"أحمد حاجي قاديروف".. قصة كتاب يروي تجربة الشيشان في التعايش السلمي
عقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الخميس، ندوة في مدينة دبي الإماراتية، حول كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد".
وقال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، خلال الندوة إن البطل الشهيد أحمد حاجي قاديروف قاد معركة ضد القاعدة وهذا تطلب شجاعة منقطعة النظير.
وأضاف أن قاديروف حمل راية إنقاذ شعبه من الإرهاب الذي استطاع أن يكتسح بلدانا عدة ويعبر القارات ويدمر مقدرات شعوب مختلفة، فهو بطل قدم لنا نموذجا يتعلق بفهم وضع الإسلام والمسلمين كمكون في بلدان غير إسلامية.
وأوضح النعيمي أن قاديروف استطاع أن يتوصل إلى معادلة قبل نحو 20 سنة، نحن اكتشفناها الآن ونعمل عليها، وكانت عبارة عن مبادرة شجاعة تبناها قاديروف بإقرار أن جمهورية الشيشان هي مكون طبيعي من جمهورية روسيا الاتحادية وإقناع شعبه الذي خاض حروبا طويلة وعاش دمارا هائلا بها باعتبارها المخرج الحقيقي الذي يتناسب مع هذا العصر ويحقق لها الأمن والرفاهية.
وأشار إلى أن ميزة القيادة الشيشانية سواء كانت في مرحلة قاديروف أو الرئيس الحالي رمضان قاديروف أنها تستثمر في الإنسان خاصة الشباب، وهذا يعبر عن التلاحم بين القيادة والشعب.
وشدد على أن التجربة الشيشانية فريدة ومتميزة وأتمنى من المسلمين في مختلف دول العالم أن يدرسوها ويستفيدوا منها، ليروا أن اندماج المسلمين في الدول غير المسلمة اندماج صحيح يخدم المقاصد العليا للشريعة الإسلامية ويحقق تطلعات الشعوب ويجعل المسلمين يحملون رسالة حب وسلام تعبر عن حقيقة هذا الدين في العيش المشترك مع الآخرين.
وقال عمروف جمبولات، نائب رئيس مجلس الوزراء في الشؤون السياسية في جمهورية الشيشان، ووزير الإعلام السابق إن كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد" هدفه تسليط الضوء على المعلمين والمؤسسين للدولة، وتاريخنا الشيشاني الذي يرمز إلى الصبر.
وأضاف، خلال كلمته بالندوة، أن الشيشان عاشت خلافات استمرت بين 300 و400 عام، واستيقاظ الشعب جاء بفضل البطل الشهيد أحمد حاجي قاديروف، وهذا ما وضع حدا للخلافات بغرض التعايش بين مختلف مكونات الشعب.
وتابع أن أحمد حاجي قاديروف خلق مكانة في التاريخ وأصبح صوتا لبداية فهم الشعب الشيشاني، وتجربته هي منارة للعلم، مشيرا إلى أن الرئيس الحالي رمضان قاديروف قال إنه ليس ابنا لأبيه بل تابعا من تابعيه وكرس حياته من أجل أن يكون شخصا يقتضي بوالده ويكون أهلا ليحمل هذا الاسم.
ونوه بأنه خلال الاجتماعات التي يعقدها رمضان قاديروف يتحدث عن 3 ركائز أساسية تميز الشعب الشيشاني، وهي الإسلام والصداقة ووحدة الشعب، مضيفا: "نحن نفتخر بوحدتنا المسلمة ونهدف إلى نشر التعاليم الإسلامية ولا يوجد وقت أنسب من الآن لنحارب الإرهاب، وهذه الحرب هدفها تحقيق الوحدة والحرية، لذا كل شعبنا بحاجة إلى التضامن والاتحاد".
فيما أكد أوليج فومين، القنصل العام لجمهورية روسيا الاتحادية في دبي والمناطق الشمالية، أن كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد" يروي تاريخ الشيشان، وقد تم عرضه هنا في الإمارات كونه يعكس قيم التسامح ويدعو إلى تعايش يسوده السلام بغض النظر عن الثقافات والخلفيات.
وأضاف خلال كلمته بالندوة، أن مؤلف الكتاب شخص منفتح العقلية؛ إذ يعكس كتابه جوانب عدة ولا يوجد هناك أي نوع من النمطية أو التحيز لشريحة أو ديانة دون أخرى، بل قدم الأخوة للمجتمع المسلم وقيمه في سياق سياسي يتعلق بالتضامن والاتحاد بين العالم الحديث.
وأوضح أن هناك أواصر بنيت بين الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية الشيشان ويحدث التعاون على مستويات عدة، خاصة في السياق ممثلي الشيشان وهذا دور مهم جدا.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأمور التي تم مناقشتها في هذا الكتاب الذي يتحدث عن تاريخ جمهورية الشيشان وانفتاح روسيا الاتحادية تجاه الديانة الإسلامية والبلدان العربية ويظهر بأنها ذات عقلية متفتحة وتحترم الشرائح الأخرى.
فيما قال الدكتور محمد البيلي، رئيس منظمة تربويون بلا حدود إن القائد أحمد حاجي قاديروف انتشل الشيشان من الضياع وبراثن الإرهاب والتطرف وخرج بها من مرحلة الدمار إلى مرحلة البناء بعدما وحد الجهود.
وأضاف خلال كلمته بالندوة، أن نشأة قاديروف وتعليمه الشرعي كان لهما دورا بارزا في استيعاب الجماعات الإرهابية التي كانت تحارب في تلك الفترة، حيث كانت الشيشان في بداية التسعينات مسرحا لجماعات متطرفة وجمهورية تشهد صراعات وحالة من الدمار والحروب.
وأوضح أن القائد قاديروف أسس الدولة الشيشانية العصرية، وعمد إلى بناء المؤسسات التعليمية والصحية وتطلع ليكون لأبناء الجمهورية نصيبا من العيش في سلام ورخاء وازدهار.
وتابع أن التعليم لعب دورا كبيرا في تطور الشيشان بل كان مفتاح نموها، وتشهد الجمهورية الآن حضارة مزدهرة وتطلع نحو التقدم وبناء مستقبل واعد لأبنائها، وهذا لم يكن يتأتى دون جهود القائد أحمد حاجي قاديروف ونجله رمضان قاديروف.
من جانيه، قال تركو داودوف، مستشار رئيس الشيشان ومبعوث خاص في الدول العربية: "نجتمع اليوم بمناسبة مرور 70 عاما على ميلاد شخصية كان لها دور رائد في تعزيز السلم الإنساني ونشر التسامح الحضاري ومواجهة ثقافة الحرب والإقصاء والتطرف مضحياً بنفسه في سبيل ذلك وهو الشهيد القائد أحمد حاجي قادروف".
وأضاف أن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف –ابن الرئيس المحتفى به- أصرّ أن يكون الاحتفال في دولة الإمارات، قبلة السلام وأرض التسامح، إيماناً منه بدور الإمارات الحضاري والإنساني وحرصاً على تقوية العلاقة القوية بين الشيشان ودولة الإمارات والعلاقة الأخوية بينه وبين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الذي دائما ما يخاطبه بـ"أخي الأكبر".
وأوضح خلال كلمته بالندوة، أن كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد" يبرز شخصية محورية في دعم التعايش الحضاري من خلال الحديث عن منهجه الشرعي وبيان رؤيته الإصلاحية حتى يكون نموذجاً يقدم للإنسانية وتاريخاً يقدم للبشرية.
ونوه بأن أكثر شخص يعرف قيمة ما قدمه الشهيد أحمد حاجي قادروف هو الرئيس رمضان، فقد رافق والده في مرحلة من أدق مراحل الشيشان، وهي مرحلة تأسيس دولة حضارية تستند إلى العدالة والمساواة والوسطية الإسلامية وتوطيد العلاقة مع الدولة الأم روسيا مع الحفاظ على الخصوصية الإسلامية.
من جانبه، قال الدكتور محمد العبيدلي، مستشار رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة للشؤون العلمية والأكاديمية، إن الشيشان عانت من ويلات الحروب سنيين طوال، ومرت بظروف عصيبة على أهلها، إلى أن سخر الله لها قائدا فذا أخذ بها إلى جادة الحق والصواب، وأسس وحدتها الوطنية وقاد استقرار البلاد ونهضتها.
وأضاف خلال كلمته بالندوة، أن الرئيس أحمد حاجي قاديروف أعاد رسم صورة الشيشان للعالم أجمع ومحى تلك الصورة النمطية العالقة في الأذهان عن الدمار الذي خلفته الحروب المتتالية، وكذلك عن التطرف والإرهاب.
وتابع: "لقد كان المؤسس رحمه الله أحمد قادروف حكيما ملما بالأحكام الشرعية عارف بمآلات الأمور، حريصا على تأسيس وطن يستقر به شعبه الكريم وينعم بكافة سبله، فكان رافضا للحرب الثانية مقدرا المصالح والمفاسد وما ستحمله من تبعات تجاه الشيشان وشعبها"، مضيفا أن النظرة الحكيمة للقائد المؤسس تُنبئ عن فكر مستنير ونظرة ثاقبة لهذا القائد رحمه الله تعالى.
وواصل حديثه: "لقد كان إيمان أحمد قادروف راسخا بضرورة التعايش السلمي ونبذ الحرب وهو ما استمده من أحكام الشريعة الإسلامية، فجنح للسلم وجنب وطنه الحرب والدمار، وواجه الخطابات التي تحمل في طياتها غلوا وتطرفا يقود للإرهاب، وكان هذا تحديا قد برز على السطح، وبفضل الله لقد رسم أحمد قادروف منهجا تأصيليا في مواجهة التطرف والإرهاب واضعا نصب عينه الأسس الشرعية في مواجهة هذه الآفة القديمة المتجددة التي يحاربها العالم أجمع".
وقال كازبيك إسماعيلوف، رئيس مركز التواصل الثقافي والاجتماعي وعضو اتحاد الصحافة الروسية: "عندما بدأت العناصر المتطرفة الدخول بين الشعب دفع الإرهاب البلاد إلى حادث 1999، حيث دخلوا واحتلوا البلاد ما أدى إلى حرب".
وأضاف، خلال كلمته في الندوة: "قبل حادث 1999 نادى أحمد حاجي قاديروف من أجل توقف هذه النزعات ودحض ما نادى به الإرهابيون وسعى إلى حماية الجيش لكن لم يستمع إليه أحد حينها".
من جانبه، يقول الدكتور عثمان أحمد عبدالرحيم، مؤلف كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد": "قصدت من الحديث عن أحمد حاجي قاديروف بيان الجانب الذي أكمل فيه الصورة، إذ طرح فكرا عميقا شرعيا".
وأضاف خلال كلمته بالندوة: "قاديروف من الشخصيات التي يجب أن تدرس بعمق وينظر إلى اجتهاداتهم باعتبارها شخصية ضحت بنفسها من أجل وسطية الإسلام".