"أبي أحمد".. رئاسة وزراء إثيوبيا بيد الأورومو للمرة الأولى
"أبي أحمد" ولد في أغارو بمدينة جيما بإقليم الأورومو، والتحق بالنضال المسلح عام 1990 مع رفاقه في "الجبهة الديمقراطية لشعب الأورومو".
بعد انتخابه رئيسا لحزب الجبهة الديمقراطية الشعبية في إثيوبيا، سيكون "أبي أحمد" أول شاب من الأورومو سيتولى رئاسة الوزراء في البلاد عقب مصادقة البرلمان الإثيوبي عليه في جلسة ستحدد لاحقا "أبي أحمد" (42 عاما)، المنحدر من إقليم "أوروميا" وسط إثيوبيا، من أب مسلم وأم مسيحية.
ولد "أبي أحمد"، في منطقة أغارو، بمدينة جيما بإقليم الأورومو، والتحق بالنضال المسلح وهو صغير عام 1990 مع رفاقه في "الجبهة الديمقراطية لشعب الأورومو"، إحدى جبهات الائتلاف ضد حكم نظام "منغستو هايلي ماريام" العسكري (1974 – 1991)، حتى سقط حكم الأخير بعد دخول الائتلاف إلى أديس أبابا.
وترتكز مؤهلات وإمكانيات "أبي أحمد"، على 3 محاور رئيسية في حياته هي التي شكلت تجربته في العمل السياسي.
- التجربة العسكرية (1991 – 2007):
بعد أن قضى بداية تجربته في الحياة بالميدان مع رفاقه في النضال المسلح حتى سقوط نظام منغستو، التحق رسميا بقوات الدفاع الوطني الإثيوبية (الجيش) في 1991، في وحدة المخابرات والاتصالات العسكرية، وتدرج بها حتى وصل إلى رتبة عقيد عام 2007.
وفي عام 1995، أرسل "أبي أحمد"، ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في رواندا عقب الإبادة الجماعية التي شهدتها.
وإبان الحرب الإثيوبية الإرتيرية 1998- 2000، قاد "أبي أحمد"، فريقا استخباراتيا لاكتشاف مواقع الجيش الإريتري في الجبهات الأمامية للقتال.
وضمن جهوده لتطوير شبكة المعلومات ببلاده، أسس الرجل وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية (إنسا) في عام 2007، وكان المدير العام للوكالة حتى عام 2010.
وبلا شك أن هذه التجربة العسكرية خاصة في مجال الاستخبارات والمعلومات ستمثل إحدى نقاط قوة الرجل داخل المؤسسة العسكرية التي تتولى الآن عملية الطوارئ في البلاد.
وكان نبوغه في العمل الاستخباري وجمع المعلومات وتحليلها، كما يقول متابعوه، سببًا في التحاقه بجهاز المخابرات بقوات الدفاع الإثيوبية (الجيش).
- المؤهلات الأكاديمية:
لم يركن "أبي أحمد" وهو أب لـ3 بنات، إلى تجربته العسكرية بوحدة الاستخبارات والمعلومات العسكرية التي مثّل فيه إحدى الإضافات في مجاله، وإنما ألحقها بمؤهلات دراسية وأكاديمية، ليحصل على درجة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر من كلية "ميكرولينك لتكنولوجيا المعلومات" بأديس أبابا 2001.
ومن ثم على دبلوم الدراسات العليا المتقدمة في تطبيقات التشفير 2005، من جامعة "بريتوريا"، بجنوب إفريقيا، ثم الماجستير في إدارة التغيير والتحول من جامعة غرينتش، بلندن2011.
ليضيف إليها درجة الماجستير في إدارة الأعمال 2013، ومن ثم نيله درجة الدكتوراه بنفس التخصص في 2017، من معهد دراسات السلام والأمن بجامعة أديس أبابا.
وشغل الرجل مناصب رئيس مجلس إدارة جامعة "جيما" بإقليم أوروميا، فضلا عن رئاسة "بنك أوروميا للتمويل الأصغر"، وشبكة "أوروميا" للإذاعة.
كما عمل أيضا عضوا في مجلس إدارة العديد من الوكالات الحكومية العاملة في مجال الإعلام والاتصالات، مثل "إيثيو تليكوم" وهي شبكة الاتصالات القومية بإثيوبيا، والتلفزيون الإثيوبي، قبل أن يتركها جميعا.
- الحياة السياسية:
لم يغب "أبي أحمد" عن الساحة السياسية، رغم تجوله ما بين المؤسسة العسكرية وتطوير إمكاناته العلمية والأكاديمية، ففي عام 2010، غادر وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية (إنسا) ليتفرغ للسياسة بصورة رسمية ومباشرة، كما أن المهام الأخرى التي تولاها كان يمارس السياسة بجوارها.
وبدأ "أبي أحمد" عمله السياسي التنظيمي عضوا في "الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو"، وتدرج إلى أن أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب وعضوا في اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم في الفترة ما بين 2010 – 2012.
وانتخب عضوا بالبرلمان الإثيوبي عن دائرته "أغارو" بمنطقة جيما في إقليم الأورومو في 2010، وخلال فترة خدمته البرلمانية، شهدت منطقة جيما عدة مواجهات دينية بين المسلمين والمسيحيين وتحول بعضها إلى عنف وأسفرت عن خسائر في الأرواح والممتلكات.
ولعب "أبي أحمد" دورا محوريا بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية ورجال الدين، في إخماد الفتنة الناجمة عن تلك الأحداث وتحقيق مصالحة تاريخية في المنطقة.
في عام 2015 أعيد انتخابه في مجلس نواب الشعب الإثيوبي (البرلمان)، كما انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لـ"الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو".
وفي الفترة من 2016 إلى 2017 تولى "أبي أحمد" وزارة العلوم والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية، قبل أن يترك المنصب ويتولى منصب مسؤول مكتب التنمية والتخطيط العمراني بإقليم أوروميا ثم نائب رئيس إقليم أوروميا نهاية 2016، وترك الرجل كل هذه المناصب لتولي رئاسة الحزب.