أحمد فؤاد سليم.. مقاتل في حرب أكتوبر ومبدع على خشبة المسرح وشاشة السينما

يُصادف اليوم، الثاني من يونيو/ حزيران ذكرى ميلاد الفنان المصري أحمد فؤاد سليم، أحد أبرز وجوه التمثيل في المسرح والدراما والسينما المصرية.
وُلد سليم عام 1957 في العاصمة القاهرة، وينحدر من أصول ريفية تعود لمحافظة الشرقية، وامتدت مسيرته الفنية على مدار عقود قدّم خلالها أكثر من 110 أعمال فنية متنوعة.
من خطوط النار إلى خشبة المسرح
قبل أن يخطو أولى خطواته في عالم الفن، حمل أحمد فؤاد سليم السلاح دفاعًا عن الوطن، حيث التحق بقوات الدفاع الشعبي خلال حرب أكتوبر 1973، ثم جُنّد رسميًا ليشارك في "الضربة الأولى" على موقع الجزيرة الخضراء.
لاحقًا نُقل إلى منطقة سفاجا ضمن مهام تأمين الأسطول المصري في البحر الأحمر. وقد تركت تلك التجربة العسكرية أثرًا عميقًا في شخصيته، إذ يقول عنها: "تعلمت الانضباط والالتزام، واكتشفت معنى الهدف والإيمان بقضية كبرى."
ورغم بساطة تسليح الجيش المصري آنذاك، أكد سليم أن الروح المعنوية كانت السلاح الأهم في مواجهة العدو، مشيدًا بدور الدفاع الجوي في قلب موازين القوة.
بدايات متواضعة وصبر طويل
بعد انتهاء خدمته العسكرية، عمل سليم في أحد المصانع لكسب قوت يومه، لكنه لم يتخلّ عن حلم الطفولة باعتلاء المسرح.
التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1978، ثم بدأ مشواره بأدوار بسيطة في التلفزيون والمسرح، قبل أن يتراجع لفترة قضاها محاولًا إعالة أسرته، ما اضطره للسفر إلى السعودية والعمل هناك لمدة عام ونصف.
وعن تلك المرحلة، قال إنها كانت "نقطة تحول ثقافي ونفسي" في حياته.
نجم فوق خشبة المسرح
قدّم سليم خلال مسيرته المسرحية عددًا من أبرز العروض، التي أثبتت موهبته وتنوّع أدواته التمثيلية، ومنها: "الصعايدة وصلوا" (1989)، و**"قصة الموت"، و"عرابي زعيم الفلاحين"، و"السبنسة"**. تميّزت أدواره بعمق الشخصيات التي قدّمها، وقدرته على الإمساك بتفاصيلها النفسية والاجتماعية.
حضور لافت في الدراما التلفزيونية
في الدراما التلفزيونية، تألق سليم في عشرات المسلسلات التي حفرت له مكانة متميزة في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، من بينها:
"ذو النون المصري"، "الملك فاروق"، "قاسم أمين"، "الخواجة عبد القادر"، و"المواطن إكس". عُرف بأدائه القوي وصوته الرخيم، وغالبًا ما أتقن تجسيد الشخصيات الجادة والمؤثرة.
السينما.. مع شاهين والمهاجر
على الشاشة الكبيرة، شارك في أفلام مثل: "عفريت النهار"، "أبو علي"، و"الحدق يفهم". لكن المحطة الأهم في مسيرته السينمائية كانت مشاركته في فيلم "المصير" من إخراج الراحل يوسف شاهين، حيث مثّل ذلك الدور قفزة نوعية في نضوجه كممثل.
كما شارك في فيلم "المهاجر" (1994)، وقدّم خلال مسيرته شخصيات تمثل السلطة، خصوصًا رجال الشرطة، بأداء جمع بين الحزم والبعد الإنساني.