مسجد الظاهر بيبرس.. أيقونة العمارة المملوكية في مصر
تشتهر العاصمة المصرية القاهرة بعدد كبير من المساجد التاريخية، يتجاوز عددها 5 آلاف مسجد وزاوية، وفقا لتصريحات وزارة الأوقاف المصرية.
وقال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة إن عدد المساجد في مصر يتجاوز 140 ألف مسجد وزاوية، بينما يبلغ عدد المساجد الكبيرة "الجامعة" أكثر من 100 ألف مسجد.
ومن الأزهر والسيدة والحسين إلى أحمد بن طولون والشافعي والظاهر بيبرس، تشتهر القاهرة بمساجد أيقونية تبرهن على براعة عمارتها منذ فتحها على يد المسلمين عام 20 هجرية.
مسجد الظاهر بيبرس
أنشأه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري عام 1268/ 667 هجرية، في الحي الذي يحمل اسمه في قلب العاصمة المصرية القاهرة، ويعتبر الظاهر بيبرس المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية.
ويشبه تخطيط مسجد الظاهر بيبرس المسجد النبوي في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وهو التخطيط نفسه الذي جاء عليه جامع أحمد بن طولون، من حيث الصحن المحاط بـ4 إيوانات وتعلو محرابه قبة.
ويبلغ طول الجامع 108 أمتار وعرضه 105 أمتار، وطول ضلع قبته 20 مترًا، وهي أكبر قبة مقامة فوق محراب، وللمسجد 3 بوابات رئيسية بارزة عن الواجهات الثلاث عدا الواجهة الجنوبية الشرقية.
وبحسب الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، تدخل في بناء المسجد مواد الرخام والأخشاب التي أحضرها الظاهر بيبرس من قلعة يافا في فلسطين التاريخية، بعد أن استعاد المدينة من الصليبيين عام 1268.
تخريب الجامع
يقع المدخل الرئيسي للمسجد في منتصف الواجهة الشمالية الغربية، فيما تغطي ساحة المدخل الرئيسي قبة، وكانت تعلوه مئذنة لكنها تهدمت، وفي زمن الحملة الفرنسية حوله الغزاة إلى قلعة وجعلوا مئذنته برجا دفاعيا.
وكما فعل الفرنسيون مع الجامع الأزهر حين دنسوه وأطلقوا فيه خيولهم بسبب انطلاق شرارة ثورة القاهرة الأولى من رحابه، اتخذ جنود الحملة من مسجد الظاهر ثكنة لإقامتهم، كما نصبوا المدافع على أسواره.
وتشير الروايات التاريخية إلى تحويل المسجد إلى مصنع لإنتاج الصابون في عصر محمد علي باشا بعد تخريبه على يد الفرنسيين، فضلًا عن نقل بعض أعمدته وأحجاره من أجل بناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر.
وبعد الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، حول المحتلون جامع الظاهر إلى مذبح، وصارت المنطقة تعرف بين المصريين بـ"مذبح الإنجليز"، واستمر هكذا حتى جلاء الإنجليز عن مصر في خمسينيات القرن العشرين.
ترميم مسجد الظاهر بيبرس
يعتبر المسجد أيقونة العمارة المملوكية في مصر، وبدأ مشروع ترميمه عام 2007، ثم توقف عام 2011، واستؤنف عام 2018 بمنحة من دولة كازاخستان التي خصصت للمشروع 4.5 مليون دولار.
وأسند مشروع ترميم وتطوير المسجد إلى شركة المقاولون العرب، التي قامت بإزالة الحشائش من ساحته، وتصفية ممرات المياه الجوفية، واستبدال الطوب الوردي الموجود بأعمدة الرواق بأخرى من الطوب الطفلي.
وتشمل أعمال التطوير تقوية أساسات الأعمدة والمنبر، وترميم بعض المناطق بالمسجد للوصول إلى الشكل الأصلي له، والحفاظ على صبغته التاريخية، وترميم أعمدته الرخامية البالغ عددها 60 عمودا.
كما يشمل المشروع تطوير إيوان جهة الشمال الغربي بمساحة 1040 مترا مربعا، وإيوان جهة الشمال الشرقي بمساحة 880 مترا، وإيوان جهة الجنوب الغربي بمساحة 880 مترا، بالإضافة إلى مداخل الإيوانات.
وفي فبراير/ شباط 2022، زار رئيس مجلس الشيوخ بدولة كازاخستان مشروع ترميم وإعادة إعمار مسجد الظاهر، وعبر حينها عن شكره وتقديره للحكومة المصرية وشركة المقاولون العرب للاهتمام بالمشروع.
وأشار المسؤول الكازاخي إلى ما يجسده مسجد الظاهر من قيمة تاريخية ودينية للشعب الكازاخستاني، موضحًا أن 120 ألف سائح كازاخي يزورون مصر كل عام ويتوجهون إلى الجامع قبل زيارة المعالم الأثرية في مصر.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS4xNzEg جزيرة ام اند امز