العتيبة: السلام أولويتنا.. والاتفاقات الإبراهيمية تفيد المنطقة
أكد يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن أولوية الإمارات هي السلام، وأن الاتفاقات الإبراهيمية ستفيد المنطقة.
وقال العتيبة، في كلمته خلال مؤتمر "تريندز" السنوي الأول تحت عنوان: "أمن الشرق الأوسط في عالم متغير: بناء نظام أمني إقليمي مستدام"، في مقر المجلس الأطلسي بواشنطن، وينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع مبادرة "سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط"، إن "الدبلوماسية والاستقرار والازدهار هي التي تؤطر عملنا في هذه الاتفاقات".
- أنتوني كوردسمان في "تريندز": تسخير إيران لوكلائها بالمنطقة تحد كبير
- في مؤتمر "تريندز".. مسؤول أمريكي: ملتزمون بدعم شركائنا بالشرق الأوسط
وأشار إلى أن "الإمارات تحظى بالدعم الكافي من الولايات المتحدة وممتنون بدعمها للاتفاقيات الإبراهيمية".
وأضاف "كانت هناك اجتماعات مؤخرا بين الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن وكان هناك أيضا لقاءات بين المسؤولين وأعتقد أنها كرة ثلج تتدحرج وتؤدي إلى تعاون أكبر تطلعًا للمستقبل".
ولفت إلى أن "هناك العديد من مجالات التعاون تشمل المياه والتغير المناخي وكانت هناك اجتماع ناجحة في غلاسكو وأيضا التسامح والتعايش وهذه ليست أولوية حديثة وإنما من الأسس المترسخة لدى الإمارات منذ تأسسها في 1971 عندما أسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
واستطرد: "نتعاون حول قضايا الطاقة والمناخ ونحظي بهذا الدعم والتعاون وسنواصل أكثر".
وبين أنه "كانت هناك اتفاقيات سلام مع إسرائيل في السبعينيات والتسعينيات، ونحن نفكر بشكل مختلف ونتناول القضايا بشكل مختلف، فالمنطقة سئمت من النزاعات والأيديولوجيات".
وأوضح أنه "إذا نظرنا إلى الحماس لدى الطرفين الإماراتي والإسرائيلي هو أمر مهم وجدير بالاهتمام".
وأكد أن "الأولويات الحالية في الشرق الأوسط مختلفة عن الأولويات في السابق فالشعوب تحتاج إلى فرص وحياة جيدة ووظائف ومستقبل ألمع لهم ولعائلاتهم وينظرون بشكل جيد إلى الاتفاقيات الإبراهيمية والآفاق التي ستفتحها والفرص التي ستخلقها في الوظائف والتحديات التي ستتيح مواجهتها أعتقد أنه إذا نظرنا إلى هذا السياق والآلية والفرص لم تكن موجود في السابق وهذا مت يميز هذه الاتفاقيات عن سابقاتها".
وشدد على أن "الناس الآن لديهم أولويات مختلفة عما كان عليه الحال في سبعينيات القرن الماضي".
وأشار إلى أنه "في الاتفاقيات الإبراهيمية إذا بذلنا جهدا على المستوى الثنائي والمستوى المتعدد الأطراف فإن الأمر سيكون مثل العدوى الإيجابية سواء تحدثنا عن إقامة علاقات طبيعية بين الإمارات وإسرائيل وإسرائيل ومصر أو الدول الأخرى".
وأضاف: "لا يجب أن نشرك فئة ونترك أخرى وإذا كنا سنتعاون في مجال الطاقة فهذا سيفيد المنطقة برمتها وعلينا أن ننظر لهذه القضايا بشكل أوسع وليس بشكل سياسي أو مسيس".
وتابع: "لدينا مقاربات من أجل العمل معا وفق رؤية متعددة الأطراف لمواجهة التغير المناخي وليس هناك أي مانع للتعاون في مجال الأمن الغذائي والملاحة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وفي عدد من المجالات والقضايا التي لن تفيد الإمارات فقط ولكن تفيد المنطقة بأسرها".
وتساءل: "لماذا لا نجري حوارات بين البلدين ونشرك الفاعلين في المنطقة بما يعود بالنفع علينا جميعا؟".
وأوضح أن "الجميع ينظر للاتفاقات الإبراهيمية من عدسات مختلفة هناك أولويات مختللفة وهناك من يركز على إيران والأمن وآخرون يركزون على الأمن والاستقرار وآخرون يركزون على السياسة ويمكنني أن أخبرك أن أولويتنا في الإمارات هي السلام والاقتصاد والتفاهم بين الشعبين".
وأكد أن "الاتفاقات الإبراهيمية لا تستهدف أي دول ولا ملاحقة أي طرف هي تسعى إلى بسط الاستقرار والأمن وأن يكون هناك بعض الاشياء التي تقدمها إسرائيل وكان هناك مقايضة فنحن طلبنا من إسرائيل وقف خطة ضم المستوطنات لإقامة علاقات طبيعية وبالتالي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يمكن أن يستفيد من الاتفاقات الإبراهيمية لحله".
يذكر أن المؤتمر يأتي ضمن خطة العمل البحثية لـ"تريندز" للعام 2021، وتماشيا مع توجهات المركز ورسالته العالمية، من خلال مشاركة واسعة تشمل أكثر من 35 شخصية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي، إلى جانب مجموعة من الخبراء من الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين، فضلاً عن مشاركة نخبة من الشخصيات السياسية المهمة.
و"المجلس الأطلسي" مؤسسة بحثية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية، وتوفر منتديات للسياسيين ورجال الأعمال والمفكرين العالميين، كما تدير عشرة مراكز إقليمية وبرامج وظيفية تتعلق بالأمن الدولي والازدهار الاقتصادي العالمي، ويقع مقرها الرئيسي بواشنطن.