استنادا لـ"العين الإخبارية"..دراسة أوروبية تفتح دفاتر أردوغان و"توغفا"
خطة سرية للرئيس التركي تستهدف عبر وقف يديره نجله الأكبر إنشاء كيان مواز داخل تركيا وتأسيس جيش مؤدلج على فكر الإخوان.
دفاتر تناولتها "العين الإخبارية" في أكثر من مناسبة، استنادا إلى وثائق سرية تطرقت إليها في تقارير نشرت بتاريخ 14 أكتوبر/ تشرين أول الماضي بعنوان: "وثائق مسربة تكشف تأسيس نجل أردوغان "دولة موازية"، وآخر في 27 من الشهر نفسه بعنوان: "توغفا" في "دولة العائلة".. "عين" أردوغان على معارضي الخارج"، وتقرير ثالث نشر أمس الأربعاء بعنوان: "أردوغان يسمم عقول الشباب.. خطة "توغفا" لنشر فكر الإخوان".
تقارير تتعقب خطط الرئيس التركي وعائلته لابتلاع الدولة وتحويلها لما يشبه المقاطعة الخاصة، ومن ثم دعم نفوذه عبر جيش مؤدلج على فكر التنظيم الإرهابي يمنحه شارة الاستحواذ التام على مفاصل تركيا، وزرع الفوضى بالمنطقة.
دراسة أوروبية على الخط
دراسة حديثة أصدرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب ومقره ألمانيا، تطرقت إلى خطة سرية لتأهيل 5000 شاب إخواني من داخل تركيا بقيادة نجل الرئيس رجب طيب أردوغان، ومحاولة العمل أيضا على تأسيس "جيش عقائدي مؤدلج على فكر الإخوان" يصعب اختراقه ومدرب على أعمال قتالية.
وفي الوقت ذاته، أكدت دراسة المركز المنشورة، الخميس، وتلقت "العين الإخبارية" نسخة منها، سعي أردوغان إلى تأسيس "دولة موازية" داخل الدولة من خلال وقف "شباب تركيا" المعروف اختصارًا بـ"توغفا" (TÜGVA)،
والوقف يتبع نجم الدين بلال، النجل الأكبر للرئيس رجب طيب أردوغان، ويتلقى تمويلًا سخيا ودعما سياسيا من الحكومة.
وقالت دراسة المركز الأوروبي إن "هناك وثائق سرية مسربة كشفت قيام أردوغان بمحاولة تأسيس دولة موازية داخل الدولة من خلال وقف لنجله نجم الدين بلال، وذلك وفقا لموقع العين الإخباري يوم 14 أكتوبر 2021".
وتابعت أن "الوثائق كشف عنها عدد من الصحفيين، بينهم الصحفي متين جهان، وذلك عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، وتابعته العين الإخبارية".
وأوضحت الدراسة أن "الوثائق أشارت إلى أن أردوغان أسس من خلال وقف نجله بلال، دولة موازية داخل الدولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رغم أنه من يتهم جميع خصومه بتشكيل كيانات موازية للدولة".
وقالت إن الوثائق السرية التي سربها لوسائل الإعلام مسؤول سابق في الوقف المذكور أظهر أن "الوقف هو من يقوم بتحديد الأسماء والوظائف العامة التي ستسند إليهم، بدلا من اتباع طرق التوظيف العام المعروفة".
وتضمنت تلك الوثائق مستندات تضم آلاف الأسماء ممن ينتمون إلى الحزب الحاكم والوظائف التي سيتقلدونها في أجهزة الدولة وهيئاتها، في مقدمتها الجيش والأمن والقضاء، دون الخضوع لامتحانات التوظيف العام.
ووفقا للوثائق، فإن "وقف توغفا وظف مئات الأشخاص في الجيش والشرطة والمؤسسات العامة الأخرى دون الخضوع لامتحانات التوظيف، كما أنه احتفظ بسجلات عن هؤلاء الناس".
جيش على نهج الإخوان
كما أفادت الدراسة أن "ما يقوم به أردوغان من خلال نجله، هو تأسيس جيش عقائدي مؤدلج على فكر الإخوان ومدرب للقتال، ويصعب اختراقه، على خلاف الجيل القديم للإخوان".
ونبهت دراسة المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب أن "وثيقة مسربة من داخل تركيا، كشفت اليوم عن خطة سرية لتأهيل 5000 شاب إخواني من داخل تركيا لاعتناق الفكر المتطرف وممارسة الإرهاب بقيادة بلال نجل الرئيس التركي.
وأضافت الدراسة أن "الوثيقة التي نشرها مركز نورديك مونيتور المتخصص بدراسات الإرهاب والتحليلات العسكرية، تفيد بأن أردوغان أطلق خطته في عام 2016 بهدف بناء جيل جديد من شباب الجماعة داخل بلاده، عن طريق تزويدهم بكتب مترجمة تتضمن ما يسمى بـ'الثقافة الجهادية' التي يروجها الإخوان".
وبخلاف تحركات أردوغان في الداخل التركي، أشارت دراسة المركز الذي يترأسه الدكتور جاسم محمد، إلى أن المنصات الإعلامية التابعة لتركيا والإخوان، تمارس تزييف وفبركة الأخبار ونشر معلومات مضللة لهدم مؤسسات الدول العربية، ونشر الفوضى.
كما نوهت إلى أن "قنوات الإخوان أصبحت أداة فى يد تركيا توجهها نحو تحقيق أطماعها فى المنطقة".
انتهازي
ووصفت دراسة المركز الأوروبي سياسة أردوغان في العالم العربي وأفريقيا بـ"الانتهازية"، مشيرة إلى أن "أردوغان لا يتهاون فى استغلال حالة الفوضى والصراعات لتنفيذ أطماعه وطموحاته، ولا تتحدد أطماعه فى نفط وغاز شرق المتوسط، بل هناك محددات أخرى كالحفاظ على الاستثمارات التركية فى ليبيا، ودعم جماعة الإخوان فى المنطقة، وتوسيع النفوذ فى القرن الأفريقي عبر بناء قواعد عسكرية".
ونبهت الدراسة إلى أن "السياسات التركية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستشكل على المدى البعيد مصدر تهديد قائم ومستمر للمنطقة، ما قد يصعد من حجم التوتر بين أنقرة والحكومات العربية التي تسعى لمحاربة التطرف وجماعات الإسلام السياسي مثل الإخوان".
وحذرت من أن "أيديولوجيا الإخوان ليست ببعيدة عن أيديولوجيات داعش وتنظيم القاعدة"، لافتة إلى أن أسلوب عمل الإخوان يتسم بالمرونة والازدواجية والسرية، فالتنظيم لديه القدرة على سرعة التكيف مع الأحداث؛ لجذب الدعم والتأييد، وتتضح ازدواجيته من خلال ادعائه نبذ العنف علنا منذ عقود".
واستطردت الدراسة : "على النقيض، تدعو الجماعة سرا للعنف والحض على التطرف وتقوم بتقديم الدعم المادي والبشري لتنظيمي داعش والقاعدة، إضافة إلى أن العديد من جماعات وأحزاب الإسلام السياسي في العالم العربي لا تستخدم اسم الجماعة أو يوضحون روابطهم رغم أن جذورها تعود إلى الإخوان".
وأوصت الدراسة الحكومات العربية بضرورة توحيد الصف لمواجهة التمدد التركي عبر تفعيل شكاوى قضائية ضد سياسات أردوغان العدائية في محاكم أوروبية ودولية، والتكاتف بمواجهة تهديدات وخطورة الإخوان وأيديولوجيته وميوله المتطرفة، مع اتخاذ إجراءات حاسمة أيضا ضد التنظيم.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز