الذكاء الاصطناعي يقود «ألفابت» لقمة جديدة

حققت شركة ألفابت، المالكة لشركة غوغل، قيمة سوقية بلغت 3 تريليونات دولار لأول مرة في تاريخها، خلال تعاملات أمس.
جاء هذا الصعود بدعم من حالة التفاؤل المتجدد بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي وصدور حكم قضائي أمريكي اعتبر لصالح الشركة.
وارتفعت أسهم الفئة "A" للشركة بنسبة 3.8% لتصل إلى 250 دولاراً، بينما صعدت أسهم الفئة "C" بنسبة 3.7% لتسجل 250.4 دولار، في مستويات قياسية جديدة.
وبإضافة مكاسب الإثنين، تكون أسهم الشركة قد قفزت بأكثر من 32% منذ بداية العام الجاري، لتتصدر بذلك أداء ما يعرف بـ"السبعة الكبار" (Magnificent 7)، متجاوزة مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 التي بلغت 12.5% خلال الفترة نفسها.
إلى جانب عمالقة التكنولوجيا
بهذا الإنجاز، انضمت ألفابت إلى شركات التكنولوجيا العملاقة أبل ومايكروسوفت اللتين سبق لهما بلوغ قيمة سوقية قدرها 3 تريليونات دولار.
في المقابل، تظل شركة إنفيديا المتخصصة في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي على رأس القائمة العالمية، حيث تبلغ قيمتها السوقية نحو 4.25 تريليون دولار، لتكون الشركة الأكثر قيمة في العالم.
ويأتي هذا الأداء القوي وسط موجة صعود تقودها أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في وول ستريت، حيث دفعت التوقعات المتزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة هذا الأسبوع المؤشرات الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة.
وكان إعلان شركة أوراكل الأسبوع الماضي عن توقعات إيجابية قد ساهم في إشعال موجة جديدة من الاستثمار في أسهم الذكاء الاصطناعي.
التكنولوجيا تتصدر المكاسب
وقالت كيم فورست، الرئيسة التنفيذية للاستثمار في شركة "بوكيه كابيتال بارتنرز"، إن أسهم التكنولوجيا كانت المحرك الرئيسي للارتفاعات الأخيرة في السوق، مضيفة: "لم يكن هناك قطاع آخر في الـ 18 شهراً الماضية، وربما في العامين الماضيين، ما أثار الحماس لدى المستثمرين".
ويُظهر الأداء أن قطاع خدمات الاتصالات، الذي تندرج تحته ألفابت، ارتفع بأكثر من 26% منذ بداية العام، ليصبح القطاع الأفضل أداءً بين المؤشرات الفرعية الأحد عشر في السوق الأمريكية، بينما جاء قطاع تكنولوجيا المعلومات في المرتبة الثانية.
دفعة قوية من القضاء الأمريكي
كما تلقت معنويات المستثمرين دعماً كبيراً بعد أن سمحت محكمة أمريكية هذا الشهر لألفابت بالاحتفاظ بسيطرتها على متصفح كروم ونظام تشغيل أندرويد، وهو ما اعتُبر لحظة محورية بالنسبة للشركة التي لطالما واجهت تدقيقاً بسبب هيمنتها في مجال البحث والأنظمة المحمولة.
ورغم أن الحكم تضمن مشاركة بعض البيانات بما يعزز قدرة منافسي غوغل في مجال الإعلانات، إلا أن عدم إجبار الشركة على التخلي عن كروم أو أندرويد أزال هاجساً كبيراً لدى المستثمرين الذين يعتبرونهما من الركائز الأساسية لنموذج أعمال غوغل.
قفزات في الحوسبة السحابية
وفي يوليو/تموز الماضي، سجلت وحدة الحوسبة السحابية في ألفابت قفزة بلغت نحو 32% في الإيرادات الفصلية للربع الثاني، متجاوزة التوقعات، بفضل الاستثمارات في الرقائق الخاصة بالشركة ونموذج الذكاء الاصطناعي Gemini.
وقال دينيس ديك، كبير المحللين الاستراتيجيين في شبكة "ستوك تريدر نتوورك": "لا تزال الشركة تعتمد بشكل كبير على البحث، ولكن مع يوتيوب، ووحدات مثل وايمو وغيرها من القدرات والمنتجات التي تطورها، بدأ المستثمرون ينظرون إليها باعتبارها أكثر من مجرد شركة بحث، بل كيان متنوع يدخل مجالات عديدة".
تقييم جاذب للمستثمرين
وتتداول أسهم ألفابت حالياً عند نحو 23 ضعفاً لأرباحها المستقبلية، وهو أدنى مضاعف بين شركات "السبعة الكبار"، مقارنة بمتوسطها خلال السنوات الخمس الماضية البالغ 22 ضعفاً، بحسب بيانات شركة LSEG.
وبهذا الأداء، تواصل ألفابت تعزيز مكانتها كإحدى الشركات المحورية في عصر الذكاء الاصطناعي، معززة ثقة المستثمرين بقدرتها على مواصلة النمو في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا عالمياً