الحوثي يعيد ترتيب صفوف «القاعدة».. عين على البحر وأخرى على الجنوب
تعيد مليشيات الحوثي ترتيب صفوف تنظيم «القاعدة» الإرهابي وتدفع به الى الواجهة مجددا كذراع لها بشعار أسود تنفذ عمليات ضد القوات الجنوبية في المناطق المحررة.
وتصاعدت وتيرة الهجمات التي يُشنها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ضد مواقع القوات المسلحة الجنوبية خلال الأسابيع الماضي جنوبي اليمن.
ومنذ مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قُتل 8 من أفراد القوات الجنوبية وأصيب 10 آخرون في هجمات وكمائن لعناصر تنظيم القاعدة في مديرية مودية بمحافظة أبين.
ويشارك عدد من التشكيلات العسكرية والأمنية الجنوبية منذ نحو عامين في عملية "سهام الشرق" لملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية في محافظتي أبين وشبوة جنوبي اليمن.
ونجحت العملية في تطهير مساحات واسعة من معاقل تنظيم القاعدة، وخاصة في عدد من أودية محافظة أبين ذات الطبيعة الجغرافية القاسية وعلى رأسها وادي عومران بمديرية مودية.
وكانت الحملة المشتركة أجبرت عناصر التنظيم على الفرار نحو محافظة البيضاء المجاورة والخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي والتي فتحتها المليشيات الحوثية أمام التنظيم الإرهابي الهارب والمثخن بجراح سهام الشرق.
قُبلة الحياة
مدير المكتب الإقليمي لمركز "سوث24" في عدن يعقوب السفياني أكد أن عودة نشاط تنظيم القاعدة مؤخراً عقب الانحسار اللافت لعملياته في الجنوب، تعكس ثمار التحالف السري الذي عقده التنظيم مع مليشيات الحوثي الإرهابية.
ويرى أن التطور العملياتي لتنظيم القاعدة مؤخراً بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الانحسار الكلي والنهائي نتيجة ضربات القوات الجنوبية المشاركة في عملية سهام الشرق، يؤكد أن هناك مصدرا إضافيا أو طرفا ثالثا دخل على الخط ووفر للتنظيم الأسلحة والعبوات والطائرات المُسيرة لاستعادة النشاط ومواجهة القوات الجنوبية.
ويشير السفياني لـ"العين الإخبارية" إلى التقارير الدولية والأممية التي تحدثت عن ذلك، وكان آخرها تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي الذي صدر مطلع الشهر الحالي وأكد وجود تنسيق في العمليات بين الطرفين.
كما كشف التقرير أيضاً عن نقل مليشيات الحوثي لأربع طائرات مُسيرة، إضافة إلى صواريخ حرارية وأجهزة متفجرة لتنظيم القاعدة، مع توفير التدريب لعناصره.
السفياني لفت إلى "وقوف إيران التي تستضيف القائد غير المعلن لتنظيم القاعدة حول العالم سيف العدل، وراء إقامة هذا التحالف بين الحوثي والقاعدة رغم العداء الأيديولوجي المفترض بين الطرفين".
ويعلق بالقول بأن "الحسابات التكتيكية والحسابات المتعلقة بوضع الطرفين داخل اليمن هي من تسمح بوجود هذا التحالف وهي من تجعله مستداماً وذلك ضد المجلس الانتقالي والحكومة في عدن".
ورقة حوثية
الناطق الرسمي باسم القوات الجنوبية محمد النقيب يرى، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الهجمات محاولة من تنظيم القاعدة لتسجيل حضور على الساحة، بعد الخسائر الفادحة التي تلقاها على يد القوات الجنوبية خلال العامين الماضيين.
واعتبر أن عودة نشاط تنظيم القاعدة مؤخراً أمر طبيعي لوجود طرف ممثل بمليشيات الحوثي يقوم بإعادة ترتيب صفوف عناصر التنظيم المنهزمة والهاربة من الجنوب وتحديدا بمحافظتي أبين وشبوة ويقوم بتسليحها ويعوض خسائرها البشرية بقيادات تابعة للتنظيم كانت في سجون صنعاء.
ولفت إلى أن مليشيات الحوثي الإرهابية تعتقد أنها وجدت في عناصر التنظيم الإرهابية وسيلة لاستهداف الجنوب وخلط الأوراق الأمنية فيه بعد عجزها وفشلها من تحقيق ذلك في الجبهات الحدودية.
وأضاف: "قواتنا تلحق خسائر بعناصر التنظيم وبالتالي يمكننا القول جازمين إن محاولاته بدفع من مليشيات الحوثي الإرهابية لاستعادة نشاطه من خلال التسلل قد أعادته إلى وضعية سهلة للاستنزاف منها القضاء على عناصره الخطرة التي سبق وأن لاذت بالفرار إلى محافظة البيضاء عقب سيطرة قواتنا على معسكراتها وأوكارها في أبين وشبوة" .
عين على البحر
وفي حين يؤكد ناطق القوات المسلحة الجنوبية أن المليشيات الحوثية أصبحت تتحكم بعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي عبر التسليح والتدريب وإدارة عملياته نحو الجنوب وتحديد الأهداف له، يُحذر من أن المليشيات لن تتوانى عن إدارة التنظيم الإرهابي وتوجيهه في سياق استهدافها للملاحة والتجارة الدولية.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة لديه تجربة في إرهاب حركة الملاحة البحرية ومنها استهداف ناقلة النفط الفرنسية ليمبرج عام 2002م والمدمرة الأمريكية يو إس إس كول في عام 2000.
ولم يستبعد أن تكون خطوة مليشيات الحوثي مؤخرا بإطلاقها لعناصر قيادية من تنظيم القاعدة من سجون صنعاء ضمن إعادة جاهزية التنظيم لاستهداف الأمن الملاحي والبداية "باستهداف الجنوب وقواته المسلحة كونه يمثل جدار وحائط صد منيعا".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز