العراق يستلهم العبر من "ثقب" الغاز الإيراني.. خطر محقق وثروات محروقة
استأنفت إيران ضخ الغاز إلى العراق عقب إصلاح "ثقب" في الخط الواصل بين البلدين، لكن الحادث أثار انتقادات على عدة مستويات.
وفتحت الأزمة مجددا ملف ضرورة تنويع مصادر الغاز وعدم الاعتماد كثيرا على المصادر الإيرانية، كما سلطت الضوء على حاجة العراق لاستغلال ثرواته الخاصة بوقف حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط.
وحاليا، يستعيد العراق تدريجيا طاقته الكهربائية التي فقدها ليل أمس، جراء التسريب الذي تعرض له أنبوب الغاز الواصل من إيران.
وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية أمس الجمعة، تعطل أنبوب الغاز الإيراني الواصل إلى العراق، وقالت إنه سيؤثر على توافر الطاقة الكهربائية في العاصمة بغداد.
تنويع مصادر الغاز
ويقول الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي إن اعتماد العراق على الغاز الإيراني "رهان خطير وخطأ كبير" على مستويات الاقتصاد والاستقرار في المنظومة الكهربائية.
ويستورد العراق 20 مليون متر مكعب يومياً من إيران، عبر خطين يدخلان البلاد عبر المنطقة الجنوبية والوسطى وهما يكلفان خزينة الدولة سنوياً نحو 2 مليار دولار سنوياً.
وجاء انقطاع الغاز بعد يوم واحد من وضع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس الوزراء الأردني بشر هاني الخصاونة، حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي العراقي-الأردني.
وفي السنوات الخمس الأخيرة عمد العراق إلى إدارة بوصلة احتياجه من الكهرباء من الشرق باتجاه بلدان الخليج العربي عبر مشاريع الربط مع المملكة العربية السعودية والكويت والتي وصلت نسب الإنجاز فيها أكثر من 85%.
أزمة "الثقب الإيراني"
ويقول أحمد موسى العبادي المتحدث باسم وزارة الكهرباء لـ"العين الإخبارية" إن الخلل حدث داخل الأراضي الإيرانية "وقد أبرقنا السطات المختصة في طهران وتم إشعارنا بتوقف الإمدادات نحو 6 ساعات، وهي الفترة التي يستغرقها لمعالجة الثقب".
ونوه العبادي إلى أن الخلل قد أصاب الأنبوب الواصل من الأراضي الإيرانية وهو خط كرمنشاه باتجاه المنطقة الوسطى.
منظومة الكهرباء في العراق
وقد أدى انقطاع الخط إلى توقف إمدادات الغاز وفقدان ما يقارب 4500 ميجا واط من كهرباء العراق.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للشبكة الكهربائية 24 ألف ميجاواط، فيما تصل الحاجة الفعلية للبلاد لأكثر من 30 ألف ميجاواط مع تنامي متصاعد على الطلب سنوياً.
وتعتمد منظومة الطاقة الكهربائية في العراق على استيراد الغاز من الخارج، خاصة إيران التي تستحوذ على النسبة الأكبر.
ويعد قطاع الكهرباء من أوسع الميادين التي يشوبها الفساد بعد أن تم إنفاق أكثر من 60 مليار دولار لتهيئة شبكاتها خلال 18 عاماً دون الوصول إلى نتائج تتوازى مع حجم الإنفاق.
وغالباً ما تواجه منظومة الطاقة الكهربائية خلال مواسم الذروة خصوصاً خلال فصل الصيف الانهيار والتراجع، وكانت الانقطاعات الطويلة سببا رئيسيا في إشعال المظاهرات الاحتجاجية التي تتسم بالعنف والعضب في معظم الأحيان.
وقف الحرق
العراق غني بالنفط وهو ثاني أكبر المصدرين في منظومة أوبك، إلا أن أغلب كميات الغاز المرافقة لاستخراج النفط تحرق دون الاستفادة منها لعدم وجود منشآت خاصة بذلك الأمر مع تقدم بطيء في عمليات الاستثمار لتحقيق هذه الغاية.
ويقول المرسومي لـ"العين الإخبارية" إن البلاد وبدءاً من مرحلة منح التراخيص دخلت في مراحل إحراق للغاز المصاحب للنفط، في وقت كان من المفترض أن يجري تطوير ذلك القطاع بالتوازي مع تلك العمليات، فيما ظلت الجهود تتركز على تحقيق إيرادات مالية من مبيعات الخام دون الالتفات لهذا الجانب.
ويعالج العراق حاليا 1.5 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم من الغاز المصاحب، أي نصف الكميات التي تنبعث يوميا من هذه المادة.
وانضم العراق في 2017 إلى مبادرة عالمية أطلقها البنك الدولي تقضي بوقف حرق الغاز بحلول عام 2030.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي تعهّد وزير النفط العراقي إحسان اسماعيل بأن "حرق الغاز بالحقول الجنوبية سينخفض في نهاية عام 2024 بنسبة 90%.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز