبية ووطنيتهم المعهودة عنهم الراسخة تاريخيا فى رفض التدخلات الخارجية فى الشأن الليبى والتى تمثل استعمارا بشكل جديد ناضل الليبيون للتخلص منه.
وكان مجلس النواب قد أرسل برقية إلى الرئيس المصري، في وقت سابق، عبر فيها عن تأييد المؤسسة التشريعية لتوجهات القيادة السياسية إزاء الملف الليبي.