نجم وقميص 15.. ابن بطوطة المصري "عالمي" ضل الطريق
حلقة جديدة من نجم وقميص تستعرض مسيرة أحد أبرز المحترفين في تاريخ الكرة المصرية وهنا الحديث عن أحمد حسام "ميدو".
رحالة شق الطريق إلى دروب أوروبا وفتح أبواب أكبر دوريات القارة العجوز في وجه اللاعبين المصريين، بعدما بزغ نجمه في سن مبكرة بالسنوات الأولى من القرن الـ21.
المهاجم المصري السابق، أحمد حسام "ميدو"، من مواليد 23 فبراير/شباط 1983 بالعاصمة "القاهرة"، وهو أحد أبرز اللاعبين الذين حملوا القميص رقم 15 في مسيرته الكروية، كما يعتبره الكثيرون أحد ألمع المحترفين المصريين في ملاعب أوروبا.
لم يحمل ظهر ميدو القميص رقم 15 فحسب، بل سبق وأن ارتدى أرقاما مختلفة، مثل 9، و11 و99، سواء مع الأندية أو مع منتخب مصر.
لكن القميص رقم 15 يبقى مميزا، لأنه حمل أفضل ذكريات ميدو، إذ ارتداه عندما وطأت أقدامه ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة، وكذلك توج به بلقبه الدولي الوحيد مع "الفراعنة" عام 2006، حينما حصدوا كأس الأمم الأفريقية.
بدايات مميزة
شق ميدو طريقه في ملاعب كرة القدم بعمر 7 سنوات، حينما التحق بناشئي نادي الزمالك المصري، الذي ظل يتدرج في فئاته السنية المختلفة على مدار 9 أعوام.
وبعد تجاوزه حاجز الـ16 عاما، نال ميدو فرصة الظهور مع الفريق الأول للفارس الأبيض، وبالتحديد في موسم 1999-2000، ليسجل ظهوره ضد فريق القناة في مباراة انتهت بالتعادل السلبي.
ميدو أعلن عن نفسه بقوة في الظهور التالي، بتسجيل ثنائية ضد الألومنيوم، ليقود فريقه للفوز بنتيجة 3-2.
شارك ميدو مع القلعة البيضاء في 5 مباريات بكافة البطولات في موسم 1999-2000، وحصد معه لقب كأس الكؤوس الأفريقية.
وبعد أسابيع قليلة، قرر ميدو الرحيل عن الزمالك والاتجاه صوب أوروبا، للتوقيع لنادي جينت البلجيكي، ليبدأ معه موسم 2000-2001، ويصبح معه لاعبا أساسيا رغم بلوغه 17 عاما فقط، مسجلا 11 هدفا خلال 23 مباراة.
مصنع المواهب
بعد موسم واحد قضاه ميدو في بلجيكا، فطن أياكس أمستردام الهولندي لموهبة المهاجم المصري الشاب، ليقرر التحرك لضمه والحصول على توقيعه لمدة 5 سنوات.
وسرعان ما نجح ميدو في فرض نفسه على تشكيلة الفريق الهولندي العريق، ليصبح إحدى ركائزه الأساسية، ليسجل معه 22 هدفا خلال 50 مباراة في موسمين متتاليين.
أهداف ميدو أسهمت في تتويج أياكس بثلاثية الدوري، والكأس ودرع يوهان كرويف أو "السوبر الهولندي" في أول مواسمه داخل النادي، الذي يعرف عنه بأنه "مصنع المواهب" في أوروبا.
رحالة مصري
ولم يستطع ميدو استغلال توهجه على الأراضي الهولندية، بعدما دبت الخلافات بينه وبين مدربه في أياكس، رونالد كومان، لتبدأ رحلة "ابن بطوطة المصري" في التنقل بين البلدان المختلفة.
عام 2003، قرر أياكس التخلص من أزمات ميدو المتتالية بإعارته إلى سيلتا فيجو الإسباني، الذي نجح في هز الشباك خلال أول ظهور معه في مواجهة أتلتيك بلباو.
وخلال رحلة قصيرة لميدو في ملاعب الليجا، تمكن من تسجيل 4 أهداف خلال 8 مباريات، أهمها هدفه في شباك ريال سوسيداد، الذي أهدى لقب الليجا لريال مدريد، ومنح فريقه فرصة التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي بعد احتلاله المركز الرابع.
ورفض ميدو عرض سيلتا بضمه نهائيا بعد انتهاء الإعارة، مفضلا الرحيل عن أياكس صوب مارسيليا الفرنسي مقابل 12 مليون يورو، ليصبح حينها أغلى لاعب مصري على الإطلاق.
واكتفى ميدو بتسجيل 9 أهداف في موسمه الوحيد مع مارسيليا، لكن أحد أهدافه جاءت في شباك ريال مدريد بدوري الأبطال، ليرحل في الموسم التالي إلى روما الإيطالي مقابل 6 ملايين يورو.
العالمي
وصول ميدو إلى نادٍ بحجم روما وظهوره في ملاعب الدوري الإيطالي كان أمرا مميزا له بالتأكيد، لكن تلك الرحلة لم تكلل بالنجاح بعدما أمضى النصف الأول من الموسم دون أن يسجل أي هدف خلال 12 مباراة.
فشل ميدو في النصف الأول من موسم 2004-2005 دفعه للبحث عن أرض جديدة، ليتحرك توتنهام هوتسبير الإنجليزي من أجل استعارته في يناير/ كانون الثاني 2005 لمدة 18 شهرا.
فاجأ ميدو عشاق "السبيرز" في ظهوره الأول مع الفريق بتسجيله ثنائية في شباك بورتسموث، ليكمل الموسم ويضيف إليها هدفين جديدين خلال 12 مباراة أخرى، ليبدأ مع توتنهام موسم 2005-2006.
وفي الموسم الثاني، سجل ميدو 11 هدفا مع الفريق اللندني خلال 27 مباراة، جاءت جميعها في البريمييرليج، حيث كان ثاني هدافي توتنهام آنذاك، ليعود إلى روما، قبل أن ينجح النادي الإنجليزي في ضمه نهائيا مقابل 6.75 مليون يورو في صيف 2006.
تألق ميدو مع توتنهام وبزوغ نجمه في ملاعب الدوري الإنجليزي ألصق باسمه لقب "العالمي"، حيث كان أول لاعب مصري يصل إلى تلك المكانة في أوروبا.
ولم يستطع ميدو تكرار تألقه مع توتنهام في موسم 2006-2007، مكتفيا بتسجيل 5 أهداف فقط خلال 23 مباراة، ليتقرر بيعه إلى ميدلزبره الإنجليزي مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني.
هبوط اضطراري
سجل ميدو 7 أهداف فقط خلال موسمين مع "البورو"، لكن ندرة تهديفه مرتبطة بقلة مشاركاته، نظرا لتعدد إصاباته في ذلك الوقت، لتبدأ مرحلة الهبوط المهاجم المصري في إنجلترا.
بدأ ميدو يضل طريقه، وقام بتغيير قميصه وخوض تجارب غير ناجحة في عدة أندية على سبيل الإعارات، من بينها ويجان أتلتيك ووست هام يونايتد الإنجليزيين، بالإضافة للزمالك.
رحلة الإعارات لم تسفر عن أي شيء سوى تسجيل 3 أهداف مع ويجان والزمالك مجتمعين، فيما فشل خلال 9 لقاءات في هز الشباك مع "الهامرز".
وفي عام 2010، قرر ميدو قبول العودة إلى أياكس من جديد، ليعيره ميدلزبره مجددا إلى فريقه الأسبق، الذي ظهر معه في 6 مباريات فقط، سجل خلالها 3 أهداف، لكن تلك الفترة شهدت تتويجه معه بلقب الدوري الهولندي.
وفي يناير 2011، قرر ميدو العودة من جديد إلى مصر بشكل نهائي، ليوقع للزمالك لمدة 3 سنوات ونصف، ليظهر معه في 4 مباريات خلال موسم 2011-2012، سجل خلالها 3 أهداف قبل أن يرحل عنه سريعا.
وبعد تلك الرحلة القصيرة، أراد ميدو العودة من جديد إلى إنجلترا، ولكن من بوابة دوري الدرجة الأولى، مرتديا قميص بارنسلي، لكنه سرعان ما فسخ عقده بعد ظهوره في مباراة واحدة، ليقرر الاعتزال في يونيو/حزيران 2013 بعمر 30 عاما.