الضخمة "أيه 350".. مهمة "إيرباص" الشائكة لتجاوز "بوينج"
يسعى عملاق صناعة الطائرات الأوروبية للحد من تفوق منافستها الأمريكية بوينج في قطاع طائرات الشحن، عبر تسويق "أيه 350".
وقالت مصادر مطلعة، إن مجلس إدارة شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص سيدرس إمكانية الموافقة على تسويق نسخة الشحن من الطائرة ذات البدن العريض "أيه 350".
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المصادر، القول إن المجلس يعتزم عقد اجتماع قبل إعلان نتائج الشركة للنصف الأول من العام المالي الماضي، الخميس، حيث سيناقش ما إذا كان سيسمح ببدء بيع طائرة الشحن أيه 350 للعملاء.
- وراء هدنة إيرباص وبوينج منافس مشترك.. "كوماك" الصينية
- نزاع إيرباص-بوينج.. نهاية أزمة عمرها 17 عاما بين أوروبا وأمريكا
ويمكن أن يقرر المجلس تعليق الموافقة إذا اكتشف أن خطة التسويق ليست كاملة.
وأشارت بلومبرج للأنباء، إلى رفض متحدث باسم إيرباص التعليق على جدول أعمال أعضاء مجلس الإدارة أو تفاصيل نتائج النصف الأول من العام الحالي.
يذكر أن إيرباص متأخرة عن منافستها الأمريكية بوينج في قطاع طائرات الشحن الجوي، الذي ازدهر أثناء جائحة فيروس كورونا وإجراءات الإغلاق التي دفعت المستهلكين إلى التوسع في التسوق عبر الإنترنت.
وكانت المحاولة السابقة من جانب إيرباص لتحدي سيطرة بوينج على سوق طائرات الشحن قد فشلت عندما لم تتمكن من بيع أكثر من 38 طائرة شحن فقط من الطراز الأصغر حجما أيه .330
كما يذكر أن طائرة الشحن المنتظرة أيه 350 تعتمد على طائرة الركاب طراز أيه -350 90 وقد تكون أكبر قليلا من نسخة طائرات الركاب، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج في الشهر الماضي.
وفي سياق متصل، سجّلت بوينج أول أرباح فصلية منذ 2019 في ظل تعافي سوق الطيران التجاري، ما سيسمح للشركة بإلغاء عدد أقل من الوظائف مقارنة بخططها السابقة.
وأعلنت شركة الطيران العملاقة اليوم الأربعاء، أرباحا في الربع الثاني من العام بقيمة 587 مليون دولار، مقارنة بخسارة بقيمة 2,4 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من عام 2020 في أوج الأزمة الوبائية، ما أدى إلى ارتفاع أسهمها.
ويعد الربح، الذي شكّل مفاجأة للمحللين الذين كانوا يتوقعون خسارة أخرى، أول نتيجة إيجابية تسجلها الشركة لجهة الإيرادات منذ الفصل الثالث من العام 2019 قبل تسبب فيروس كورونا بإغلاق اقتصادات حول العالم.
وتأتي النتائج في وقت تحاول شركات الطيران التجاري الإيفاء بالطلب المتزايد على السفر المدفوع بتوافر لقاحات كوفيد.
قصة النزاع
وبدأ النزاع بين إيرباص وبوينج منذ العام 2004، حينما رفعت الولايات المتحدة قضية لأول مرة، بحجة أن القروض الأوروبية ذات الفائدة القليلة لشركة إيرباص كانت بمثابة دعم حكومي غير قانوني.
وأصدرت منظمة التجارة العالمية قرارها لصالح الولايات المتحدة، التي اشتكت بعد ذلك من أن الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأعضاء لم تمتثل لهذا القرار، وهو ما أدى لسنوات أخرى من الجدل.
وسعت الولايات المتحدة للحصول على حكم لصالحها يمكنها من فرض رسوم جمركية على سلع بقيمة 11 مليار دولار. لكن منظمة التجارة العالمية خفضت هذا الرقم إلى 7.5 مليار دولار، لكنه لا يزال يمثل أكبر عقوبة من نوعها في تاريخ المنظمة.
وتحصل إيرباص على 40% من المواد المتعلقة بصناعة الطائرات من موردين أمريكيين، وهو ما يدعم حوالي 275 ألف وظيفة في الولايات المتحدة في حوالي 40 ولاية.