اتفاق توحيد الجيش الليبي.. آمال كبرى مرهونة بالدعم الدولي
قطع الليبيون شوطا كبيرا في مسار توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، بإعلان الاتفاق على مبادئ عملية طال انتظارها.
وبعد يومين من اجتماعات هي الأولى من نوعها عقدت في العاصمة طرابلس، بين رئيس أركان الجيش الليبي الفريق عبدالرزاق الناظوري ورئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد، وقيادات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، أعلنت اللجنة بدء خطوات توحيد المؤسسة العسكرية.
وكشف المجتمعون في بيان مشترك أهم النقاط المحددة لعملهم في عملية توحيد المؤسسة العسكرية والتي تقتضي نبذه العنف ورفضهم عـودة الاقتتال بين أبناء الوطن الواحـد، ودعمهـم الكامـل لمدنية الدولة وإبعاد المؤسسة العسكرية عـن التجاذبات السياسية.
و أشادت البعثة الأممية في ليبيا بالاجتماع الذي جرى في طرابلس بين قادة الجيش الليبي، وأكدت أنها تواصل دعمها للمحادثات في المسار الأمني لا سيما تلك التي تتم من خلال اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بما فيها التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020، وفقا لبيان البعثة.
ويرى خبراء سياسيون ليبيون أن الاتفاق خطوة مهمة في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية وسيكون لها تأثير إيجابي على المسارات التفاوضية الأخرى السياسية والاقتصادية والدستورية وصولا إلى الانتخابات.
خطوة تحتاج إلى دعم
ويقول الدكتور يوسف الفارسي أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية جامعة درنة الليبية، إن بيان توحيد المؤسسة العسكرية خطوة مهمة ومساعٍ حميدة يجب البناء عليها ودعمها.
وتابع الفارسي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" إن عملية توحيد المؤسسة العسكرية مطلب أساسي ورئيسي لكافة الليبيين في الشرق والغرب والجنوب وطال انتظارها سنوات.
لكن الفارسي يرى أن هناك خشية من صعوبة تحقيق نقاط البيان، خاصة مع الصراع الموجود على الأرض، ووجود مراكز قوى خارج سلطة المؤسسة العسكرية، وهي التي ستواجهها عملية التوحيد وهو أمر صعب جدا، خاصة أنها تخشى إخراجها من المشهد السياسي.
تفكيك مراكز القوى
وأشار إلى أن تفكيك مراكز القوى ليس بالأمر الهين، ويحتاج إلى جهود متضافرة من القيادات العسكرية ودعم دولي وعربي وإقليمي، لتوحيد الجيش بشكل كامل، خاصة أن الأزمة الليبية في جوهرها أزمة أمنية.
وأشاد أستاذ الأمن القومي الليبي بالبدء بخطوات جادة في المسار الأمني مع تعثر المسارات الأخرى السياسية والاقتصادية والدستورية، باعتبار المسار الأمني والعسكري أولوية قصوى.
وشدد على أن المسار الأمني والعسكري على قدر كبير من الأهمية كونه أساس المسارات الأخرى، بما في ذلك الانتخابات، لأن الذهاب للاستحقاق يحتاج إلى استقرار أمني، مشيرا إلى أن افتقار ليبيا للأمن أدى عمليا إلى فشل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
إنهاء الجمود السياسي
ومن جانبه، قال الدكتور وليد مؤمن، الخبير السياسي والاقتصادي الليبي، إن البيان المشترك يؤكد أن الليبيين وصلوا لمرحلة الاقتناع بأهمية إنهاء الجمود السياسي الحاصل بحل الأزمة الأمنية تراجع السلاح إلى الخلف.
وأشار في تصريح لـ"العين الإخبارية" إلى أن مجمل النقاط الواردة في البيان إيجابية يؤيدها الداخل الليبي، خاصة في المبدأ العام وهو نبذ العنف والعودة للاقتتال وهو أصبح متفقا عليه دوليا ومحليا.
وأضاف أن النقطة الفاصلة هي قضية خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، والتي تبقى رهينة التوافقات الدولية والإقليمية، بوضع خطة متفق عليها من الجميع محليا ودوليا، وهو المبدأ الذي أشار إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قمة جدة، بدعم اللجنة العسكرية وضرورة إخراج القوات الأجنبية وإنهاء ملف الملفات.
المصالحة
وتابع أن ملف المحتجزين والمفقودين ملف كبير جدا وهام جدا في الداخل الليبي ووضعه ضمن أجندة اللجنة العسكرية وضرورة معالجته سيكون له آثار إيجابية على المسار السياسي لكسر الجمود بين الأطراف وكذلك ملف المصالحة.
وأردف أن تسمية رئيس أركان واحد للجيش الليبي نقطة في غاية الأهمية، وسينهي انقسام المؤسسة، وكذلك ملف تبادل البيانات بين رئاسات الأركان وهو ملف كان دائما مثار خلاف بين الأطراف والمناطق، والوصول لحل لها شيء إيجابي يساعد بشكل كبير في نجاح هذا المسار.
وشدد على أن النقطة الأهم هي سرعة تنفيذ ما اتفق عليه، خاصة مع ظهور بعض التغييرات في الجانب الاقتصادي بعد إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط السابق مصطفى صنع الله وهي خطوة مهمة ويأمل الليبيون تفعيلها بشكل جيد والتوزيع العادل للثروة.
وأكد العسكريون الليبيون في بيانهم الثلاثاء، من العاصمة طرابلس، الشروع في تحديد الخطوات الواقعية لتوحيد المؤسسة العسكرية، مؤكدين ضرورة تسمية رئيس أركان واحد للمؤسسة العسكرية.
وناقش الحاضرون العديد من القضايا لتحديد الخطوات المتفق عليها ووضعها قيد التنفيذ، مؤكدين نبذهم العنف ورفضهم عـودة الاقتتال بين أبناء الوطن الواحـد، ودعمهـم الكامـل لمدنية الدولة وإبعاد المؤسسة العسكرية عـن التجاذبات السياسية.
ومنذ صباح الإثنين يجتمع رئيس الأركان الفريق عبدالرزاق الناظوري ورئيس أركان المنطقة الغربية واللجنة العسكرية 5+5 في العاصمة طرابلس استكمالا لاجتماعات القاهرة بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، التي عقدت في 15 يونيو/حزيران الماضي، بحضور الناظوري والحداد، والذي قالت عنه البعثة الأممية إنها تهدف لمواصلة مناقشة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتنسيق جهود وترتيبات انسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب.
واتفق المجتمعون خلال اجتماعات القاهرة التي استمرت أيامًا، على "أهمية توحيد المؤسسة العسكرية وبناء جيش قوي بعيدا عن التجاذبات السياسية من خلال تشكيل لجان مشتركة لهذا الغرض".
وتمسك أعضاء اللجنة خلال المشاورات باتفاق وقف إطلاق النار، مشددين على ضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من البلاد.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg
جزيرة ام اند امز