نجم وقميص 14.. مايسترو فريد قهر فلسفة برشلونة
الإسباني تشابي ألونسو الأسطورة الذي لعب دورا فريدا في قهر فلسفة برشلونة عندما كان لاعبا للغريم التقليدي ريال مدريد.. تعرف على التفاصيل.
اللاعب الإسباني السابق تشابي ألونسو يعتبر أحد أفضل اللاعبين الذين مروا على ملاعب كرة القدم، وشغلوا مركز لاعب الوسط الدفاعي في العصر الحديث، ناهيك عن كونه أحد أبرز اللاعبين الذين ارتدوا القميص رقم 14 في تاريخ كرة القدم.
ألونسو الذي يعتبر من مواليد إقليم الباسك، وبالتحديد مدينة تولوسا الإسبانية، في يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1981، ارتدى القميص رقم 14 معظم فترات مسيرته التي انتهت بالاعتزال في عام 2017.
بداية باسكية
لم يخرج ألونسو من إقليم الباسك في بداية مسيرته، بل بدأ رحلته ضمن صفوف ناشئي نادي أنتيجوكو الإسباني بعمر 9 سنوات.
واستمر ألونسو داخل النادي الباسكي يتدرج بين فئاته السنية حتى عام 1999، الذي شهد تحرك نادي ريال سوسييداد الإسباني لجلبه إلى فريق الشباب.
وأمضى ألونسو 5 مواسم داخل النادي الباسكي، إذ سرعان ما نجح في الظهور مع الفريق الأول في موسم 1999-2000، قبل أن يخرج لإعارة قصيرة إلى إيبار في الموسم التالي.
وخلال تلك الرحلة، ظهر ألونسو مع سوسيداد في 124 مباراة، سجل خلالها 10 أهداف، قبل أن يخطف أنظار المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز.
نقلة حقيقية
تولي بينيتيز تدريب ليفربول الإنجليزي في صيف 2004 جعله يعزز صفوف "الريدز" بعناصر جديدة، من بينها ألونسو، الذي يعرفه المدرب الإسباني عن قرب، بعدما كان مدربا لفالنسيا في الدوري الإسباني لبضع سنوات.
وتمت الصفقة في أغسطس/أب 2004 بانتقال ألونسو إلى ليفربول مقابل 10.7 مليون جنيه إسترليني.
لم يحتج ألونسو آنذاك وقتا طويلا للبزوغ داخل ملعب "أنفيلد"، إذ نجح في حجز مكان أساسي له في تشكيلة ليفربول، وأسهم في قنص فريقه لقب دوري أبطال أوروبا في موسمه الأول، بعدما سجل هدفا في النهائي ضد ميلان الإيطالي.
وجذب النجم الإسباني أنظار الجميع طوال مسيرته مع ليفربول، التي شهدت تتويجه بـ4 ألقاب خلال 5 سنوات، قبل أن يقرر العودة إلى الديار.
مايسترو ملكي
كان ألونسو أحد الركائز الأساسية لمشروع "الجلاكتيكوس الجديد"، الذي أعلنه فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، فور عودته لكرسي الرئاسة عام 2009.
وبالفعل، أتم النادي الملكي الصفقة بنجاح، ليضم اللاعب الإسباني مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، ليبدأ عهدا جديدا في ملاعب "الليجا" داخل "سانتياجو برنابيو".
ألونسو الذي عرف بأهدافه وتسديداته الصاروخية مع ليفربول، تراجع معدله التهديفي مع الفريق الملكي، لكنه جاء لمنحه أدوارا دفاعية، ألزمته بعدم التقدم كثيرا للأمام.
ولم يكن دور ألونسو الجديد سلبيا بالنسبة لفريقه، بل استطاع أن يصبح بمثابة "مايسترو" يدير فريقه بذكاء وبراعة خططية عالية.
واستبدل ألونسو ضرباته الصاروخية نحو مرمى المنافسين بماكينة إمداد لزملائه، ومحرك رئيسي للأحداث داخل أرض الملعب، سواء باستخلاص الكرات أو بتمريراته الطولية المميزة من مسافات بعيدة.
فلسفة فريدة
ربما كان تصريح المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني هو خير موجز لقدرات ألونسو الاستثنائية، حينما قال: "لاعبو برشلونة يمررون الكرة فيما بينهم 25 مرة على الأقل من أجل الوصول للمرمى، بينما يقوم تشابي ألونسو بذلك بتمريرة واحدة فقط".
وأراد مانشيني أن يبرز دور ألونسو الهائل في إنجاز مهمة فريقه من أجل الوصول للمرمى بأقصر الطرق وأقل وقت ممكن، بخلاف لاعبي برشلونة، الذين يحتاجون لتمريرات عديدة من أجل تحقيق ذلك الهدف.
كما امتدح النرويجي يون آرني ريسه، لاعب ليفربول الأسبق، ألونسو بقوله: "إنه سيد التمرير، ولا يوجد لاعب آخر مثله في هذا الصدد، وأتذكر أول ظهور له في أنفيلد، إذ استغرق 39 دقيقة حتى قام بتمريرة خاطئة، إنه لاعب لا يمكن وصفه".
أما ستيفن جيرارد، أسطورة ليفربول، فقال عنه: "بعد أول حصة تدريبية له مع الفريق، أدركت أنه أفضل لاعب وسط دفاعي لعبت بجواره على الإطلاق".
وعقب مباراة لريال مدريد ضد بروسيا دورتموند الألماني في دوري أبطال أوروبا، كشف يورجن كلوب، مدرب الفريق الألماني آنذاك، عن سر تفوقه على الفريق الملكي، بقوله: "خطتنا كانت تعتمد على وضع ألونسو تحت الضغط وحرمانه من تمرير الكرة، وبذلك عطلنا ريال مدريد بأكمله".
مسيرة حافلة
شهدت مسيرة ألونسو المميزة فوزه بالعديد من الألقاب، إذ فاز مع ريال مدريد أيضا بـ5 ألقاب، أهمها تتويجه بلقب دوري الأبطال عام 2014.
ومع بايرن ميونيخ الألماني، ظفر ألونسو بلقب "البوندسليجا" في 3 مواسم متتالية، بالإضافة إلى لقبي الكأس والسوبر المحليين.
وعلى المستوى الدولي، كان ألونسو أحد أفراد الجيل الذهبي لمنتخب إسبانيا، المتوج بألقاب يورو 2008 و2012 وكأس العالم 2010.