إجرام الحوثي بمأرب.. آلة قتل وإرهاب ضد المدنيين
لا تتورع مليشيات الحوثي في استهداف المدنيين اليمنيين؛ كلما فشلت عن تحقيق أي اختراق عسكري.
فأسهل الطرق بالنسبة للمليشيا الانقلابية هي التوجه نحو الأعيان والمواقع المدنية وقصفها بصواريخها البالستية أو الطائرات المسيرة، باستهداف ممنهج ومتعمد، مضيفةً بذلك المزيد من جرائم الحرب إلى سجلها الأسود.
وتشير التقارير الدولية والأممية الإنسانية إلى كمٍ هائل من الانتهاكات بدءًا من تهديد المدنيين بالصواريخ، مرورًا باستخدام النازحين دروعًا بشرية، وليس انتهاءً بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال والزج بهم في جبهات القتال.
فوفق تقرير لفريق أممي زار محافظة مأرب مؤخراً، يستخدم الحوثيون النازحين والمدنيين في مناطق غرب مأرب "دروعًا بشرية"، بهدف إعاقة تقدم القوات اليمنية ومقاتلي القبائل المؤيدة لها.
بالإضافة إلى إطلاق العشرات من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، التي تستهدف بشكل مباشر القوى والمدن المدنية والمأهولة بالسكان، كما حدث خلال اليومين الماضيين.
وحسب الحكومة اليمنية فإن مدينة مأرب تعرضت خلال شهر فبراير/شباط الماضي لنحو 25 هجوما بواسطة الصواريخ الباليستية أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين، فيما تسبب الهجوم البري في موجة نزوح بحق أكثر من 15 ألف نازح هجرتهم مؤخرا من مخيمات النزوح.
النازحون.. دروع للمليشيات
خلال هجماتهم الأخيرة على مأرب، منع الحوثيون 470 أسرة من مغادرة مخيمي "ذنة الصوابين" و"ذنة الهيال"، في مديرية صرواح، ولم يكتفوا بذلك، بل استخدموا هؤلاء النازحين "دروعاً بشرية".
واتهمت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، مليشيا الحوثي الانقلابية، باستخدام مئات الأسر في مخيمي نزوح غربي مأرب دروعاً بشرية.
وقال رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، نجيب السعدي، إن الوحدة أطلقت نداءات عاجلة، ناشدت من خلالها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على مأرب، واستهداف النازحين وتجنيبهم مراحل جديدة من النزوح.
وأضاف المسؤول اليمني لـ"العين الإخبارية": ناشدنا جميع المنظمات الدولية والإغاثية العاملة في اليمن للتحرك بشكل عاجل لتقديم الإغاثة للنازحين والتخفيف من معاناتهم، ومطالبة الحوثيين باحترام القانون الدولي الإنساني والتوقف عن استهداف المدنيين والنازحين وفتح ممرات آمنة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إليهم.
وأكد السعدي أن مليشيا الحوثي استهدفت مخيمي "ذنة الصوابين" و"ذنة الهيال" في مديرية صرواح بشكل مباشر بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، مما أجبر 450 أسرة على النزوح إلى روضة صرواح.
وأشار إلى أنه "لا تزال هناك العديد من العائلات محاصرة من قِبل الحوثيين في المخيمين". وفي صرواح وحدها، يوجد تسعة مخيمات تضم 2460 عائلة تتكون من 17220 فرداً، لافتًا إلى أن فرق الوحدة التنفيذية وثقت انتهاكات الحوثيين بحق النازحين.
وكان تقرير للوحدة التنفيذي قد أشار إلى تعرض مخيم "لفج الملح"، الذي يضم 49 أسرة نازحة، في 8 فبراير/شباط لقصف المليشيات الحوثية بالمدفعية والهاون؛ مما أدى إلى التهجير الثاني لجميع الأسر باتجاه مخيم "ذنة الصوابين".
وأشار التقرير إلى انتهاكات في مخيم "الزور" الذي يؤوي 570 أسرة نازحة في 10 و11 فبراير/شباط الماضي، حيث تعرض المخيم لقصف من قبل الحوثيين بالأعيرة النارية وقذائف الهاون، مما دفع 570 أسرة إلى المغادرة باتجاه مدينة مأرب بحثاً عن الأمان.
وفي 14 فبراير، اقتحم الحوثيون المخيم وأحرقوا بعض المنازل ولغموا البعض الآخر، كما زرعوا الألغام في الطريق المؤدي إلى المخيم وفي أوساط المساكن، وفق التقرير.
كما قام الحوثيون في 17 فبراير بقصف "جامع الزور" والمنازل المحيطة، ما أدى إلى تضرر الجامع وعدد من المنازل.
وبحسب الوحدة التنفيذية، فقد استقبلت محافظة مأرب منذ 2014 معظم النازحين من مناطق سيطرة الحوثيين، حيث استقبلت مليونين و231 ألف نازح.
وأضاف البيان: "يشكل النازحون في مأرب 60% من إجمالي عدد النازحين في اليمن ويعادل ذلك 7.5% من إجمالي السكان في اليمن، ولذلك ارتفع عدد السكان الإجمالي في محافظة مأرب إلى 2707544 نسمة".
ووفق المسح الذي نفذته الفرق الميدانية للوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين، يبلغ عدد المخيمات في مأرب 139 مخيماً تؤوي 31411 أسرة نازحة، بإجمالي 219877 فرداً. ومقابل ذلك، تتواجد 282122 أسرة في المجتمع المضيف في مأرب بإجمالي 1974845 فرداً.
وقال التقرير إن هذه الأرقام تستمر بالارتفاع كل يوم في ظل استمرار موجات النزوح إلى مأرب بسبب التصعيد الحوثي.
وأضاف أنه منذ استأنف الحوثيون هجومهم على مأرب مطلع فبراير 2021، زاد عدد النازحين، وأدى الهجوم إلى النزوح الثاني أو الثالث لـ 1517 أسرة نازحة، بواقع 12005 أفراد في مديرية صرواح غربي مأرب.
التصدي لمغامرات الحوثي
الهجمات الانتحارية التي افتعلتها مليشيات الحوثي في مأرب، اصطدمت بتنسيق عسكري هو الأعلى مستوى، بين التحالف العربي والقوات الحكومية المسنودة بقبائل مأرب.
ففي الوقت الذي حاول الحوثيون التقدم صوب المحافظة، كان التحالف العربي يساند القوات الحكومية وقبائل المحافظة.
وهو ما أثنى عليه سياسيون يمنيون، أكدوا أن معركة مأرب المصيرية وثقت الأهداف والغايات المشتركة في التصدي لمشروع التمدد الإيراني في اليمن.
كما أن هذا التصدي المشترك -بحسب سياسيين يمنيين- ذو أبعاد إنسانية وليس فقط عسكرية أو سياسية، خاصةً في ظل الاستهداف الممنهج من قبل المليشيات للمدنيين من ساكني مأرب، والنازحين تحديدًا.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز