النفط الصخري يرفض منح "أوبك +".. هل يتعافى "وحيدًا"؟
وسط دراسة تحالف "أوبك +" لإقرار خفض كبير في حصص إنتاجهم، لن يكون حافزًا للنفط الصخري الأمريكي لضخ المزيد، مكتفيًا بالتعافي.
خفض "أوبك +".. ومسار التعافي للنفط الصخري الأمريكي
بحسب "رويتر"، فإن المنتجين الرئيسيين للنفط الصخري في الولايات المتحدة لا يسعون في الوقت الراهن إلى إنتاج المزيد حتى إذا أقدم تحالف "أوبك +" النفطي على تقليص إنتاج النفط بكميات كبيرة، على الرغم من الزيادة المرتقبة في الأسعار فور قرار "أوبك +"والتي من شأنها دفع الأرباح والضغوط التضخمية لأعلى.
ومن المنتظر أن تجتمع دول منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها من خارج المنظمة ضمن تحالف "أوبك +"، الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول في العاصمة النمساوية، فيينا. وذلك؛ لدراسة خفض الإنتاج بمقدار يتخطى المليون برميل يوميًا، والذي من المتوقع أن يكون أكبر خفض منذ انهيار سوق النفط العالمية في عام كوفيد (2020).
تجنب سيناريو أزمة 2016
النفط الصخري الأمريكي اليوم يواجه قيود ربما تكون مشابهة لأزمة انهيار الأسعار في 2016، فالمنتجون في الولايات المتحدة يعانون من قلة المعدات والعمال وشح رأس المال، ما يؤدي في النهاية إلى ضعف الإنتاج. ولن يغير قرار الخفض الكبير المرتقب لإنتاج النفط من "أوبك +" هذه القيود.
ووفق "رويترز"، تعاني شركات الإنتاج المملوكة لفرد واحد أو مجموعة صغيرة من المساهمين من مشكلات في سلاسل التوريد وقلة رأس المال، مما يقوض أيضا من قدرتها على زيادة الإنتاج.
توجد ندرة حاليًا في الحفارات والعمالة الماهرة بالولايات المتحدة كما تم الانتهاء تقريبًا من وضع الموزانة الرأسمالية، فاستئجار وحدة الحفر عالية الأداء يتطلب ستة أشهر على الأقل، وبالتالي فلن تتأثر مستويات إنتاج النفط الصخري الحالية بتخفيضات "أوبك +".
وكان المسؤولون التنفيذيون بشركات النفط الصخري قد قلصوا توقعاتهم الفصلية خلال الربع الثالث من العام الجاري لأسعار النفط بشكل كبير في ظل تأثير مخاطر الركود على السوق.
ووفق مسح أجراه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي)، فمن المتوقع تراجع أسعار النفط الأمريكي دون 100 دولار للبرميل بنهاية عام 2022، بعد أن وصل متوسط أسعارها إلى 85.49 دولار في الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول 2022.
ومن المرجح انخفاض متوسط خام غرب تكساس الوسيط إلى نطاق 80 دولارًا للبرميل، وهو اختلاف حاد عن توقعات الربع السابق بتجاوز حاجز الـ100 دولار بنهاية العام الجاري.
انتعاشة بأفق النفط الصخري الأمريكي
ومن جانبها، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إجمالي إنتاج الأحواض الرئيسية للنفط الصخري في الولايات المتحدة سيرتفع بمقدار 132 ألف برميل يومياً إلى 9.116 مليون برميل يومياً، في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو ما سيكون أعلى مستوى منذ مارس/آذار 2020.
ومن المتوقع أن يزيد إنتاج النفط في برميان في تكساس ونيو مكسيو، وهو أكبر حوض أمريكي للنفط الصخري، بمقدار 66 ألف برميل يومياً إلى مستوى قياسي عند 5.413 مليون برميل يومياً في أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وكذلك من المرجح زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في الأحواض الصخرية الكبيرة بحجم 0.606 مليار قدم مكعبة يومياً ليصل إلى مستوى قياسي عند 94.741 مليار قدم مكعبة يومياً في الشهر الجاري.
"أوبك +".. وجهود إعادة الاستقرار للأسواق
"أوبك +" تأمل من الخفض الكبير لحصص الإنتاج النفطية للدول الأعضاء، إعادة الاستقرار لأسواق النفط والسيطرة على مساراتها المتقلبة وسريعة التغير، وكذلك دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن بوتيرة أسرع للتصدي لارتفاع أسعار الوقود.
وكانت أسعار النفط العالمية قد سجلت تراجعًا بنحو 28% منذ الأول من يونيو/حزيران 2022 بسبب السحب من مخزونات الطوارئ، إلا أن أسعار البنزين والديزل عاودت الارتفاع بسبب مخاوف تعطل الإمدادات مع تشعب مفرضات ومتغيرات التحديات الحالية بين الأزمة الروسية الأوكرانية والتضخم المتصاعد إلى استمرار أزمة سلاسل التوريد العالمية.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز