فنون بصرية تجوب عوالم الحُب في معرض جديد بالقاهرة
معرض جديد يستضيفه جاليري "آرتس مارت" بالقاهرة للفنان التشكيلي المصري المقيم في الولايات المتحدة عياد النمر.
يحمل المعرض الجديد للفنان التشكيلي المصري عياد النمر اسم "عوالم الحب"، وهو عنوان يتسع للغة التشكيلية الرحبة التي ينظر بها الفنان لتلك العوالم.
وفي المعرض الذي يستضيفه جاليري "آرتس مارت" بالقاهرة، يستعين النمر بالخطوط الهندسية والتلقائية لتشييد مساحات بصرية ترتبط بثيمة الحب، الذي يبدأ تصوره عنه من المهد، فتجد له لوحة بعنوان "وليد جديد" التي وضع لها خلفية تصويرية تُحيل لفكرة البناء والبيوت، وجعل بطلتها سيدة تحمل وليدها للمرة الأولى حيث تختبر أولى مشاعرها مع ذلك الحب الخاص.
وتعد البيوت أحد مفاتيح قراءة المعرض الرئيسية، إذ يتخذها النمر في معرضه إطارا لاحتواء عوالم الحب التي يُعبر عنها، ففي لوحة "في الأفق" استعان بالبناء الهندسي والتكعيبي لتشييد أحد بيوته التي ظهرت على أكثر من هيئة في المعرض، وكأنه يُصمم "ماكيت" لبيت صغير تخيلي يحمله سقفه إلى الآفاق.
وكما يُفكك النمر عناصره الفنية من البيوت والشبابيك والبوابات وهندسة تصميمها، يلجأ كذلك إلى الطبيعة الحُرة، فتجد حضورا للأشجار والنخيل والورود، وكذلك تجد حضورا غنيا للسيدات، اللاتي يبحثن لهن عن بطولة وسط عوالم الحب اللانهائية.
يقول عياد النمر عن فلسفة معرضه: "أنا لا أرسم الأفكار أو المفاهيم المنطوقة، عملي شحنة عاطفية، ليس فقط ما أراه، ولكن أيضًا الحياة التي أعيشها. لذلك ، كل عمل فني قائم بذاته يحمل أجزاء من روحي حيث أقدم بحثًا جماليًا جديدًا من حيث المحتوى والشكل واللون والمواد".
وينظر صاحب المعرض إلى الوراء، وهو يُحاكي التراث وتمائمه المحلية، كما ظهر في استخدامه للنوافذ الخشبية القديمة، التي تتداخل في نسيج الحالة التعبيرية التي ينظر إليها الفنان عبر الألوان المُفعمة بالحياة، وهي الحالة اللونية التي يجد أنها تلائم الثيمة الفنية التي ينشدها في هذا المعرض.
ويسعى النمر لإيجاد صيغ لتفاعل الحب داخل المجتمعات، عبر تكويناته البشرية التي وحّدها داخل ظلال وخطوط مشتركة، وكذلك تكويناته التي جمع فيها بين شركاء قصص الحب، الذين اختار أن يحيطهم أحيانا بالمساحات اللونية القاتمة كصدى صوتي لحالات الفراق واللوعة والحنين المرتبطة أيضا بالحب، كما قدم في لوحته "انقذ آخر رقصة لي".
ويتطرق صاحب المعرض للرقص والموسيقى عبر جُمله التشكيلية، فتشاهد حضورا لآلات كالمزمار، وجلسات السمر، والرقص المُصاحب لحالات المحبة المرتبطة بالألفة كما في لوحته "ضوء القمر" التي تتكامل فيها العلاقة الإنسانية مع التكوين الهندسي الذي يتناغم مع رومانسية اللوحة.
تخرج الفنان عياد النمر في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 1977 وعمل بعد تخرجه في تعليم الفنون بالعاصمة الأردنية عمان، ويعيش في الولايات المتحدة، وله إصدارات في التربية الفنية والرسم، وأكثر من 15 معرضا في عدة عواصم منها القاهرة وعمان والولايات المتحدة.