أحمد يحيى.. مخرج الروائع الذي غير مزاج عادل إمام
أثار رحيل المخرج المصري أحمد يحيى صدمة كبيرة بين صناع السينما العربية الذين أكدوا أنه يعد خسارة كبيرة للفن.
قدم "يحيى" للسينما والتليفزيون أعمالا فنية رائعة، مزج خلالها بين التكنيك السليم، والموضوع المثير.
وفي السطور التالية تستعرض "العين الإخبارية" ملامح مشوار هذا المخرج الاستثنائي..
البداية
ولد أحمد يحيى في 16 يونيو/ حزيران 1944، وسط أسرة محبة لفن التمثيل، ولذا شجعته على المشاركة في عدد من الأفلام السينمائية في مرحلة الطفولة، كان أبرزها فيلم "حكاية حب" بطولة عبدالحليم حافظ، ومريم فخر الدين، وإنتاج عام 1959.كما ظهر بجوار نجوم من العيار الثقيل منهم إسماعيل ياسين، وتحية كاريوكا، وهند رستم، وكان من الممكن أن يواصل دور الممثل، لاسيما أنه كان يمتلك الحضور، ويجيد الجمع بين الكوميديا والتراجيديا.
عندما بلغ أحمد يحيى من العمر 16 عاما، قرر العمل في مجال الإخراج حبا في عرابه الكبير، المخرج حلمي حليم، لذا التحق بالمعهد العالي للسينما، شعبة إخراج.
وفي عام 1968، حصل على شهادة البكالوريوس، والحقيقة أنه لم يجد صعوبة في البحث عن فرصة، إذ عمل عقب التخرج بفترة قصيرة مساعدا لمجموعة من المخرجين المتميزين مثل، حلمي حليم، وأشرف فهمي، وحسين كمال، ومحمد عبدالعزيز.
الانطلاق
اكتسب أحمد يحيى قدرا كبيرا من الخبرة، من خلال العمل مع المخرجين الكبار، وفي 1977 خاض تجربة الإخراج لأول مرة، من خلال فيلم "العذاب امرأة" بطولة نيللي ومحمود ياسين.توالت بعد ذلك أعمال أحمد يحيى، وأغلبها حقق نجاحا كبيرا، وتركت بصمة في سجل السينما المصرية، ومنها "رحلة النسيان، لا تبكي يا حبيب العمر، ليلة بكى فيها القمر، وداد الغازية، غدا سأنتقم، النصابين، الموظفون في الأرض، انتحار صاحب الشقة، الصبر في الملاحات، يا عزيزي كلنا لصوص، السجينة، رجل له ماضي، رحلة مشبوهة".
تعامل أحمد يحيى خلال مسيرته الفنية مع عمالقة التمثيل في مصر، ومنهم محمود عبدالعزيز، وعادل إمام، وفريد شوقي، ونور الشريف، ويسرا، ومحمود المليجي، وإلهام شاهين، وكلهم أشادوا بقدرته على إدارة الممثل، وقراءة شفرة الجمهور.
أحمد يحيى نقطة تحول في مشوار عادل إمام
في عام 1982، نشأت علاقة صداقة قوية بين المخرج أحمد يحيى، والفنان عادل إمام، الذي سطع نجمه بأفلام كوميدية هادفة، وعرض "يحيى" وقتها على الزعيم بطولة فيلم "حتى لا يطير الدخان" للكاتب إحسان عبدالقدوس.في البداية رفض عادل إمام، لأنه تخوف من الموضوع، لاسيما أنه كان يعاني من عدم نجاح فيلم "الحريف"، كما أنه شعر بالخوف عندما قرأ السيناريو بحجة أن البطل يموت في نهاية الفيلم.
وظل أحمد يحيى يطارد الزعيم، حتى وافق على قبول بطولة الفيلم، وتم إنتاج "حتى لا يطير الدخان" عام 1984، وحقق نجاحا كبيرا، وحصد إيرادات هائلة، وكان نقطة تحول في مسيرة الزعيم لأنه تخلى فيه عن حسه الكوميدي.
وفي 1986، تعاون الثنائي في فيلم بعنوان "كراكون في الشارع" والذي لاقى نجاحا لافتا، وساهم في نجومية أحمد يحيى بشكل كبير.