"مجلس المجتمعات المسلمة" ينظم مؤتمر "الإسلام في أمريكا الشمالية"
نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الخميس، مؤتمراً افتراضياً بعنوان "الإسلام في أمريكا الشمالية: رؤية الأجيال الجديدة".
وجاء المؤتمر بحضور نخبة من القيادات الدينية والأكاديميين والباحثين والمتخصصين والنشطاء، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.
وأجاب المؤتمر عن العديد من التساؤلات التي تتعلق بالأوضاع والتطورات التي تشهدها الأجيال الجديدة من المسلمين في أمريكا الشمالية، إضافة إلى دور المؤسسات الدينية، وقيادات هذه المؤسسات في هذه الدول في نشر الإسلام وثقافته في أوساط الأجيال الجديدة من خلال إعلاء قيم التسامح والمحبة، والتأكيد على العيش المشترك، لا سيما وأن منطقة أمريكا الشمالية تشهد وجوداً واسعاً من المهاجرين المسلمين.
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر أشار الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إلى أن الفترة الراهنة تشهد تحديات جمة لأوضاع المسلمين، وبخاصة الأجيال الجديدة في أمريكا الشمالية، وربما أحد الأسباب الرئيسة التي تقف وراء أزمة المهاجرين المسلمين في أمريكا الشمالية يعود بالأساس إلى أن بعض المهاجرين من العالم الإسلامي إلى الولايات المتحدة وكندا أخذوا مشاكلهم معهم.
وتابع: إنه على المسلمين المهاجرين أن يركزوا على التحديات المحلية ولا يشغلوا أنفسهم بمشاكل الأخرين. مضيفا أن القادة في المجتمعات المسلمة يتحملون جانب واسع من المسؤولية، وعليهم أن ينظروا في الفتاوي الملائمة لمجتمعاتهم. كما أن على المجتمعات المسلمة في أمريكا الشمالية أن ينتبهوا للشباب، وأن يبحثوا عن فتاوي تلائم احتياجات مجتمعاتهم.
بدوره نوه الإمام الدكتور الحاج طالب عبد الرشيد، رئيس جمعية الأئمة الأمريكيين الأفارقة، إلى أن إحدى مشكلات الحياة الحديثة التي تعتمد على التطور التكنولوجي، أنها حرمت الأجيال الجديدة من الشباب المسلم في أمريكا الشمالية، من إدراك وفهم المعاني الحقيقية لغايات هذا الدين، حيث يستمدون معرفتهم من العالم الافتراضي، والأنترنت.
وأشار إلى أن معاني مثل الأسرة والمجتمع والقيم لها معاني مختلفة لدى الجيل الجديد، ولذلك أصبح التحدي أمام هذا الجيل، هو كيف يكون مؤمناً في القرن الحادي والعشرين في ظل صعود العولمة. وأضاف أنه من الضروري إعادة صياغة رؤية جديدة للخطاب الديني للشاب في هذا المجتمع متنوع القيم.
بدوره قال الشيخ علاء السيد، مدير الشؤون الدينية في المركز الإسلامي الكندي، إن الهوية هي القلب الصلب الذي يضمن حضورنا كمسلمين في مجتمعاتنا، وعلى كل شاب مسلم أن يتمسك بقيم دينه وسلوكياته. وأضاف أن الانخراط في مجتمعاتنا في أمريكا الشمالية ينبغي ألا يؤثر على هويتنا الإسلامية.
من جهته، قال حسن وادي، رئيس أكاديمية المتحدثين الشباب، كندا، علينا أن نوازن بين حياتنا في الدنيا والآخر، وعلى الشباب المسلم في أمريكا الشمالية أن يعي أهمية الدين، والحرص على رفعته.
وقالت ناهيلا موراليس ناشطة مكسيكية أمريكية مسلمة، دالاس، تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية، أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر شكلت تحولاً مهماً، ساهمت في انفتاحي على الإسلام، وكذلك المؤسسات الإسلامية في مجتمعات أمريكا الشمالية التي تلعب دورا مهماً في دعم صورة الإسلام والمسلمين.
وأضافت إن الله سبحانه وتعالي يختارنا للإسلام ويهدينا إلى دينه الإسلام، الذي يجلب الراحة النفسية والصحة العقلية، والسكينة والطمأنينة.
وقال الدكتور مصطفي خطاب، عضو المجلس الكندي للأئمة ومترجم القرآن الكريم، أن المجلس الكندي يلعب دوراً بارزاً في مجال الدعوة في أوساط غير المسلمين، واستطاع أن يقدم لهؤلاء الشباب الذي يتساءلون عن الإسلام الكثير من المعارف والحقائق عن الإسلام، الأمر الذي ساهم في دخول طيف واسع منهم للإسلام. وأضاف أن معظم المسلمين الجدد الذين نساعدهم من الشباب. منوها ان المجلس الكندي يتابع هؤلاء الشباب عن كثب، خاصة أنهم دخلوا الإسلام عن قناعة بعد أن قدم لهم ديننا الحنيف السكينة والطمأنينة.
من ناحيتها، قالت الدكتورة مديحة سعيد، مدير التعليم في دكيومنتنج هوب أند نوويل، أن تعاليم الإسلام، فيها ما يضمن الصحة النفسية والعقلية والروحية، وأشارت إلى أنها قبل التعمق والاهتمام بمبادئ وقواعد الدين الإسلامي الحنيف كانت تعاني إشكاليات صحية ونفسية، كادت تدفعها للانتحار، وأضافت ان الإسلام كان الحصن المنيع الذي حفظني من كل الأسقام.
في المقابل أشار منصور الساخي، المدير التنفيذي لـ" مسلم أيد"، الولايات المتحدة، إلى أن المنظمات الخيرية في أمريكا الشمالية، والتي أسسها المهاجرون من المسلمين على قدر دورها في نشر تعاليم الإسلام، لكن أحد إشكالياتها الرئيسة، هي افتقاد التواصل مع الشباب الذين ينبغي أن يكون لهم دور فاعل في إدارة المؤسسات الخيرية. كما أضاف أن أسلوب جمع التبرعات في المؤسسات الخيرية في أمريكا الشمالية، هو الآخر بحاجة إلى إعادة هيكلة وألا يقتصر على الوسائل التقليدية .
ومن جهته قال علي دوغلاس نيومان، قائد مجتمعي في ولاية مينيسوتا، الولايات المتحدة الأمريكية، أنه برغم أهمية التنوع في مجتمعاتنا، لكن تبقى الهوية هي العنوان الأبرز الذي يضمن الحفاظ على وجودنا ومستقبلنا.
وقالت ليزا فوجل مؤسسة فيرونا كولكشن، في ولاية فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية، إن العلامة التجارية "فيرونا" إن العلامة تستهدف بالأساس تنمية الشعور لدى المسلمة بأن تكون فخورة بدينها، فخورة بملابسها التي تتناسب مع معتقداتها ومبادئها الإسلامية.
وأشارت أن علامة "فيرونا" هي في جوهرها رسالة نعبر بها عن ديننا لغير المسلمين.
وفي ملاحظاته الختامية على المؤتمر أكد الدكتور محمد بشاري على أن جميع المشاركين في المؤتمر الافتراضي حرصوا على تعظيم حدود الله والامتثال لأوامر هذا الدين العظيم.
وأضاف أنه ليس هناك تناقض بين الانتماء للدين وبين الانتماء للوطن، كما على المهاجرين المسلمين في المجتمعات المسلمة أن يحولوا قصصهم مع الإسلام إلى برامج عملية تعلي من صورة الإسلام ومبادئه، خاصة أن الإسلام هو دين الروحانية والتسامح والرحمة. وأختتم كلمته بالدعوة إلى الله في أن يرفع عنا المحن والشدائد وأن يعم الخير كل البشر.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg
جزيرة ام اند امز