"أم كلثوم".. حكايات السر والعلن في حياة كوكب الشرق (فيديو)
تمضي الأيام، وتتعاقب السنوات، ولا تزال "أم كلثوم" تملأ الدنيا وتشغل الناس، فهي شمس الغناء التي ترفض المغيب.
كما أنها صاحبة السيرة العطرة التي تفوح رائحتها الذكية في كل الأماكن، وما زالت أغانيها تطرب أسماع الملايين عبر العالم.
وبمناسبة ذكرى رحيل كوكب الشرق "أم كلثوم" التي تحل الخميس 3 فبراير/ شباط 2022 تستعرض "العين الإخبارية" في السطور التالية محطات مهمة في حياتها الفنية والشخصية.
بداية كوكب الشرق
اسمها "فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي" وشهرتها "أم كلثوم" من مواليد 31 ديسمبر/ كانون الأول 1898 بقرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية.
نشأت وسط أسرة فقيرة، إذ كان والدها مؤذنا لمسجد القرية، ويعمل أيضا منشدا دينيا في المناسبات السعيدة للوفاء باحتياجات أسرته.
ورغم ضيق الحال حرص الأب على تعليم ابنته، فألحقها بكتاب القرية، وتعلمت تلاوة القرآن الكريم، وورثت عن والدها حلاوة الصوت وحب الإنشاد، وعندما بلغت من العمر 12 عاما بدأ والدها يصطحبها معه في حفلات الإنشاد.
جذبت الطفلة الصغيرة انتباه الناس بسبب جمال صوتها وحضورها، وشيئا فشيئا حلت محل والدها وباتت تشكل المصدر الرئيسي لدخل الأسرة.
الصدفة في حياة أم كلثوم
في عام 1916 توجه أبو العلا محمد وهو أحد أهم الملحنين في الربع الأول من القرن العشرين، وزكريا أحمد أحد عمالقة الموسيقى العربية، لإحياء حفلة في مركز السنبلاوين، وحضرت "ثومة" الحفلة.
وعقب انتهاء الحفل تعرف والد "ثومة" على "أبو العلا محمد وزكريا أحمد" وعندما سمعا صوت ابنته بالصدفة، طلبا منه السفر إلى القاهرة لأنها مدينة الفن والشهرة، وقالا له إن مستقبل "ثومة" سيتغير في العاصمة المصرية المبهرة.
تردد الأب كثيرا في القيام بهذه الخطوة، وبعد تفكير طويل اقتنع بالأمر، وترك محافظة الدقهلية وسافر للقاهرة عام 1922، حيث ابتسم الحظ لـ "ثومة"، وغنت في بيوت الأثرياء والمشاهير، وكانت أولى حفلاتها في ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا، ومن فرط إعجابه بها أهداها خاتما ذهبيا و3 جنيهات.
الظهور في بيوت الأثرياء فتح طريق الشهرة أمام "كوكب الشرق" وتوالت حفلاتها في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس ومسرح حديقة الأزبكية
أدركت "ثومة" أن الموهبة وحدها لا تضمن لها الاستمرار والتوهج؛ لذا تعلمت أصول الموسيقى والعزف على آلة العود، بمساعدة أمين المهدي ومحمود القصبجي ومحمود رحمي.
وفي عام 1924 قدمت أول أسطوانة لها وغنت خلالها قصيدة "حقك أنت المنى والطلب" وحققت الأسطوانة مبيعات كبيرة.
سطوع نجم أم كلثوم
تعرفت أم كلثوم على الشاعر الكبير أحمد رامي والموسيقار محمد القصبجي الذي أقنعها بضرورة تكوين فرقة موسيقية خاصة بها، وبالفعل عام 1926 تخلت ثومة عن فرقة والدها وشقيقها خالد وغيرت طريقة ملبسها وارتدت الملابس العصرية.
وفي عام 1928 لمعت أم كلثوم بعدما قدمت أغنية "إن كنت أسامح وأنسى الأسية" وراحت أسطواناتها تحقق أعلى المبيعات، وفي 31 مايو/ أيار 1934 تم اختيارها لتكون أول مطربة تغني في الإذاعة المصرية.
تعرفت أم كلثوم على رياض السنباطي بعد ذلك، وكان هذا الملحن العبقري بمثابة نقطة تحول في مشوارها الفني، إذ قدمت معه 40 أغنية وساهم في الارتقاء بذوقها في اختيار الكلمات والألحان.
رغم الأضواء والانشغال الدائم وقعت "ثومة" في الحب وتزوجت من الدكتور حسن السيد الحفناوي عام 1954 ولكنها لم تهمل عشقها للغناء، وتوهجت في فترة الخمسينيات وقدمت مجموعة من الأغنيات الرائعة منها النشيد الوطني السابق لمصر "والله زمان يا سلاحي" بالإضافة إلى "عرفت الهوى منذ عرفت هواك، حانت الأقدار، الرضا والنور، على عيني بكت عيني، هجرتك".
واهتمت أم كلثوم أيضا بالسينما وقدمت عبر شاشتها 6 أفلام هي: "وداد، نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلامة، وفاطمة"
وعرف عن أم كلثوم وطنيتها وعشقها لتراب مصر وأكبر دليل على ذلك دعمها الجيش المصري عقب حرب 1967، فلم تستسلم وراحت تغني وتقيم حفلات من أجل دعم المجهود الحربي وغنت على مسرح الأولمبيا في باريس عام 1967 وأبهرت العالم.
وفاة أم كلثوم
في عام 1954 تدهورت الحالة الصحية لكوكب الشرق، حيث أصيبت بتضخم في الغدة الدرقية، وأثر الأمر على عينيها ودفعها لارتداء نظارة سوداء.
وفي عام 1970 أصيبت بالتهاب في الكلى ومنعها المرض من الظهور في حفلات بعد عام 1971 وفي 3 فبراير/ شباط 1975 ماتت أم كلثوم بسبب قصور في القلب، وكان خبر رحيلها صادما ومؤلما لكل محبيها في العالم العربي، فقد ماتت "صاحبة العصمة" و"شمس الأصيل" لكن لا يزال صدى صوتها يرن كل أرجاء الدنيا.