"مركز حربي جوي" بالسعودية.. استثمار للقوة ومواجهة للتحديات
يأتي الإعلان عن إنشاء مركز حربي جوي في وقت تتزايد فيها التحديات التي تواجه المنطقة، الأمر الذي يستلزم مواجهتها
كشف قائد القوات الجوية السعودية الفريق ركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز، الأحد، عزم بلاده إنشاء "مركز حربي جوي" في المنطقة الشرقية، مماثل لما هو موجود في قاعدة نلس الجوية بولاية نيفادا الأمريكية.
يأتي الإعلان عن المركز العسكري المزمع إنشاؤه في وقت تتعاظم فيه إمكانيات القوات الجوية السعودية العسكرية والقتالية والتدريبية، سواء على صعيد الأسطول الذي يضم أكبر وأحدث المقاتلات، أو من ناحية إمكانية الطيارين المقاتلين الذي تحرص المملكة على صقل خبراتهم وإمكانياتهم باستمرار.
ويأتي الإعلان في وقت تتزايد فيها التحديات التي تواجه المنطقة، الأمر الذي يستلزم استثمار المملكة إمكانياتها وتطوير قدراتها لمواجهة أي تحديات محتملة.
- القوات الجوية السعودية تشارك في تمرين "مركز الحرب" بالإمارات
- القوات الجوية السعودية تختتم مناوراتها المشتركة مع تونس
مركز حربي جوي
قال قائد القوات الجوية السعودية الفريق ركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز، في تصريح لفضائية "العربية"، إنه "من ضمن برنامج تطوير القوات الجوية سيكون هناك مركز حرب جوي مماثل لما هو موجود في قاعدة نلس الجوية".
وأوضح أن المركز "سيدعم بالكوادر البشرية المؤهلة وكذلك الأنظمة التي ستتيح للأطقم الجوية والفنية التدريب في واقع قريب ومماثل للحرب الحديثة".
التصريح جاء خلال تفقد الفريق ركن تركي بن بندر مجموعة القوات الجوية السعودية المشاركة في "تمرين العلم الأحمر- 2019" في قاعدة نلس الجوية، والذي يعد من أقوى التمارين الجوية في العالم.
وتعد هذه التمارين أحد أبرز برامج القوات السعودية لصقل مهارات وتطوير قدرات طياريها باستمرار.
وقال قائد القوات الجوية السعودية إن القوات الجوية تحرص على إرسال مجموعة كبيرة من الأطقم الجوية والفنية للدراسة خارج المملكة والتدريب، وإقامة التمارين المشتركة داخل المملكة وخارجها التي تعود بالفائدة على قواتنا الجوية، حسب وكالة الأنباء السعودية.
وأوضح أن "ما وصلت إليه القوات الجوية من قدرة قتالية ضاربة جاء بدعم القيادة الرشيدة"، فالقدرة القتالية التي وصلت لها القوات الجوية السعودية، والتي أشار إليها الفريق ركن تركي بن بندر في تصريحه، تجعل السعودية قادرة على تطوير إنشاء مثل هذا المركز، الذي لا يقام عادة سوى في الدول المتقدمة.
تفاصيل إنشاء المركز
الخبير العسكري مصطفى العاني قال، في تصريح لفضائية "العربية" "إن إنشاء المركز الحربي الجوي يعتبر عملية متطورة جدا لا تحدث إلا بالدول المتقدمة، والتي تمتلك سلاحين جويين ودفاعيين كبيرين".
وحول ماذا يمثله مركز الحربي الجوي التي أعلنته المملكة، قال العاني إن المركز يجمع 3 مكونات أساسية: منظومة الرادارات التي تقوم باكتشاف أي اختراق للمجال الجوي للمملكة، ومنظومة الدفاع الجوي التي تقوم بالتعامل مع أي انتهاك للمجال الجوي، ومنظومة السلاح الجوي التي تقوم بالتعامل مع الأخطار والتهديدات.
وأوضح أن وجود مركز للتنسيق بين مكونات القدرات الجوية مهم جدا، لا سيما أن الحروب والعمليات الحربية تطورت وأصبح سلاح الجو هو أسرع سلاح يتعامل مع التهديدات، حيث يستطيع التعامل مع أي تهديد خلال دقائق، لهذا تم الاستثمار بسلاح الجو بتطوير هيكليته.
وأكد العاني أن التحديات والتهديدات التي تواجهها المملكة السعودية تتطلب وجود هذا النوع من المنظومات العسكرية المتطورة.
القوات الجوية السعودية
تتصدر السعودية قائمة الدول التي تملك أكبر قوات جوية في المنطقة، فحسب موقع "غلوبال فاير باو" الأمريكي كشفت إحصائيات عام 2018 أن جيش المملكة يضم 844 طائرة حربية بينها 203 مقاتلات، و284 طائرة هجومية، إضافة إلى المروحيات، وطائرات التدريب، وطائرات النقل العسكري.
ونشرت السفارة السعودية في القاهرة تغريدة، اليوم الأحد، مرفقة بفيديو، تبرز فيها حجم القوات الجوية السعودية.
وجاء في التغريدة "القوات الجوية الملكية السعودية تستعرض قدراتها العسكرية والقتالية والتدريبية في المعرض السعودي الدولي الأول للطيران (اختتم قبل أيام).
وخلال الفيديو المرفق، تحدث العقيد الطيار الركن فيصل الخيال، المتحدث الرسمي للقوات الجوية بالمملكة السعودية، عن قدرات القوات الجوية السعودية.
وأوضح أن القوات الجوية الملكية السعودية تشارك بالعديد من المقاتلات من الفئة إف 15 بجميع أنواعها، من الدفاعية إلى الطائرة المتطورة الاف 15إس، بالإضافة إلى الطائرة الحديثة المنضمة إلى أسطول السعودية اف 15 إس إيه، وطائرات التايفون، وطائرات التورنيدو بجميع مهامها القتالية.
وبيّن أن القوات الجوية تمتلك الأسطول الأحدث في العالم من الطائرات اف 15 اس ايه، ولا تمتلك إلا قواتنا الجوية مثيلاتها في العالم.
تلك القدرات الهائلة سواء على المستوى البشري أو على مستوى الأسطول ينتظر أن يتم استثمارها في المركز المرتقب إنشاؤه، بما يسهم في صيانة أمن المملكة والمنطقة، والقدرة السريعة على مواجهة أي تحديات.