بيضاوية وجه إخناتون تثير الجدل قبل افتتاح المتحف المصري الكبير (خاص)

مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، باتت بعض القطع المعروضة تُثير الجدل، ومن أبرزها رأس إخناتون، التي تتصدر منطقة "الدرج العظيم".
التمثال الذي يعكس وجها بيضاوي الشكل، يفتح باب التساؤلات من جديد: هل كانت ملامح إخناتون الحقيقية بهذه الهيئة؟ أم أن الشكل البيضاوي كان مجرد أسلوب فني؟.
تمثال رأس إخناتون، المنحوت بدقة من الحجر الرملي، يعكس ملامح مغايرة للمألوف في تماثيل الفراعنة التقليدية: رأس بيضاوية، وذقن طويلة، وشفاه ممتلئة، وأنف دقيق. وهو ما دفع الكثيرين للاعتقاد بأن الفرعون الشاب كان يعاني من مرض أو خلل جسدي. لكن هذا التفسير يراه علماء المصريات اليوم مبسطا وربما خاطئا.
يقول كاتب علم المصريات بسام الشماع لـ"العين الإخبارية"، إن الشكل البيضاوي لرأس إخناتون ليس دليلا على تشوه أو مرض، بل هو انعكاس لثورة فنية شاملة في عصره، تمرد فيها الفنانون على القوالب الصارمة التي حكمت الفن المصري القديم لآلاف السنين.
ويضيف: "لم تقتصر هذه الهيئة على إخناتون وحده، بل شملت تصوير زوجته نفرتيتي، وبناته، وحتى الجنود والكهنة والموظفين في عصره، الجميع كانت رؤوسهم تميل إلى الشكل البيضاوي، في تعبير فني جديد وغير مسبوق عن الحياة والطبيعة".
هذه الثورة الفنية التي تجسدها ملامح التمثال، جاءت ضمن موجة تغييرات عميقة قادها إخناتون خلال فترة حكمه، والتي لم تقتصر على الفن فقط، بل شملت ثورة دينية كبرى حين تخلى عن عبادة آمون، وفرض عبادة معبود الشمس "آتون"، وهو ما قلب النظام الديني والسياسي رأسا على عقب في مصر القديمة.
وإلى جانب ثورته في الدين والفن، قاد إخناتون تغييرات إدارية وسياسية كبيرة، تمثلت في نقل العاصمة إلى مدينة "أخيتاتون" (تل العمارنة حاليا)، وتهميش سلطة كهنة طيبة، وهو ما جعله شخصية مثيرة للجدل في التاريخ المصري حتى بعد آلاف السنين.
ولا يمكن الحديث عن إخناتون دون التوقف عند زواجه من الملكة نفرتيتي، التي تُعد واحدة من أشهر النساء في التاريخ، ليس فقط بجمالها الظاهر في التماثيل واللوحات، بل أيضا بغموض أصلها. إذ لا يُعرف على وجه الدقة من هما والدها ووالدتها، ولا تزال أصولها العائلية لفزا يشغل علماء الآثار حتى اليوم.
ومع عرض تمثال رأس إخناتون في قلب المتحف المصري الكبير، تعود قصته للواجهة، لا كمجرد قطعة فنية، بل كوثيقة حية تروي قصة فرعون قاد ثورة شاملة في العقيدة، والفن، والإدارة، تاركا إرثرا لا يُمحى في وجدان الحضارة المصرية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز