مؤتمر الأزهر.. شومان يدعو لموقف جديد بشأن تقييم زيارة القدس
وكيل الأزهر طالب بالتروي، بحيث لا يتم الحث على المنع ولا على الزيارة، حتى تتجلى المصلحة، مع مراعاة أخذ رأي المقدسيين في هذا الأمر.
دعا وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، إلى إعادة النظر في عدد من المواقف التي باتت "تقليدية" للعرب والمسلمين إزاء القضية الفلسطينية، فيما يخص زيارة القدس المحتلة، وعملية السلام، والمسؤول عن صنع الإرهاب.
وخلال الجلسة الأولى من ثاني وآخر أيام فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد في القاهرة، قال شومان إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، كان له مردود إيجابي لم يتوقعه الأمريكيون، وهو إحياء الوعي بقضية فلسطين ودفع العالم للبحث عن التاريخ الحقيقي للقدس.
وأضاف أن القدس مدينة عربية تحت الاحتلال، وقرار ترامب "أوقع الضرر أولا على أمريكا التي طالما تغنت بأنها راعية للسلام وضد احتلال أراضي الغير بالقوة وأنها دولة الحريات، ورغم أننا لم نصدق يوما هذه المقولات إلا أن كثيرين خُدعوا بها".
"فقد انفضحت أمريكا وإدارتها والغاصب الصهيوني ويكفي أنه لا يوجد مسلم ولا مسيحي على ظهر الأرض إلا وقد استعاد وعيه بالقضية الفلسطينية بعد هذا القرار، وقد عرف شيئا عن مدينة القدس لم يكن يعرفها قبله، وهذا أثر طيب ترتب على هذا القرار الجائر"، يتابع شومان.
400 مليون متابع
وأشار شومان إلى أنه يكفي لنجاح هذا المؤتمر أن المتابعين له من خارجه تجاوزوا بالأمس 400 مليون، عبر شبكات التواصل، ونتوقع أن العدد سيرتفع وربما يتجاوز نصف المليار متابع لأعمال المؤتمر، وأظن أن هذا لم يحدث ربما في تاريخ متابعة الحروب وليس المؤتمرات، وهذا نجاح لا يمكن لأحد أن ينكره.
وتطرق إلى موقف الدول الإسلامية من عملية السلام مع إسرائيل قائلا: "نتحدث طوال الوقت عن أننا أمة سلام، وأن السلام هو خيارنا الاستراتيجي، وهو خيارنا الأوحد، ولن نلجأ لغيره، وهذا خطأ، فنحن أمة سلام مع من سالمنا، وأمة حرب ضروس لا تبقي ولا تذر مع من عادانا وقاتلنا، هكذا علمنا من كتاب ربنا، وإيماننا بمسلك واحد إيمان منقوص ضعيف".
كما لفت وكيل الأزهر لملاحظة أخرى وصفها بأنها ربما تكون "الأخطر"، قائلا: "وهو تساؤل لا أجد إجابة عنه ولا أريد إجابة، لماذا يتحدث العالم بمن فيه إسرائيل وأمريكا عن القدس كمدينة موحدة، لكننا العرب نتحدث عن شرقي وغربي فيها، مجرد تساؤل: أليس من حقنا أن نتحدث بنفس لغتهم؟".
وانتقد قبول العرب في سنوات سابقة تقسيم القدس إلى شطرين.
صناعة الإرهاب
واتهم شومان الولايات المتحدة وإسرائيل بأنهما من صنعتا الإرهاب ونشرتاه في المنطقة العربية باسم الإسلام، قائلا: إن لم يكن الكثيرون يجرؤون على إعلان هذا؛ فإن الأزهر يستطيع.
وقوبلت هذه الكلمة بتصفيق طويل وحاد ووقوف الكثير من الحاضرين.
واستطرد: "كفى جلدا لأنفسنا وذاتنا وتعليمنا، فكل هذا براء، فابحثوا عن السبب الحقيقي لِما ألمّ ببلادنا".
وأعلن أن شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قرر تدريس مقرر دراسي مستقل عن القدس وفلسطين في التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي بالأزهر، يتضمن تاريخ القدس والحملات الإفرنجية "الصليبية" والاعتداءات الإسرائيلية الحديثة عليها، حتى لا يخبو الوعي بهذه المدينة في وجدان الأجيال أبدا.
وأردف بقوله: "إن لم تعد القدس على أيدينا فستعود على أيدي أبنائنا وأحفادنا".
زيارة القدس
وعن مطالب البعض خلال المؤتمر بدعوة المسلمين لزيارة القدس، استعرض شومان السلبيات والإيجابيات المذكورة في هذا الأمر، وأوضح أن مسألة الزيارة هنا ليست دينية، بل سياسية؛ لأنه دينيا فإن الأقصى من المساجد التي يستحب شد الرحال إليها، ولكن الحديث يدور الآن حول مسألة زيارته وهو تحت الاحتلال.
وعلى هذا طالب وكيل الأزهر بالتروي، بحيث لا يتم الحث على المنع ولا على الزيارة، حتى تتجلى المصلحة من الزيارة، مع مراعاة أخذ رأي المقدسيين في هذا الأمر.
كما دعا لتوفير ضمانات لعدم اختلاط الزائرين بالصهاينة والموساد، والبحث عما إذا كانت إسرائيل ستقابل ذلك بمطالب فتح الباب لزيارة الإسرائيليين للدول العربية.