أردوغان يسمم عقول الشباب.. خطة "توغفا" لنشر فكر الإخوان
تحت غطاء وقف يديره نجله، يستهدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تكوين جيل مشبع بأيديولوجية الإخوان في أدلجة تهدد تماسك المجتمع.
خطة سرية حصل موقع "نورديك مونيتور" السويدي على نسخة منها، أزيح الستار عنها عندما تم تسريب محضر لاجتماع لمجلس إدارة وقف "شباب تركيا" المعروف اختصارًا بـ"توغفا" (TÜGVA).
والوقف يتبع نجم الدين بلال، النجل الأكبر للرئيس رجب طيب أردوغان، ويتلقى تمويلًا سخيا ودعما سياسيا من الحكومة.
وخلال اجتماع إداري عقد بمقر "توغفا" بإسطنبول في 29 نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2016، قرر مديرو المؤسسة توزيع كتب دار نشر كانت تروج لأيديولوجية الإخوان على مدار سنوات في تركيا.
وفوض الاجتماع الذي ترأسه رئيس "توغفا" آنذاك، إسماعيل إمانت، وهو صديق مقرب من بلال، عزام توران مدير المشتريات بالمؤسسة، للتأكد من تسليم وتوزيع كتب الدار على كل سكن طلابي تديره "توغفا".
وتبيع دار النشر، واسمها بمحضر الاجتماع "رافزا ياينلاري"، نسخا مترجمة من كتب لشخصيات بارزة في الإخوان، لحسن البنا مؤسس الجماعة، وللكاتبين سعيد حوى وسيد قطب، وغيرهم من المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وتأسست "رافزا" عام 1989 على يد مصطفى كاسادار (56 عاما)، وهو معلم سابق، بغرض استهداف الشباب في تركيا، ورغم أنه تم تغيير الشركة الرسمية وراء العلامة التجارية "رافزا" عدة مرات، إلا أنها ظلت في أيدي كاسادار حتى اليوم.
وطبقًا لأحدث ملفات السجل التجاري، تمتلك الشركة المسجلة باسم " Yörünge Basım Yayım Reklamcılık Ltd. Şti" دار النشر، والتي يملكها على الورق أحد أقارب كاسادار، ويدعى عمر فاروق كاسادار.
وفي الكتب المنشورة، يوصف كاسادار بأنه رئيس التحرير، وعمر فاروق المنسق، وتدير الشركة مواردها المالية من خلال المقرض الإسلامي "تركي فاينانس".
وطبقًا لـ"نورديك مونيتور"، فإن توزيع كتب الإخوان بالترجمات التركية عبر "توغفا" يعني أن حوالي 5 آلاف طالب جامعي مسجلين بالسكن الطلاب للمؤسسة تعرضوا لتلقين ديني يتماشى مع أيديولوجية الإخوان.
وأشار "نورديك مونيتور" إلى أن المؤسسة لديها 38 سكنا طلابيا في عدة محافظات، وتتلقى الملايين من الليرات التركية من التمويل الحكومي بفضل الرعاية الثابتة من عائلة أردوغان. وأطلقت مشاريع مشابهة من قبل منظمات أخرى تابعة لحكومة الرئيس.
وبحسب المصدر نفسه، أبرمت "توغفا" عقدا مثيرا للجدل مع وزارة التعليم الوطني للقيام "بأنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية" في المدارس الحكومية، مما يتيح لها الوصول إلى 15.2 مليون طالب من جميع المراحل التعليمية من الروضة حتى الصف الـ12 بتلك المدارس.
ونجحت المعارضة في الطعن على العقد المبدئي بالمحكمة، لكن وقعت الحكومة عقدا جديدا في 25 فبراير/شباط الماضي متجاهلة قرار المحكمة الإدارية.
وبموجب العقد، ترسل المؤسسة متحدثين إلى المدارس، وتنظم ورش عمل، وتدير معسكرات صيفية لجذب الطلاب الشباب لأيديولوجية الإخوان.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز