الكاظمي لفرقاء العراق: صناديق الاقتراع تقتضي إيمانا بقيم الديمقراطية
بعد عام من الاحتكام إلى صناديق اقتراع لم تفض إلى حل للخلاف السياسي في العراق، نبه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الفرقاء إلى الحاجة إلى الإيمان بقيم الديمقراطية وثقافتها.
وكدأبه منذ اشتعال الخلاف إلى حد اقتحام المؤسسات التشريعية والتنفيذية والوقوف على حافة الاقتتال الأهلي، دعا الكاظمي مجددا القوى السياسية إلى تغليب الحوار في معالجة الأزمة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم ينجح الساسة في العراق من استغلال نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت حينها لانتخاب رئيس جديد للبلاد ولا تشكيل حكومة، في ظل أزمة اقتصادية مزمنة زاد من ألمها وضع عالمي متداع.
وفي بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قال الكاظمي إن حكومته أنجزت "أهم بندٍ في برنامجنا الحكومي؛ إذ أجرينا انتخابات تشريعية مبكرة، اتسمت بالنزاهة والمهنية، بشهادة الأمم المتحدة وجميع المراقبين"، مبينا أن "هذه الانتخابات المبكرة جاءت تلبية لمطالب شعبنا الكريم، ودعت المرجعية الرشيدة للاستجابة لها، والمشاركة فيها".
وفيما بدا رسالة توبيخ إلى الفرقاء السياسيين أضاف رئيس الوزراء أن "ظروف عامة على تجربة الانتخابات أثبتت أن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع يجب أن يرتبط بإيمان كل القوى السياسية المشاركة فيها بالمبادئ الديمقراطية، وممارسة العمل السياسي وفق سياقها الثقافي وقيمها".
وتابع، أنه "خلال العامين الماضيين عملنا على منهج مختلف يحتكم للحوار والتفاهم والتعاون والشراكة، واعتمدنا الهدوء والعقلانية في تعاطينا مع الأحداث والمواقف، على الرغم من الهجمات غير المنصفة التي تعرضنا لها؛ وكل ذلك بهدف تكريس تهدئة واستقرار يحتاجهما الوطن، ومن أجل التأسيس لثقافة سياسية تعتمد القيم الديمقراطية، وتنبذ العنف والاستبداد في عراقنا الحبيب، الذي عانى ما عاناه؛ لأجل الوصول إلى ديمقراطيته الحالية".
ودعا الكاظمي، بحسب البيان "الأحزاب والقوى السياسية جميعها -مرّةً أخرى- إلى الاحتكام لمنطق الحوار العاقل الهادئ والبنّاء لحل الأزمة السياسية، والدفع بحلولٍ وطنيةٍ شاملة، تعزز ديمقراطيتنا الفتية، وتدعم ركائز الاستقرار والازدهار".
وفي وقت سبق ذلك، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق الأطراف السياسية للانخراط في حوار دون شروط مسبقة مؤكدة أنه ليس لدى العراق الكثير من الوقت وقد حان الوقت بأن تتحمل الطبقة السياسية المسؤولية ومطابقة الأقوال مع الأفعال.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان "توجه العراقيون قبل عام إلى صناديق الاقتراع على أمل رسم مستقبل جديد لبلدهم، وأجريت انتخابات بصعوبة بالغة والتي جاءت نتيجة للضغط الشعبي من خلال احتجاجات عمت أرجاء البلاد ولقي فيها عدة مئات من الشباب العراقيين حتفهم وأصيب الآلاف، وللأسف تلك الممارسة الديمقراطية أعقبتها سياسات انقسامية ولدت خيبة أمل عامة ومريرة".
وأضاف البيان "اليوم ليس لدى العراق الكثير من الوقت، فالأزمة التي طال أمدها تنذر بمزيد من عدم الاستقرار والأحداث الأخيرة دليل على ذلك، وتهدد أيضاً سبل عيش المواطنين، وعليه يمثل إقرار ميزانية 2023 قبل نهاية العام أمرا ملحا".
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز