إرهاب الحوثي يعرقل جهود جريفيث "المتعثرة" باليمن
مليشيا الحوثي تتعمد وضع مارتن جريفيث في زاوية ضيقة قبيل كل محاولة يقودها لإنقاذ جهود السلام المتعثرة.
تتعمد مليشيا الحوثي الانقلابية تعطيل المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن جريفيث، قبيل كل محاولة يقودها لإنقاذ جهود السلام المتعثرة في بلد أنهكته الحرب منذ نحو 5 سنوات.
وفي مشهد تكرر مرارا، صعّدت المليشيات الانقلابية المدعومة إيرانيا من انتهاكاتها وخروقاتها المستمرة لهدنة هشة في الحديدة (غرب)، جاءت بناء على اتفاق ستوكهولم (ديسمبر/كانون أول 2018)، وذلك بالتزامن مع جولة مكوكية يجريها جريفيث، لإنعاش اتفاقية السويد من الفشل.
غير أن التصعيد الحوثي هذه المرة لم يقتصر على خروقات وقف إطلاق النار في الحديدة واستهداف المدنيين، ولكنه تجاوز الحدود من خلال محاولات بائسة لتنفيذ عمليات إرهابية بطائرات الدرون المسيرة والصواريخ البالستية صوب الأراضي السعودية.
ومؤخراً، زعمت المليشيا الحوثية امتلاكها منظومة صواريخ وطائرات مسيرة جديدة لم يسبق استخدامها من قبل، كاشفة عما سمّته بنكا من الأهداف الحيوية التي تنوي استهدافها في عدد من مدن المملكة العربية السعودية.
وبلغت الهجمات الإرهابية الحوثية على المرافق المدنية السعودية والمناطق المأهولة بالسكان نحو 30 عملية، تصدت دفاعات السعودية لأغلب الطائرات الحوثية، وأحدثها طائرتان مساء أمس الإثنين.
مراقبون اعتبروا أن أفعال الحوثيين وتحركاتهم تكشف بما لا يدع مجالاً للشك عن أنهم غير جادين في السلام وتنفيذ الاتفاق المبرم في ستوكهولم.
شفا الهاوية
الناشط والمحلل السياسي اليمني، صلاح فارع، قال إن العملية السياسية في اليمن أصبحت على شفا الهاوية، بفعل الإرهاب الحوثي الذي تسارعت وتيرته في الشهور القليلة الماضية، وتحديدا منذ فرض العقوبات الأمريكية الأخيرة على طهران.
وأشار فارع في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن تزامن كشف الحوثيين عن منظومة الصواريخ والطائرات الجديدة مع جولة المبعوث الأممي الخاص باليمن في عدد من العواصم العربية والغربية؛ يعطي رسالة واضحة بشأن نوايا المليشيات لعرقلة كل الجهود الهادفة لوقف الحرب في البلد.
وجدد المحلل السياسي اليمني تأكيده أن ما يقوم به الحوثي ومليشياته، يمثل الخطر الأكبر الذي يعيق جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام والبدء بالعملية السياسية في اليمن.
والأحد، أكد وزير الإعلام في الحكومة الشرعية اليمنية، معمر الإرياني، أن مليشيا الحوثي أغلقت مداخل مدينة الحديدة في وجه رئيس لجنة الأمم المتحدة لإعادة الانتشار، الجنرال مايكل لوليسغارد وتقييد حركته، ما اضطر لجنة التنسيق المشتركة لعقد اجتماعها المقرر على ظهر سفينة في عرض البحر الأحمر.
وقال الوزير معمر الإرياني، في صفحته الرسمية على "تويتر"، إن ما حدث يعد فشلاً ذريعاً للبعثة الأممية ومؤشرا حقيقيا لفشل اللجنة في تحقيق أي تقدم منشود.
واستأنف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث خلال الأسبوعين جهوده الرامية لإنقاذ اتفاق ستوكهولم بسلسلة من الزيارات شملت كلا من موسكو وواشنطن والرياض وأبوظبي ومسقط، فيما سيزور صنعاء التي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، حسب تأكيد مصدر في مكتب المبعوث الأممي.
غير أن كل هذه التحركات، من وجهة نظر المراقبين، لن يكتب لها النجاح ما لم تتوقف المليشيا الحوثية عن إرهابها وتنفيذ أجندات إيران التخريبية، الهادفة لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية عموما.