«العين الإخبارية» ترصد رأي الشارع اليمني في هجمات الحوثي ضد السفن
رغم أن اليمن لم يعد يحتمل أي أزمة اقتصادية أو تجارية أو إنسانية فإن هجمات مليشيات الحوثي ضد سفن الشحن فرضت على هذا البلد تعقيدات هي الأكثر خطورة.
ويواجه اليمنيون تبعات الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب متمثلة في زيادة تكاليف الشحن التجاري وانعكاسه على الواردات إلى اليمن وبالتالي ارتفاع الأسعار وتفاقم الأزمة الإنسانية.
- الثاني خلال 24 ساعة.. «الحوثي» تقر باستهداف سفينة تجارية غرب اليمن
- إثر تهديدها للملاحة الدولية.. اليمن يدعو لتصنيف «الحوثي» منظمة إرهابية
وكان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي قال إن هجمات الحوثي البحرية فاقمت "الوضع الاقتصادي الصعب للغاية، وأدى ارتفاع تكاليف الشحن إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية، كما أن انخفاض قيمة العملة وتدهور الظروف المعيشية يعني أننا نواجه أزمة إنسانية”.
"العين الإخبارية" رصدت آراء المواطنين اليمنيين الذي أبدوا مخاوف كبيرة من انعكاس هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب على الوضع الاقتصادي المتردي أصلا ويتفاقم منذ 10 أعوام من الحرب.
وضع كارثي
السيدة اليمنية أم عدي الحميري قالت إن مليشيات الحوثي هي من تقف خلف وصول اليمنيين إلى الوضع الكارثي وهي من قادت اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأوضحت لـ"العين الإخبارية"، أن المعارك الذي افتعلها الحوثيون ضد سفن الشحن ستكون لها انعكاسات وخيمة على كافة سفن العالم وعلى السفن التي تحمل البضائع لليمن خاصة بعد أن بات مضيق باب المندب شبه خاو.
وبحسب أم عدي فأن أعمال الحوثي هي من استدعت الضربات الأمريكية والبريطانية كونها مليشيات تعيش على الحروب وكل حرب تولد حرب "وسوف تؤثر حتما علينا اقتصادياً ومجتمعيا ونفسياً".
وأضافت "انعدام الأمن يعني أن يعيش الناس في خوف، يعني أن ترتفع الأسعار، بينما اندلاع الحرب يعني مزيد من الأزمات"، لافتة إلى أن هجمات الحوثي البحرية أجبرت السفن إلى عبور رأس الرجاء الصالح وهو أمر سيضر باقتصاد البلاد.
وأشارت إلى أن السفن التي تقل الغذاء والدواء لليمن ستواجه صعوبات بالوصول الآمن للبلاد، وقالت "أثر علينا قطع الطرقات الداخلية فما بالك بتغيير السفن مساراتها".
شل الحركة التجارية.. قاصمة الظهر
بدوره، يعتقد المواطن اليمني حسني السيد أن الحوثيين هم من يقفون خلف شن حرب اقتصادية على المناطق المحررة باعتبارها مناطق لا تخضع لسيطرتهم، قائلا "هجماتهم الأخيرة تهدد بشل الحركة في الموانئ اليمنية وإغلاق كافة منافذ البلاد، وفرض قيود على الاستيراد والتصدير".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "تداعيات هجمات الحوثي ضد سفن الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن فاقم الأزمة اليمنية وأصبح التهديد إقليمي ودولي، بما في ذلك التأثير على قناة السويس".
وأكد انعكاس هجمات الحوثي على الوضع الاقتصادي في اليمن وهو وضع صعب، والناس تعيش وضع مزر إثر أعمال الحوثي التي طالت حتى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم.
أما المواطن اليمني صالح يحيى غالب فيرى أن آثار الهجمات ضد السفن انعكست سلبا على الشعب اليمني، باعتبار الحوثي ليس دولة يمكن أن تتحمل تبعات هجماتها، بل هو يجر اليمن لحرب مع العالم لتكريس حكم شمال اليمن.
وقال لـ"العين الإخبارية"، إن "الاقتصاد اليمني يعاني بشدة وقد تضرر على مدى السنوات الماضية لتكون هجمات الحوثي الأخيرة بمثابة قاصمة الظهر".
ودعا صالح المجتمع الدولي لإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار الوشيك بعد هجمات الحوثي ضد سفن الشحن والتي تسببت في الإضرار بسلاسل الإمداد ودخول السلع للبلاد.
أعباء إضافية
نجلاء قائد، وهي طالبة في جامعة تعز اليمنية، قالت إن "الضربات الحوثية في البحر الأحمر تسببت في الوضع الاقتصادي الحالي وتهدد بمجاعة وتضر باليمنيين خاصة في تعز المحاصرة التي يتفاقم فيها الوضع الإنساني أكثر وأكثر".
وأضافت لـ"العين الإخبارية"، أن "شن الحوثيون ضربات في البحر الأحمر لن ينتصر للقضية الفلسطينية وإنما خدمة مجانية لإيران، وسوف تضر باليمنيين الذين أصبحوا يعيشون مخاوف كبيرة من زيادة وارتفاع الأسعار".
وأوضحت " تأجيج الأزمات ضد اليمنيين يخلق مخاوف كبيرة، فعندما تحصل الفوضى أكيد تزداد الأزمات تزداد المعاناة خاصة الحصول على الغذاء والدواء وحتى الغاز".
وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي أكثر ردعا لضرب مليشيات الحوثي وإخراجها من صنعاء ومن ميناء الحديدة واستعادة مؤسسات الدولة لإخراج اليمن من محنته.
من جهته، يقول المحامي اليمني فهمي محمد إن توسع الصراع في البحر الأحمر له تداعيات اقتصادية على المواطن اليمني تتركز في غلاء الأسعار وانعكاسه على السلع المختلفة.
وأوضح في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن ذلك "سيشكل أعباء إضافية كبيرة جدا على المواطن اليمني الذي لا يستطيع الآن أن يصمد أمام الأسعار القائمة والتضخم في الجانب الاقتصادي".
وحمل محمد الحوثيين مسؤولية "جر اليمن إلى هذه المواجهة باهظة الكلفة ضمن الأجندة الإيرانية"، مدللا على أن موقفه يساند الحكومة اليمينية التي حملت المليشيات مسؤولية جر اليمن إلى صراع هي في غنى عنه".
ومنذ أواخر العام الماضي استهدف الحوثيون السفن التجارية بدعوى نصرة قطاع غزة، ما أجبر بعض السفن على وقف رحلاتها عبر البحر الأحمر والاتجاه برحلة أطول عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
كما أدى ذلك إلى ارتفاع أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب للشحنات عبر البحر الأحمر والذي يشهد هجمات حوثية متواصلة كان آخرها أمس الثلاثاء، عقب هجوم استهدف سفينة" زوغرافيا" اليونانية وذلك قبالة محافظة الحديدة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز