أحمد خالد توفيق يكشف أسرار "مطبخ الكتابة"
الكتاب يقدم خلاصات وافية لخبرة المؤلف ورحلته مع عالم الكتب والكتابة والمؤلفين الذين أحبهم والأعمال التي قرأها، ومعاناة البحث عن أسلوب
بأسلوبه السلس، ومختاراته النصية الجاذبة والمحببة إلى قلوب الشباب، يكشف الكاتب الجماهيري أحمد خالد توفيق أسرار وكواليس ما أسماه "مطبخ الكتابة" في كتابه الجديد الصادر عن دار الشروق بعنوان "اللغز وراء السطور.ـ أحاديث من مطبخ الكتابة".
الكتاب الذي يقع في 232 صفحة من القطع الصغير، يقدم خلاصات وافية لخبرة المؤلف ورحلته مع عالم الكتب والكتابة، مع المؤلفين والروائيين الذين أحبهم، والأعمال التي قرأها وعاود قراءتها، عن خبرة الكتابة والبحث عن أسلوب، في المجمل يقدم أحمد خالد توفيق ما يشبه ذكريات حرة لكن ينتظمها موضوع واحد هو "الكتابة".
يقول المؤلف في مقدمته للكتاب:
"أتلقى دوماً السؤال من قرائي حول "ماذا أفعل لأكون كاتباً؟". وهو سؤال بالغ الصعوبة والتعقيد، ومن الغرور الأحمق الممتزج بسذاجة الأطفال أن يعتقد المرء أن بوسعه تقديم إجابة عنه، والأكثر سذاجة من يتوقع أن الجواب عندك. لهذا كنت أنظر دوماً بخفة إلى (ورش) تعليم الكتابة، ولم أقبل أي عرض لتقديم ورشة كهذه. لم أشعر قط أن هذا جديّ أو مُجدِ. إن الأمر يشبه بالضبط السؤال عن كيفية صنع الزهرة أو خلق الماء أو الندى".
يؤكد أحمد خالد توفيق على الحقيقة التي يؤمن بها وهي "أنك إما أن تولد كاتباً أو لا تولد".. هناك مزيج سيميائي عجيب من الجينات والتربة المناسبة، والبيئة والقراءة المبكرة، والعقد النفسية والرغبات المحبطة، يؤدي هذا الخليط الفريد إلى أن تكون أديباً. الضغوط النفسية المتلاحقة تجعل الكتابة علاجاً ومخرجاً، وكما يقول ماريو بارغاس يوسا: "الكُتّاب هم طاردو أشباحهم الخاصة". وبعد هذا فأنت تحاول تجويد هذه الهبة للأبد. وكما يقول همنجواي: "نحن جميعاً صبيان نتعلم حرفة، لكن لن يصير أي واحد منا (أُسطى) فيها أبداً". بالتأكيد تستطيع تجويد الهبة لكن لا تستطيع أن توجدها من عدم.
"اللغز وراء السطور" ينقسم إلى قسمين؛ الأول عبارة عن مقالات من داخل مطبخ الكتابة، يتناول فيها بعض التقنيات الأدبية المعروفة. في هذا الجزء، من اللافت أن المؤلف لا يقدم نصائحه بأسلوب تعليمي جاف وإنما يسردها في إطار قصص ووقائع حدثت بالفعل مع كثير من الأدباء والمشاهير، وكلها بأسلوب أحمد خالد توفيق الساخر والممتع. فعندما يتحدث عن "العمل المدمر" يروي قصة مؤلف يكتب قصصاً قصيرة متوسطة المستوى ويرسلها للمجلات. وفي ليلة سوداء يهبط عليه الإلهام، فيكتب قصة مؤثرة رائعة اسمها "المرحومة أخت زوجته". عندما قرأتها زوجته ظلت صامتة بعض الوقت، ثم انفجرت في بكاء حار. وقالت له "هذه أروع قصة قرأتها في حياتي".
وعندما نُشرت القصة، انهالت رسائل القراء تصف كم هي مؤثرة وكم أن هذا الرجل عبقري، وقد اضطر رئيس التحرير اضطراراً إلى أن يرفع مكافأة المؤلف عن القصة الواحدة. وبعدها كتب المؤلف قصة جيدة وأرسلها للمجلة، فجأة عادت له القصة وقد أرفق رئيس التحرير رسالة يقول فيها: "قصة جيدة.. لكن القارئ الآن لم يعد يقبل هذا المستوى من القصص. لن يقبل بأقل من المرحومة أخت زوجته". أصيب المؤلف بالذعر فأرسل القصة لمجلة أخرى، بعد يومين عادت بالبريد ومعها رسالة تقول: "لا نريد أن نبدد النجاح الساحق لقصة المرحومة أخت زوجته بقصة متوسطة المستوى كهذه" كان المؤلف يصيح "فليذهب المجد إلى الجحيم.. لا أريد مجداً. أريد أنا آكل أنا وزوجتى".
مؤلف الكتاب، الطبيب المصري أحمد خالد توفيق، أو كما يلقبه جمهوره "العراب"، ظل لسنوات طويلة (ما يقترب من ربع القرن) متربعاً على عرش الأكثر "جماهيرية وانتشاراً ومبيعاً" في مصر والعالم العربي، منذ دشن سلسلة الجيب الشهيرة "ما وراء الطبيعة" وبطلها الدكتور رفعت إسماعيل في عام 1992.
يعمل حالياً أستاذاً لطب المناطق الحارة بكلية الطب، جامعة طنطا. اشتهرت كتاباته للشباب عبر العديد من السلاسل الناجحة؛ مثل: "ما وراء الطبيعة"، و"فانتازيا"، و"سافاري"، وترجم العديد من روايات الأدب العالمي.
صدرت له عدة روايات مهمة؛ منها: "يوتوبيا"، و"مثل إيكاروس"، التي فازت أخيراً بجائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية في معرض الشارقة للكتاب 2016.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg جزيرة ام اند امز