"الجزيرة" وإعلام الظلام.. جرائم قطرية في حق حرية الصحافة
تنظيم "الحمدين" في قطر يرتكب أسوأ جريمة في حق حرية الصحافة، باستخدامه الصحافة في غير أهدافها وتوظيفها لتسويق أجندته الداعمة للإرهاب
ارتكب تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر أسوأ وأخبث جريمة في حق حرية الصحافة، باستخدامه الصحافة والإعلام في غير أهدافها الحقيقية، وتوظيفها لتسويق أجندته العدائية الداعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة.
وبالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق 3 مايو/أيار من كل عام، ما زالت ترسانة قطر من إعلام الفتنة (تضم قناة "الجزيرة" وعشرات من وسائل إعلام الظل الممولة من قطر سرا) تواصل أداء الأدوار المشبوهة المكلفة بها من قبل التنظيم، وسط تعالي الأصوات بإغلاق تلك الأبواق لأنها تسيء للإعلام ولا يعبر مضمونها مطلقا عن حرية الصحافة.
وبجانب ترسانته الإعلامية، أنشأ تنظيم "الحمدين" ناديا للصحافة يحمل اسم المركز القطري للصحافة، للسيطرة على كافة الصحفيين العاملين في الدولة، وعين ووضع على رأسه الأبواق الإعلامية الموالية، على رأسهم أكبر مثيري الفتنة في المنطقة عبدالله العذبة رئيس تحرير جريدة "العرب" القطرية.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، في وقت تواصل فيه "الجزيرة" وإعلام "الحمدين" دعم المليشيات الإرهابية في ليبيا في مواجهة الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
وتنفيذا لتوجيهات تنظيم الحمدين الداعم للإرهاب، جاءت تغطية الجزيرة لمعركة الجيش الوطني الليبي ضد الإرهابيين في طرابلس، بلا أي معايير مهنية أو أخلاقية، فعملت على انتقاء الأنباء والتحليلات التي تتحدث عن المعركة، لتكون جميعها في مصلحة حلفاء النظام القطري من الإرهابيين والتكفيريين.
"الجزيرة" وإعلام الفتنة
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة بالتزامن مع رفض متنامٍ لقناة "الجزيرة" القطرية وغضب شعبي عارم من تغطيتها المثيرة للفتنة، وانحيازها ضد مصالح الأمة العربية والإسلامية والشعوب الخليجية، ودعمها المتطرفين والإرهابيين.
أبرز المطالبات بإغلاق "الجزيرة" خلال الأيام الماضية حملها مقال تحت عنوان (الجزيرة قناة الخبث والخبائث)، طالب فيه الكاتب الكويتي حمد سالم المري في مقال نشرته جريدة "السياسة" الكويتية بإغلاق القناة القطرية.
وأشار إلى أن "مطلب إغلاق هذه القناة الخبيثة أصبح ملحا، ليس من قبل حكومات الدول المقاطعة، بل من قبل الشعوب المسلمة التي تغار على قيمها الإسلامية وتريد العيش بسلام دون ثورات وسفك للدماء".
وساق المري في المقال أسبابا متنوعة لما ارتكبته "الجزيرة" على الصعيد العربي والخليجي والإسلامي، مشيرا إلى أنه حتى بلاده لم تسلم من أذاها.
وشن الكاتب الكويتي هجوما حادا على قناة "الجزيرة" بسبب الفيلم التي بثته و"يحرض الفتيات في السعودية على الهروب من بيوتهن وأسرهن والسفر إلى الخارج بزعم الاستقلالية".
وقال إنه "يوما بعد يوم يتيقن للعامة في الوطن العربي ممن لم يتلوث فكرهم بفكر الإخوان المفلسين أو الليبراليين أو الصوفية أو أي من الأحزاب السياسية المدعومة من الدوحة، بأن مطلب إغلاق هذه القناة الخبيثة أصبح مطلبا ملحا".
وأشار إلى أن "هذه القناة ومنذ نشأتها وهي تعمل جاهدة على ضرب السنة المطهرة من خلال استضافتها لكبير منظري الإخوان المفلسين يوسف القرضاوي، وتخصيص برامج دينية يبث فيها مغالطاته العقائدية".
ولفت إلى ما تقوم به القناة القطرية من إشعال الفتن في الخليج، ودعم الإخونجية في مصر.
تحدث المري عن مؤامرات "الجزيرة" ضد السعودية، مشيرا إلى أنها "سخرت إمكانياتها لضرب السعودية بشتى الطرق، فمرات عدة طالبت بتدويل الحج، وحرضت على المملكة عندما سجنت الرياض بعض رعاياها الخونة ممن كانوا يتآمرون عليها بالتنسيق مع سفارات دول غربية، ونعتت المملكة العربية السعودية بأنها تحارب العلماء عندما سجنت منظري الإخوان المفلسين ممن ثبت تورطهم في التخابر مع دول أخرى والتحريض على المظاهرات وتأييد الإرهابيين، إلا أنها لم تنجح في أي من مساعيها هذه".
ومنذ قطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، في يونيو/حزيران عام 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب، وشنّت قناة "الجزيرة" القطرية وأتباعها من وسائل الإعلام القطرية أو الممولة من قطر، حملات افتراءات وأكاذيب ممنهجة ومنظمة تستهدف الدول الأربع الرافضة لإرهاب قطر، عبر استراتيجية خبيثة محاورها تزييف الحقائق وتزوير التاريخ وتشويه الحاضر والتحريض الرخيص.
ولم تتوانَ قطر وإعلامها في استهداف دور السعودية والإمارات ضمن التحالف العربي في اليمن، عبر حملة افتراءات وأكاذيب مستمرة، كما استغلت حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي لشن أقذر حملة تحريض ضد السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، رغم قيام المملكة بإحالة المتهمين للمحاكمة.
ولم تدخر "الجزيرة" وأتباعها أي فرصة من محاولة استهداف تشويه أي إنجاز يتحقق في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه دأبت على تقديم كل أنواع الدعم للكيانات والمنظمات الإرهابية التي تنشر التطرف وتثير الفتن في المنطقة.
مركز عبدالله العذبة
وجاء احتفال العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة بعد 3 شهور من عقد مجلس إدارة المركز القطري للصحافة اجتماعه الثاني في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، والذي وافق فيه على النظام المالي للمركز، واعتمد المجلس المقر الرسمي للمركز.
وكان المركز تأسس في ديسمبر 2017، والذي تم خلاله انتخاب رئيسه وأعضائه، وهي أسماء تؤكد الأهداف المشبوهة للمركز، وأنه سيكون ذراعا آخر لتنظيم الحمدين.
رئيس تحرير العرب القطرية عبدالله العذبة، أكبر مثيري الفتنة في المنطقة والمعروف بإساءاته المتكررة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب وأحد أبرز المقربين لتنظيم الحمدين، تم تعيينه مديرا عاما للمركز، إضافة إلى زمرة من الإعلاميين الموالين لتنظيم الحمدين.
أيضا من أبرز أعضاء مجلس إدارة المركز الأكاديمي القطري محمد صالح المسفر، الذي سبق أن وجه تهديدا إلى القبائل القطرية المعارضة لتنظيم الحمدين بالإبادة بالأسلحة الكيماوية، ما يعكس الدور الذي سيقوم به المركز في فرض مزيد من الحجر والرقابة على الصحفيين العاملين في قطر.
ورغم مرور أكثر من عام على تأسيسه لم تحدد بعد آلية عمل المركز الجديد وشروط الانضمام له، ما يثير العديد من الشبهات حول الهدف من تأسيسه.
تجربة فاشلة
اللافت إلى أن إنشاء المركز القطري للصحافة يأتي في ظل إغلاق قطر قبل أيام "مركز الدوحة لحرية الإعلام"، الأمر الذي يثبت للعالم حجم تآمر تنظيم "الحمدين" على الصحافة وحريتها والاتجار بها، عبر توظيف مراكز تحمل أسماء براقة للدعاية له للترويج لأجندته، وإغلاقها عندما تفشل في تحقيق أهدافها، وهو الأمر الذي فضحه العاملون في المركز أنفسهم والذين تعاقبوا على إدارته.
والمركز بخلافات داخلية نتيجة محاولات الحكومة تسييس نشاطاته ضد خصومها لصالح حلفائها الإخوان المسلمين وتركيا.
وكان المركز أسسته الحكومة القطرية في عام 2008، وروجت له بأنه "المركز الدولي الأول من نوعه الذي يتأسس في دولة غير غربية، ويعمل لخدمة حرية الصحافة والتعبير في قطر والشرق الأوسط والعالم".
وبعد 10 سنوات من افتتاحه أغلقت السلطات القطرية المركز قبل أيام، وأعلن المركز توقف جميع نشاطاته بصورة مفاجئة، وألغى روابطه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، معلنا إغلاقه دون إبداء الأسباب.
ورأى مراقبون أن المركز فشل في تحقيق الغاية التي أنشئ من أجلها ولم يترك التأثير المطلوب، وسبب الكثير من الصداع للحكومة القطرية، خصوصاً أنه بعد فترة قصيرة على تأسيسه بدأت المشكلات تتفاقم بين مؤسسيه والمسؤولين القطريين الذين "لم يقبلوا يوماً بمركز مستقل له الحرية في التعبير عن مواقفه، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية"، وفق ما ذكر الفرنسي روبير مينار أول مدير له.
وتراجعت قطر في مؤشر حرية الصحافة في عام 2019 ثلاث مراتب لتصبح في المركز 128.
ووجهت العديد من المنظمات الدولية العديد من الانتقادات لقطر على خلفية انتهاكاها حرية التعبير والصحافة، من بينها منظمة "مراسلون بلا حدود" والخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي.