أحمد شاكر.. مهندس مصري تستعين الصين وإسبانيا بخبرته في الاستشعار عن بعد
شاكر يعد من أوائل المصريين الذين درسوا بجامعة هونج كونج تخصص "جيوماتكس" وهو عضو بارز في جمعية الاستشعار عن بعد الكندية
لم تنجب مصر فاروق الباز فحسب بل عشرات ومئات يستفيد العالم من علمهم كل يوم في مجال الاستشعار عن بعد، أحدهم هو الدكتور أحمد شاكر الذي استفادت من أفكاره الصين وإسبانيا وكندا.
شاكر يعد من أوائل المصريين الذين درسوا بجامعة هونج كونج تخصص "جيوماتكس"، وهو عضو بارز في جمعية الاستشعار عن بعد الكندية، ونجح في تطوير جهاز مسح ليزر يخترق المياه ويرسم خرائط لقاعها، باستخدام القمر الصناعي، مما يساعد الصيادين على معرفة أماكن تجمع الأسماك والتغيرات المناخية التي قد تهدد حياتهم.
كما قدم مجموعة خرائط لكندا تعتمد على الاستشعار عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية، بعد أن طور نموذجا يربط بين صور القمر الصناعي وواقع الأرض بدقة وجودة عاليتين.
واستطاع شاكر الربط بين إحداثيات الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية وإحداثيات الأرض، ولكي يتم ذلك كان من المفترض وجود ثوابت أرضية تتم على أساسها مطابقة الإحداثيات، سواء الأرضية أو المصورة بالقمر الصناعي، ولكن المشكلة تكمن في وجود أراض بدون معالم أو إحداثيات.
ومن خلال معادلة رياضية توصل إليها حصل شاكر على براءة اختراع، وكانت المعادلة بداية اختراعه الذي قدمه في رسالة الدكتوراه، بعد أن تمكن من تنفيذ إحداثيات أرضية عن طريق الخطوط ما ساعد على التطابق بين الإحداثيات الأرضية والقمرية الصناعية.
وعن فائدة التطابق، يشير الدكتور أحمد شاكر إلى أن الدول التي تريد تنفيذ مشروعات قومية زراعية أو مائية عليها أن تقوم إما بمسح الأرض يدويا، وهذا صعب مع المساحات الشاسعة، أو عن طريق صور الأقمار الصناعية، وفي هذه الحالة من الضروري توافر التطابق لتنفيذ المشروع بدقة كاملة.
واستفادت مصر باختراع الدكتور شاكر في مشروع توشكى، كما طبقت الصين اختراعه في أحد مشروعاتها القومية حيث الأراضي الصحراوية الشاسعة غير محددة المعالم.
ويسترجع شاكر ذكريات رحلته العلمية موضحا في حديثه، لـ"العين الإخبارية"، أن بدايته كانت في الصين في جامعة هونج كونج بعد أن حصل على منحة لنيل درجة الدكتوراه في الاستشعار عن بعد.
وقال إن من مفارقات القدر أنه قدم على منحة الدكتوراه في دول مختلفة، وبالفعل تلقى منحتين من كندا والصين، فاختار الصين لأنها كانت الأقوى في تخصصه -آنذاك- ثم انتقل ليكمل حياته في كندا بعد أن رفضها في البداية.
وعن الحياة الصينية يذكر الدكتور شاكر أن أغرب ما وجده هناك مساحة المنازل، خاصة أنه كان يسكن في شقة 55 مترا مربعا، وكانت في الصين تعتبرها شقة كبيرة جداً.
وبعد تجربة الصين انتقل شاكر للعمل بأحد المعاهد البحثية بإسبانيا، ومنها إلى بلد المهاجرين كندا، التي وصفها شاكر بأنها تعتمد على مهارات العاملين بها والمهاجرين إليها.
وعن مميزات العمل في كندا، يقول شاكر إنها تتمثل في حرية التفكير والعمل البحثي في أي مجال يختاره الباحث، وكذلك توفير الدعم المادي للباحثين لينفذوا بحوثهم، مؤكدا أن البحث العلمي في كندا مرتبط بالصناعة، لذلك لا تجد الحكومة صعوبة في الإنفاق على البحوث.
رحلة العلم السابقة لا يقوم بها الدكتور أحمد شاكر فحسب بل مئات وآلاف المصريين داخل وخارج مصر، والمهم أن يعرف الناس بعض ما يفعلونه ليتخذهم الصغار قدوة وتستفيد بلدهم منهم.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA=
جزيرة ام اند امز