نتائج مؤتمر "حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب" بلندن
مؤتمر "حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب" بلندن أقيم على مدار يومين ونظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي.
قال الدكتور أحمد الهاملي، رئيس مركز TRENDS للبحوث والاستشارات إن المركز قطع شوطا كبيرا في إثبات خطأ الاعتقاد بأن هناك تعارضا بين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان.
وفي ختام مؤتمر نظمه المركز في لندن تحت عنوان "بنية الإرهاب: التوفيق بين حقوق الإنسان وأمن الإنسان في سباق مكافحة الإرهاب"، قال الهاملي إنه "من الضروري مقاومة أطروحات جماعات الإسلام السياسي والمنظمات المتطرفة التي تدعي أن إجراءات مكافحة الإرهاب تعارض حقوق وحريات الإنسان."
وقال إن هدف المؤتمر، الذي نظمه المركز يومي 6 و 7 ديسمبر، "كان إلقاء الضوء على ضرورة أن تتخذ الدول التدابير الرامية لحماية الأمن الوطني من الإرهاب، والتأكيد على أن مكافحة الإرهاب جوهرها صيانة حقوق الإنسان".
ونظم مركز "تريندز"، ومقره العاصمة الإماراتية أبو ظبي، المؤتمر بالاشتراك مع المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي ICSR ، في جامعة كنجز كوليدج لندن King’s College London ، ومركز أورفاليا Orfalea بجامعة كاليفورنيا . واستضافت المؤتمر جامعة كنجز كوليدج لندن.
وخلال يومي المؤتمر عرض 14 من أبرز الباحثين في قضايا الإرهاب وحقوق الإنسان أوراقا بحثية تتعلق بالتوازن بين حقوق وحريات الإنسان ومكافحة الإرهاب.
كما شارك في المؤتمر أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وضابط كبير في الشرطة البريطانية متخصص في مواجهة الإرهاب والتطرف، ورئيس سابق لمركز الاتصالات الحكومي "وهو مركز استخباراتي رئيسي" في بريطانيا.
وعبر الهاملي عن اعتقاده بأنه لم يعد هناك محاذير بشأن المطالبة علنا بأن يقدم أمن الدول الوطني وسلامة شعوبها على أي شيء آخر ، وبألا تكون حقوق الإنسان ذريعة لعرقلة مساعي الحرب على الإرهاب والمنظمات التي تروج لأفكار التطرف.
وخلال اليوم الثاني للمؤتمر، أثبت تشارلي وينتر، كبير الباحثين في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في كينجز كوليدج لندن، أن تنظيم "داعش" يجيد استخدام وسائل الاتصال الرقمية والإنترنت في حملته الدعائية للترويج لأفكاره وتجنيد الشباب.
وقال إنه يستخدم أيضا الإعلام التقليدي ويجيد استخدام الصور سواء للترويج لمزاعمه بشأن دولته الإسلامية المثالية ولمقولة أن الصليبيين يشنون حربا خاصة على المسلمين السنة في الموصل.
وقال وينتر "المشكلة ليست هي أن يُهزم تنظيم داعش على الأرض فقط، ولكن الأهم هو هزيمة أفكاره وتقليل عدد المنضمين إليه".
وعبر عن اعتقاده بأن الغرب لا يملك حتى الآن استراتيجية متماسكة قوية يمكن بها هزيمة أفكار التنظيم وقطع الطريق على قدرته على جذب الشباب.
غير أنه قال إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية ينفذ الآن حملة إعلامية جيدة إلى حد بعيد ضد تنظيم داعش. وقال إن الحملة تشمل المنشورات والإذاعة الموجهة والأخبار عبر الإنترنت لمواجهة أفكار التنظيم.
غير أنه أشار إلى التناقض أحيانا في أطروحات الحملة، وضرب مثالا بصور ومنشورات تطالب الناس بالانتفاض ضد مسلحي التنظيم في الموصل، بينما تُوزع منشورات أخرى تنصح الناس بالبقاء في المنازل خلال الحملة العسكرية لاستعادة الموصل من قبضة التنظيم.
وخلص إلى التأكيد على أن "المعلومات والاتصالات بكافة أشكالها مهمة للغاية في الحرب على داعش" .
وناقش المشاركون في المؤتمر قضايا عدة تتصل بمكافحة التطرف والإرهاب. ومن بينها:
·المعضلات التي تواجهها الدول في سياق سعيها لتوفير الأمن للمجتمع والأفراد مع ضمان توجيه الجهود نحو منع الهجمات الإرهابية.
·الاستراتيجيات العسكرية والقانونية في التعامل مع الإرهاب في الداخل والخارج وما يترتب عليها من تبعات بالنسبة للأمن في الداخل والعالم بشكل أوسع.
·استراتيجيات التعامل مع الإرهاب في المجتمع وسبل ضمان ألا تزيد التدابير الأمنية الخوف أو تصب في مصلحة أجندة التطرف.
·استراتيجيات الوقاية من التطرف في المجتمع وسبل التعامل مع الجماعات والأفراد الذين يتبنون ويدعمون العنف وأغراض التطرف.
وفيما يتعلق بالاستراتيجيات، نصح بنجامين سميث، الباحث في مركز أورفاليا للدراسات العالمية والدولية بجامعة كاليفورنيا، بالتركيز على مواجهة أفكار ومفاهيم وخطاب المنظمات الإرهابية وليس مواجهتها والقضاء عليها هيكليا فقط.
وقال، في ورقة بعنوان "مواجهة التطرف العنيف: بنية التهديد وتأثيراته على سياسة مكافحة الإرهاب"، إنه يجب "أن يكون هناك حرص على ألا تثير أساليب المواجهة الخوف في المجتمعات".
ونصح أيضا بالانتباه إلى خطر تحويل قضية الإرهاب التي هي، من وجهة نظره، قضية اجتماعية إلى قضية أمنية خالصة.
ومن جانبه، قال جيفر هاريس، عضو هيئة التدريس في كلية فيساليوس في بروكسل، إن الإرهاب "هاجس رئيسي للمواطن الأوروبي مثله مثل الاقتصاد... وأوروبا تقف على خط المواجهة الأمامي مع خطر الإرهاب."
وأكد هاريس، وهو مسؤول سابق في الاتحاد الأوروبي وزميل غير مقيم متخصص في مكافحة الإرهاب والأمن الوطني في مركز تريندز، إن هذا الخطر يستدعي " إنشاء هياكل تشارك فيه كل دول الاتحاد الأوروبي لمواجهته".
وحذر من التوسع والاستمرار في فرض حالات الطوارئ في الدول الأوروبية، قائلا "لو كان هدف الإرهابيين هو إجبار الدول على اتخاذ اجراءات طوارئ دائمة، فان استمرار حالات الطوارئ يؤكد نجاحهم في تحقيق أهدافهم".
ونبه إلى أن الحل العسكري والأمنى وحده لن ينفع، ويجب إشراك كل قطاعات المجتمع في مواجهة التطرف والإرهاب.