بالأدلة.. صلاة الاستسقاء بعد الجمعة جائزة
أكد الدكتور أحمد الحداد، مدير إدارة الإفتاء بدبي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن إقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة أمر جائز لا شيء فيه شرعا.
جاء ذلك ردا على تغريدة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدت دمج أداء صلاة الاستسقاء مع الجمعة، وتقول "إنّ صاحب مقترح دمج صلاة الاستسقاء مع الجمعة لم يوفق لأسباب عدة الأول أن (خطبتين في يوم واحد والشرع أعفى من الجمعة يوم العيد)، والثاني (أن أفضل وقت للاستسقاء بين الشروق والزوال)، والثالث (السنة التزين للجمعة والتبذل للاستسقاء)، و(الرابع إجبار الناس غير منطقي. الغالب طلعوا)".
وفنّد الدكتور أحمد الحداد التغريدة، قائلا إن إقامة خطبتين في يوم واحد اعتمادًا على زعم أن الشرع أعفى الناس من الجمعة يوم العيد كبيرة لا تغتفر، والواقع أن الشرع الشريف لم يعف المكلفين من الجمعة يوم العيد، لأن الجمعة فرض وقتها وصلاة العيد سنة يومها، والسنة لا تسقط الفرض اتفاقًا، مضيفا: "ولعله التبس عليه رخصة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل العوالي - أي البادية- الذين لم تكن تقام عندهم الجمعة وإنما كانوا يحضرون صلاة الجمعة مع النبي مع بعد بيوتهم، فكان يشق عليهم البقاء إلى وقت الجمعة بعد الزوال فرخص لهم عدم العود رحمة بهم ليصلوا ظهر يومهم، ولم يرخص لأهل المدينة ومن يلزمهم الحضور ممن كان في أطراف المدينة".
وتابع: "ثم إن المنع من إقامة خطبتين يحتاج دليلًا، وليس ثمة دليل، فبقي الأصل وهو الجواز، كما لو كان هناك كسوف للشمس حدث بعد صلاة الجمعة فإنه يصلى له ويخطب عند من يرى سنية الخطبة للكسوف".
وردًا على "أن أفضل وقت للاستسقاء بين الشروق والزوال"، قال: "ما ندري من أين أتى بهذه الأفضلية؟!.. فصلاة الاستسقاء عند الحاجة، وتصح في أي وقت حتى في وقت الكراهة عند بعض أهل العلم، وعلى فرض الأفضلية فاختيار الوقت المفضول لا يقتضي التعقيب؛ لأنه لا يتعقب ولا ينكر إلا المجمع على عدم جوازه، أما المختلف فيه فلا إنكار فيه، وإذا اختار ولي الأمر قولا من المختلف فيه أصبح لازما وفاضلا في نفسه، لأن اختياره يرفع الخلاف باتفاق أهل العلم".
وعن أن "السنة التزين للجمعة والتبذل للاستسقاء"، أوضح: "هذا حسن على ما فيه من لبس سأبينه، وقبل البيان أقول كيف سيكون التبذل في وقتنا وبلدنا هذا المبارك، فمن الذي يخرج بثياب مرقعة أو ملابس زهيدة كما كان حال الناس في السابق، أو من الذي يملكها اليوم؟ اللهم إلا أن يريد الخروج للاستسقاء بجلابيات النوم!! فلعل ذلك يمكن، فهل يكون مثل ذلك لائقًا على ما في بعضها من تزين؟!.. والحقيقة أن ذُلَّ القلوب وخضوع الرقاب لله رب العالمين هو الأهم في نظر الشارع الحكيم، على أن المطلوب للجمعة هو التجمل وليس التزين".
وأضاف أن التزين يكون للعيدين وبأي لون كان مما يعتاد الناس لباسه، أما الجمعة فيستحب فيه التجمل بثياب بيض، وسنية التجمل لصلاة الجمعة أكد من التبذل للاستسقاء، لأن الشارع الحكيم ندب لهذا، ولم يرد ندب للتبذل.
واختتم بالرد على مقولة "إجبار الناس غير منطقي. الغالب طلعوا"، قائلا: "هذا والله أمر عجَب!!.. أليس في أمر الناس بذلك إحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا ينبغي أن يحث الناس عليها لا سيما مع شدة الحاجة وتأخر الغيث عن إبَّانه كما فعل النبي، فيكون ذلك إحياء لسنته كما ندب إليه. ثم أليس من حق ولي الأمر أن يأمر بالمندوب فيصبح واجبًا عملًا بقول الله تعالى {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وهذا ما اتفق عليه العلماء؟ وخلاصة القول إن هذه التعقيبات غير موفقة؛ لأنها غير دقيقة، ما كان ينبغي أن تنشر من قبل رجل أكاديمي".
إقامة صلاة الاستسقاء في الإمارات
وأدى المصلّون صلاة الاستسقاء على مستوى دولة الإمارات بعد صلاة الجمعة، أمس، تأسياً بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في طلب نزول الغيث.
وشهدت المساجد مشاركة واسعة في صلاة الاستسقاء التي كانت عقب صلاة الجمعة، وتوجه الخطباء بخالص الدعاء، وصادق الرجاء أن يفتح الله تعالى أبواب السماء وينزل الغيث ويسقي الأرض ويديم الرخاء على دولة الإمارات.
حكم صلاة الاستسقاء وطريقة أدائها
ما زال المسلمون حتى يومهم هذا على سنة نبيهم المصطفى؛ فإذا انقطع الغيث وقل المطر، استسقوا ربهم طلباً لرحمته وطمعاً في واسع كرمه.
وصلاة الاستسقاء سنة مؤكدة عن النبي، حيث جاء في حديث عَبْدِاللهِ بْن زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
ويستحب قبل صلاة الاستسقاء أن يعزم الإنسان عزماً أكيداً على التوبة والرجوع إلى ربه، وأن يؤدي ما عليه من الزكاة، وأن يكثر من الصدقات، والتراحم بين الناس، كما أن الصيام أدعى لقبول الدعاء واستجابة السؤال.
وصلاة الاستسقاء ركعتان مثل صلاة العيد، يتم التكبير في الركعة الأولى 7 تكبيرات، ويتم بعدها قراءة الفاتحة ثم سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يتم التكبير 5 تكبيرات، وتُقرأ سورة الفاتحة، بعدها الغاشية، وتكون القراءة في الركعتين جهراً، ثم يقوم الإمام ليخطب في المصلين خطبة واحدة، يبدأها بالتكبير.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز