دخول الأقصى.. الأردن "غاضب" وشرطة إسرائيل ترد ببيان الثواني المعدودة
بعد أيام من أدائها اليمين الدستورية وفي أعقاب احتجاجات عارمة داخلية ضدها، كانت الحكومة الإسرائيلية على موعد مع أزمة جديدة، هي الأولى من نوعها.
فبالتزامن مع قمة مصرية أردنية فلسطينية رفعت شعار بحث جهود السلام، وتنسيق المواقف لدعم القضية الفلسطينية، اعترضت الشرطة الإسرائيلية دخول السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي إلى المسجد الأقصى، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وكان السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي وصل إلى أبواب المسجد الأقصى، إلا أن شرطيًا إسرائيليًا أوقفه بحجة عدم وجود تنسيق مسبق، في سابقة لم تحدث قبل ذلك؛ إذ لم يتم الطلب سابقا من السفراء الأردنيين تنسيقا مسبقا للدخول إلى المسجد الأقصى.
دخول الأقصى
واحتج السفير الأردني على إقدام الشرطي الإسرائيلي على إيقافه وغادر المكان، في واقعة دفعت وزارة الخارجية الأردنية إلى استدعاء السفير الإسرائيلي في عمّان، الثلاثاء، إلى مقر الوزارة.
وقالت الخارجية الأردنية -في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه- إن أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية اعترض طريق السفير الأردني في تل أبيب لدى دخوله إلى المسجد الأقصى.
المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأردنية السفير سنان المجالي، أكد أن عمّان أبلغت السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ شديدة اللهجة لنقلها على الفور إلى حكومته، أدانت فيها الإجراءات الهادفة "للتدخل غير المقبول في شؤون المسجد الأقصى".
وذكرت الرسالة، الحكومة الإسرائيلية، أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى وتنظيم الدخول إليه.
وأضافت: "كما جرى التأكيد على وجوب امتثال إسرائيل لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي لا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس ومقدساتها خاصة المسجد الأقصى، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، أو المساس بصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية".
بيان الثواني المعدودة
بدورها، أصدرت الشرطة الإسرائيلية بيانا لم تنف فيه طلب التنسيق، قائلة: "قبل فترة وجيزة وصل مدير الوقف الأردني مع السفير الأردني لدى إسرائيل إلى الحرم القدسي دون أي تنسيق مسبق مع الشرطة".
وأضافت: "ضابط شرطة لاحظهم ولم يتعرف على الشخصية أو يعلم بالزيارة المتوقعة، أبلغ قائده، وانتظر تلقي التعليمات، ولهذا الغرض أخر دخولهم إلى منطقة الحرم القدسي لفترة قصيرة جدًا".
وأكدت الشرطة الإسرائيلية، أنه "خلافا لما ورد في المنشورات الخاطئة، لم يتم منع دخول السفير، لكنه كان هو الذي قرر في مرحلة معينة مغادرة المكان بمبادرة منه، في عملية قيام ضابط الشرطة بالتحدث إلى قائده وتلقي التعليمات المناسبة، لو انتظر بضع ثوانٍ أخرى، لكان قد دخل منطقة الحرم القدسي".
وتابعت الشرطة الإسرائيلية: "نلاحظ أن إجراء تنسيق أولي مع الشرطة كالمعتاد كان سيمنع أي تأخير في دخول السفير إلى الحرم القدسي، ونأسف على المنشورات الكاذبة بخصوص هذه القضية".