عدوان على "الناضجة" وانتهاك لـ"العذراء".. النرويج تفلت زمام شهيتها للنفط
طرح قياسي لمناطق التنقيب
تعتزم النرويج طرح عدد قياسي من مناطق التنقيب عن الغاز والنفط في خطوة تكشف عن شهية غير مسبوقة للطاقة الأحفورية التي واجهت انتقادات أوروبية في الماضي.
والنرويج التي تعد من أبرز منتجي الغاز الطبيعي والنفط في أوروبا، تعهدت في الماضي بعدم استكشاف الأراضي "العذراء" التي لم يسبق استكشافها، وتمهلت كثيرا في التنقيب بالأراضي "الناضجة" التي تم استكشافها على نطاق واسع.
- الحكومة الأمريكية تسعى لتفكيك غوغل.. الولايات تتكاتف ضد "العملاق"
- كشف حساب "قناة السويس الجديدة" في مصر.. 6 مليارات دولار خلال 7 سنوات
وتقول صحيفة فايننشيال تايمز إن الطرح يؤكد أن أوسلو تستخدم أزمة الطاقة في أوروبا لدفع مصالحها البترولية.
طرح قياسي في القطب الشمالي
وأمس الثلاثاء، أعلنت النرويج طرح 92 منطقة تنقيب في القطب الشمالي، بينها 78 منطقة في بحر بارنتس في أقصى الشمال.
أما المناطق الـ14 الأخرى فهي في بحر النرويج بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية.
ويعد بحر بارنتس منطقة منتجة بالنسبة إلى قطاع الطاقة، لكن عمليات استخراج النفط والغاز تتم حتى الآن في موقعين فقط في المياه النرويجية.
والمنطقة البحرية حساسة في النرويج نظرا لسماتها البيئية، لكن النفط جعل من النرويج البلاد واحدة من أكثر الدول ثراءً في العالم.
وتضخ البلاد حاليًا أكثر من 1.6 مليون برميل من النفط يوميًا من عملياتها البحرية، وفقا لصحيفة "الإندبندنت".
وقال وزير النفط والطاقة النرويجي تيري آسلاند في بيان إن "الاستكشافات الجديدة ضرورية لمواصلة تطوير المناطق النرويجية" وهي أيضا مهمة لأوروبا.
وهذا الإعلان جزء من جولة منح تراخيص التنقيب السنوية في المناطق "الناضجة".
عدوان على "الناضجة" وانتهاك لـ"العذراء"
وأثار الطرح تنديد منظمات بيئية غير حكومية، معتبرين أن ما يحدث "ترويج عدواني" لاستخدام الوقود الأحفوري.
وأدان ترولس غولوسن رئيس فرع النرويج في منظمة "أصدقاء الأرض" جولة الامتيازات الجديدة "شديدة العدوانية" والمطروحة في وقت تحض فيه الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة على تقليص التنقيب عن النفط لتحقيق أهداف مؤتمر المناخ.
وقالت المنظمة غير الحكومية إن اقتراح لحكومة النرويجية ينتهك الالتزام بعدم استكشاف الأراضي العذراء.
وكانت حكومة يسار الوسط التي تفتقر إلى الغالبية البرلمانية قد توصلت إلى اتفاق مع حزب اليسار الاشتراكي العام الماضي لمنع التنقيب في المناطق غير المستكشفة بحلول عام 2025.
ويُعتقد أن هناك ما بين مليار إلى 3 مليارات برميل من النفط تحت قاع البحر قبالة أرخبيل لوفوتين.
"لعبة تكتيكية"
لكن المعارضة اليمينية المدافعة القوية عن قطاع النفط النرويجي رأت في هذه الخطوة "لعبة تكتيكية" من قبل الحكومة لمنح نفسها أوراق مساومة لاستخدامها في المفاوضات المستقبلية مع اليسار الاشتراكي.
ورحبت هيئة صناعة النفط "أوفشور نورج" بفتح "مناطق جذابة" أمام التنقيب.
ويتعين على شركات النفط تقديم طلباتها في وقت لاحق هذا العام، وسيتم منح التراخيص في يناير/ كانون الثاني 2024.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA= جزيرة ام اند امز