"العيسى" في خطبة عرفة.. 5 رسائل أبرزها خيرية الإسلام للعالم
ألقى الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، خطبة عرفة من مسجد نمرة، في يوم ركن الحج الأعظم، مسلطا الضوء على قضايا وموضوعات عدة.
واستهل العيسى، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، خطبته التي تميزت بالرصانة والمباشرة والاختصار والبعد عن الزخارف اللغوية، بمقدمة شملت التأكيد على الالتزام بتقوى الله، معتبرا أن "من تقوى الله أن نكون مستجيبين لما دعا الله إليه من التوحيد بإفراده بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغيره كائناً من كان".
ثم انتقل خطيب عرفة إلى أولى رسائل الخطبة وهي التأكيد على ضرورة "الامتثال قيم الإسلام التي صاغت سلوك المسلم فهذبته خير تهذيب"، مؤكدا أن ذلك يندرج في إطار "المسارعة في فعل الخير.
ولفت العيسى إلى أن حسن الخلق في "الوصف العام" قيمة مشتركة بين الناس كافة، يقدّرها المسلم وغيره؛ إذ هي سلوك رشيد في القول والعمل. وأضاف أن المسلم "براسخ قيمه" لا يلتفت لجاهل ولا لمغرض ولا لعائق، كما يعلم المسلم أن منازلة أولئك تسهم في إعلاء ذكرهم، ونجاح مشروعهم، وهو ما يسعدون به، بل إن الكثير منهم يعول عليه.
لكن العيسى استدرك مؤكدا أن عدم منازلة الجاهلين والمغرضين لا يعني التوقف عن كشف مخاطر تدليسهم، مثلما يتم التصدي للإساءة البينة، وكل ذلك يساق بحكمة الإسلام.
واستعرض خطيب عرفة رسالة ثانية داخل "الامتثال لقيم الإسلام" وهي البعد عن كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء والفرقة وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم.
واعتبر أن "هذه القيم محسوبة في طليعة معاني الاعتصام بحبل الله حيث يقول جل وعلا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) والوحدة والأخوة والتعاون تمثل السياج الآمن في حفظ كيان الأمة وتماسكه، وحسن التعامل مع الآخرين".
وأكد العيسى، في ثالث رسائله، أن ذلك يبرهن على أن "الإسلام روح جامعة، يشمل بخيره الإنسانية جمعاء، ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهو القائل: "خير الناس أنفعهم للناس"، لذا سما التشريع الإسلامي بإنسانيته التي لا تزدوج معاييرها، ولا تتبدل مبادئها فأحب الخير للجميع وألف قلوبهم".
وربط العيسى في رسالة رابعة، بين تلك القيم السمحة وبين انتشار نور الإسلام، حتى "بلغ العالمين في أرجاء المعمورة، حيث تتابع على تبليغ هذا الخير رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأثمر هذا الهدي الرشيد أتباعاً مهديين، سلكوا جادة الإسلام".
كما شدد في خامس الرسائل وآخرها على دور علماء الدين في التصدي للمفاهيم المغلوطة عن الإسلام، موضحا أنه "كان لأهل العلم الراسخين أثر مبارك في الاضطلاع بمسؤولية البيان، ومن ذلك التصدي للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة عن الإسلام".
والدكتور محمد العيسى عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كما أن له مسيرة طويلة في العمل الدعوي والحكومي والأكاديمي.
وعُيّن العيسى في 13 أبريل/ نيسان 2007 نائباً لرئيس ديوان المظالم، ووزيراً للعدل خلال الفترة بين 14 فبراير/ شباط 2009 حتى 30 يناير/ كانون الثاني 2015، كما عُيّن في 30 مارس/ آذار 2012 رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، فمستشاراً بالديوان الملكي.
وقدّم الدكتور العيسى محاضرات داخل السعودية وخارجها، عن الفقه الإسلامي ونظرياته القضائية، ولا سيما تشريعه الجنائي، إضافة إلى دراسات مقارنة بين الفقه الإسلامي والقانون الوضعي، وألقى عدداً من المحاضرات في مختلف الموضوعات الشرعيّة والقانونيّة والفكريّة والحقوقيّة.
وتخصص الدكتور العيسى أكاديميًا في الشريعة والقانون الدستوري والإداري، وله مؤلفات ومقالات في الشريعة والقانون، والعديد من القضايا الفكرية، كما درّس مادة الشريعة والقانون في بعض الجامعات السعودية، وأشرف وناقش العديد من رسائل الدكتوراة والماجستير، وألقى العديد من المحاضرات في جامعات العالم، ومؤسسات فكرية عالمية.
وللعيسى مآثر عظمى في القضاء السعودي إبان فترة توليه وزارة العدل، وقدم إصلاحات مشهودة، وتبنى مشروع تقنين الأحكام القضائية، وشهد عهده في وزارة العدل إصدار أول رخصة محاماة للمرأة السعودية.
وقد منحته الحكومة الماليزية أعلى أوسمتها وأعلى ألقابها وهو وسام "فارس الدولة" بلقب "داتو سري" لجهوده في نشر الوسطية حول العالم.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز