48 ساعة ترقب.. الأسواق تنتظر قرار "المليون" برميل من أوبك

في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تجتمع منظمة الدول المصدر للبترول أوبك، وسط توقعات بأن تخفض إنتاجها بأكثر من مليون برميل يوميا.

تأتي توقعات التخفيض، بعد أن تراجعت أسعار النفط بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية، وهبطت أسفل 85 دولارا، بعد أن لامست مستوى 120 دولارا للبرميل في الأيام الأولى للحرب بين أوكرانيا وروسيا.

التخفيضات التي أعلنت عنها مصادر في المنظمة وفقا لرويترز، هي الأكبر منذ عام 2020، وتحديدا في فترة جائحة كورونا، والتي شهدت تخفيض وصل إلى 10 ملايين برميل نفط دفعة واحدة، للسيطرة على الأسواق التي شهدت هبوطا حادا في الأسعار.

• أنظار العالم تتجه لاجتماع أوبك+.. قصة النفط المحظور

اجتماع أوبك يوم الأربعاء المقبل، يأتي في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي العديد من التحديات، وتمر الأسواق بمرحلة من التقلبات، وسط مخاوف من ركود عالمي، وتسعى خلاله المنظمة الدولية إلى ضبط الأسعار في أسواق النفط.

وتأثرت أسعار النفط بشكل حاد في ظل مخاوف الركود، وسط رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي وعدد من البنوك المركزية حول العالم في مواجهة التضخم المرتفع.

وبمجرد الإعلان عن توقعات بزيادة تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك، ارتفعت أسعار النفط بنحو 4%، أو 3.5 دولار، لتسجل 88.60 دولار للبرميل.

ويتوقع أن تواصل أسعار النفط الصعود خلال الساعات المقبلة مدعومة بتسريبات تخفيضات الإنتاج، بعد أن تراجعت الأسعار خلال الـ4 شهر الماضية، متأثرة بزيادة أسعار الفائدة وقوة الدولار، والإغلاقات التي فرضتها الصين بسبب فيروس كورونا.

لكن هناك رؤية تحليلية تؤكد أن الأسعار ستتجاهل أي تخفيص يقل عن 500 ألف برميل، وفي حال زيادة الخفض عن ذلك الرقم أو وصوله إلى مليون برميل يوميا، فإن هذا سيمثل دعما كبيرا لأسعار النفط في مواجهة العوامل المؤثرة سلبا على السوق وأبرزها الركود العالمي.

على الجهة الأخرى، تمثل التخفيضات ضربة لطموحات الولايات المتحدة التي طالبت خلال الأشهر الماضية بزيادة الإنتاج، لخفض الأسعار، ومواجهة النقص الذي تعاني منه الأسواق بعد تراجع الإنتاج الروسي، في ظل عقوبات من واشنطن وبروكسل بسبب الحرب في أوكرانيا.

وفي مواجهة الأسعار المرتفعة للنفط في الأشهر الأولى من 2022، كشفت واشنطن عن خطة لبيع نحو 180 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، أي بمعدل مليون برميل يوميا.

الخطة الأمريكية بدأت في مارس/أذار الماضي، وتنتهي في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كان من المتوقع أن يتم إنهاء هذا البرنامج في أكتوبر، إذا واصلت أسعار النفط انخفاضها.

لكن على ما يبدو أن الولايات المتحددة ستحتاج إلى تجديد هذه الخطة في ظل توقعات بارتفاع الأسعار، في حال اتخذت أوبك قرارها بخفض الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا، في خطوة تهدف إلى ضبط أسواق النفط.