أزمة "أكشاتا مورتي".. مليارديرة هندية تهز عرش الحكومة البريطانية
ثرية هندية أغنى من ملكة إنجلترا، تملك إمبراطورية أعمال عالمية، لكنها تحمل بعض المخاطر السياسية لزوجها وزير المالية البريطاني.
أكشاتا مورتي زوجة وزير المال البريطاني ريشي سوناك والمثار حوله تساؤلات وانتقادات بسبب قضايا كبيرة تورطت بها زوجته.
من هي أكشاتا مورتي؟
أكشاتا مورتي، هي مصممة أزياء ولدت في الهند عام 1980 وتحمل جواز سفر هندي تزوجت من سوناك عام 2009، وتأتي ثروتها من عملاق البرمجيات الهندي، شركة إنفوسيس التي أسسها والدها الملياردير الهندي البارز إن آر نارايانا مورتي NR Narayana Murthy، وتمتلك فيها 0.09%، وتُقدّر ثروتها بنحو 899 مليون دولار، وهو رقم يُعتقد أنه يجعلها أكثر ثراءً من الملكة إليزابيث الثانية، بحسب صحيفة الجارديان.
وسواء عن طريق والدها أو عبر نشاطاتها الخاصة، لدى مورتي مصالح في كل شيء بدءاً من الأعمال التجارية لصالة تمارين رياضية، وخياط من مستوى راق (نيو آند لينجوود) إلى شركة "إنفوسيس" العملاقة في مجال التكنولوجيا.
وتملك هي وزوجها (معاً أو بشكل فردي) أربعة بيوت باهظة الثمن. وتشتمل الأشياء التي يملكها سوناك على فنجان قهوة عالي التقنية ثمنه 180 جنيه إسترليني (حوالى 237 دولار) ، ومع ذلك لايبدو أنه قد اعتاد حتى الآن على استعمال بطاقة دفع من دون لمس.
قضايا سياسية واقتصادية.. وتورط الوزير
لم يكن لوزير مالية ـ أو حتى أي عضو آخر في مجلس الوزراء البريطاني، زوجة ثرية مثل أكشاتا مورتي، وذلك منذ العصر الإدواردي على الأرجح حين كان الارستقراطيون والصناعيون من أصحاب الثروات الكبيرة يميلون إلى شغل مناصب الحكومة على مختلف مستوياتها.
مصالح الثرية الهندية الأصل، تجعل الأمور أكثر تعقيداً على الصعيد السياسي بالنسبة إلى زوجها الطموح، لأن الثروات الكبيرة تجلب معها أسئلة كثيرة، من جاين سيكر على شاشة "سكاي نيوز"، على سبيل المثال، التي أربكت وزير المالية عندما سألته عن مصلحة عائلته في "إنفوسيس"، وهي شركة لا تزال تعمل في روسيا، على الرغم من العقوبات الاقتصادية.
وقد أثيرت التساؤلات أيضاً حول المدى الذي أفادت فيه أعمال مورتي التجارية من برنامج وزارة المالية للتسريح المؤقت (إجازات مدفوعة أثناء الجائحة). وحتى أن سوناك قد اتُهم على نحو غير مناسب (من الاتهامات الأخرى الموجهة إليه) بأنه منفصل حتى عن واقع حياة الطبقة الوسطى، ناهيك عن حياة أولئك الذي يضطرون إلى الاستعانة ببنوك الطعام. ويحوله وضعه كمليونير متزوج من مليارديرة إلى هدف واضح (في مرمى) اتهامات وسائل الإعلام بالنفاق.
وتتمتع المليارديرة الهندية بوضع غير مُقيم ضريبيًا لأنها مواطنة هندية، حسبما قال متحدث باسمها، موضحًا: لا تسمح الهند لمواطنيها بالحصول على جنسية دولة أخرى في الوقت نفسه. وفقًا للقانون البريطاني، تُعامل على أنها غير مقيمة ضريبيًا في بريطانيا، ما يُجنّبها دفع ضريبة 39.35% المُطبقة على توزيعات الأرباح لدافعي الضرائب المقيمين في بريطانيا بالنسبة للشريحة الأعلى دخلًا.
وذكر أنها اختارت دفع ضريبة سنوية قدرها 39 ألف دولار كي لا تفرض بريطانيا ضرائب على دخلها الأجنبي. وتقدّر الجارديان أن مورتي جمعت 70 مليون دولار أرباح منك إنفوسيس منذ عام 2015، وأنها لو كانت تدفع ضرائب بريطانية على هذا الدخل، كانت ستدفع نحو 26 مليون دولار، مبينةً أنه لا يجوز لها تجنب الدفع إلى أجل غير مسمى.
وتأكيدًا لذلك، قالت صحيفة تليجراف أن زوجة سوناك المليونيرة أكشاتا مورتي، ادعت أنها ليست مواطنة بريطانية من أجل التوفير في فاتورتها الضريبية وحسب المصادر المطلعة على شؤونها المالية، فإن مورتي، التي تقدر قيمتها العائلية بحوالي 3.5 مليار جنيه إسترليني (حوالي 4.6 مليار دولار أمريكي)، استمرت في استخدام الوضع الضريبي "non-domiciled" حتى بعد أن أصبح زوجها مسؤولا عن تحديد الضرائب للبلاد في فبراير 2020.
وأكد التقرير أن مورتي تمكنت من توفير ملايين الجنيهات الإسترلينية في الضرائب على الأرباح الأجنبية على مدى عدة سنوات.
تسلط ثروة الزوجين الضوء على قضية عامة أكثر. ففي وقت يُطالب وزير في الحكومة بأن يضع أي مصالح تجارية جانباً أو في "ائتمان أعمى" (لا سلطة لصاحب المصالح نهائياً على الائتمان، ولاعلاقة له بكيفية عمله)، فإن زوجة الوزير أو أياً من أفراد عائلته المقربين، ليسوا ملزمين التعهد باتخاذ خطوة من هذا القبيل. وهذا يجعلهم عرضة لمزاعم حول تضارب المصالح، سواء كان تضارباً حقيقياً أم لا. ويحظر القانون الوزاري حتى ظهور (انطباع بوجود) أي تضارب في المصالح للوزراء، إلا أنه لا يأتي على ذكر إعلانات الأعمال التجارية أو المصالح المالية العائلية.
انتقادات وتساؤلات
وقد استمرت الترتيبات المالية الخاصة بوزير المال البريطاني ريشي سوناك وزوجته بإثارة الانتقادات والتساؤلات الاحد بحيث أشارت المعارضة إلى القضايا "الأخلاقية" التي تطرحها هذه الترتيبات في وقت تواجه الأُسر البريطانية التضخم وارتفاع الضرائب.
وأدّت الفضائح المتتالية حول الملايين التي وفّرتها زوجته الثرية من الضرائب وامتلاكه بطاقة الإقامة الدائمة "جرين كارد" الأمريكية حتى العام الماضي إلى المساس بسمعة ريشي سوناك الذي كان لا يزال محبوبًا من قبل المحافظين.
وقالت النائبة عن حزب العمال ايفيت كوبر لشبكة "بي بي سي" الأحد 10 أبريل 2022 "في وقت يطلب فيه الوزير من الناس دفع مزيد من الضرائب تتوقع العامّة طبعًا أن تتأثر عائلة الوزير بالطريقة نفسها التي يتأثر بها الآخرون".
وتتمتّع أكشاتا مورتي، زوجة سوناك الهندية الثرية، بوضع "غير المقيمة" في المملكة المتحدة ما يحمي مداخيلها الخارجية من شركة عائلتها إنفوسيس من دفع ضرائب في المملكة المتحدة. وبعد أن تعرّضت لانتقادات، أعلنت الجمعة تخليها عن هذا الامتياز.
وقالت كوبر "السؤال ليس ما إذا كان هذا قانونيًا، إنما إذا كان أخلاقيًا وكونهما (مورتي وسوناك) غيّرا ترتيباتهما المالية الآن سُيظهر جيدًا أنهما يعترفان بأن هذا يشكل مشكلة، لكن لم يكونا ليفعلا ذلك لو لم يصبح الأمر علنيًا".
وكشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد، نقلًا عن مصدر حكومي، أن الحكومة ستفتح تحقيقًا لمعرفة أصل تسرّب الوضع الضريبي لمورتي.
وانتُقد لعدم الشفافية بعد أن أقر بأنه كان يحمل بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة "غرين كارد"، صالحة لغاية العام الماضي.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" أن سوناك مُدرج على أنه يستفيد من صناديق استثمار مسجلة في الجزر العذراء وجزر كايمان البريطانية، كي يساعد في إدارة الشؤون الضريبية والتجارية لزوجته.
وقال وزير الدولة للأمن العام كيت مالتهاوس لشبكة "سكاي نيوز" الأحد إن بطاقة الإقامة الدائمة الأمريكية "أضفت مزيدًا من التعقيد ومزيدا من الالتزامات المالية".
وأكّد أن "ريشي سوناك كان إضافة ثمينة لهذا البلد في السنوات الأخيرة. ووضع برامج دعم رائعة أثناء الجائحة".
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز