المسجد الحسيني.. معلم تاريخي ومنارة إسلامية أردنية
ترتبط ليالي رمضان في الأردن بالمسجد الحسيني الكبير، الذي يتوسط العاصمة عمّان، ويعد قبلة المصلين وطلاب العلم والعلماء في الشهر الكريم.
ويجمع المسجد الحسيني بين كونه معلمًا تاريخيًا ومنارة إسلامية، ويرجع بناؤه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وجُدد في العصر الأموي، ليعاد بناؤه على هيئته الحالية مطلع القرن العشرين.
ويعد المسجد الحسيني الكبير في عمّان أقدم مساجد العاصمة الأردنية، أسسه الملك عبدالله الأول بن الحسين عام 1923، وسمي نسبة إلى الشريف الحسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى في الحجاز والشام.
ويقال إن المسجد مقام على أنقاض المسجد الأموي القديم، كما جاء على لسان كل من أبو عبدالله محمد بن أحمد المقدسي وياقوت الحموي، وكان يتألف من صحن تحيط به من الجهات الثلاث سقائف محمولة على أعمدة.
ويقع المسجد في وسط العاصمة عمان، عند أول شارع الملك طلال، وله فناء كبير، ويتميز بأعمال الزخرفة والنقوش الإسلامية البديعة على جدرانه، وله رواق أمامي واثنان جانبيان، وتتوسطه ساحة ومئذنتان عاليتان.
المسجد الحسيني الكبير
جاء بناء المسجد من حجارة منتظمة، وزينت واجهته المطلة على الصحن بلوحات فسيفساء ملونة، وجرت توسعة هذا الصحن في أربعينيات القرن العشرين، وأعقبها عمليات تجديد واسعة في 1986 و1987.
وتضفي أعمال الزخرفة والنقوش الإسلامية عمقا تاريخيا وروحانية على المسجد، الذي يعد قبلة الأردنيين والزوار بفضل تصميمه المعماري الفريد والأحداث التاريخية التي عاصرها وكان شاهدًا على أكثرها.
وبعد وضع حجر أساس المسجد عام 1923، أمرت القوات البريطانية وقتها بإغلاق المسجد، وظل مغلقًا لعقود عدة، وأعيد افتتاحه مع إعلان استقلال الأردن عام 1946 ليخضع بعدها لعمليات تجديد وتوسعات.
وجاء بناء المسجد الحسيني من الخلطة الإسمنتية، وواجهته الرئيسية مزينة بالرخام الوردي، وترتفع بأكثر من 20 مترًا ويبلغ عرضها 1.5 متر، وله بوابة رئيسية مقوسة وتزينها نقوش جميلة مع البوابات الأخرى.
منارة إسلامية
تقام في المسجد الحسيني العديد من الأنشطة والفعاليات، ويقدم دروس دينية يومية للمصلين، ويحرص العلماء على استقبال أسئلة المصلين والزوار والإجابة عليها، وتكثر هذه الأنشطة في شهر رمضان المبارك.
ويستضيف المسجد في شهر رمضان علماء دائرة من الإفتاء ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وكليات الشريعة في الجامعات الأردنية، كما يستضيف علماء ومشايخ من الخارج وكان أبرزهم الشيخ الشعراوي.
ويضم المسجد دار لتعليم القرآن الكريم والعلوم الدينية، ومصلى للنساء، ومكتبة إسلامية تضم العديد من الكتب والمراجع الدينية، ينهل الزوار والمصلون منها، كما ينظم حلقات لقراءة القرآن وترديد الأدعية والابتهالات.
ومن المقرر أن يشهد المسجد فعاليات إحياء ليلة القدر في 27 رمضان، وتتخللها دروس وأداء الصلوات بدء من صلاة المغرب حتى صلاة الفجر، وتقديم وجبات سحور للمصلين وقراءة القرآن والأدعية حتى الفجر.