أمل القبيسي تبحث مع مسؤول صيني سبل تعزيز التعاون
رئيسة المجلس الوطني الاتحادي تلتقي رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي الصيني.
استقبلت الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات في مقر المجلس بأبوظبي، اليوم الاثنين، زانغ شيان فو رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني لبلدية تيانجين الصينية، والوفد المرافق له.
جرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في جميع المجالات، خاصة التجارية والاقتصادية والاستثمارية ومجالات الطاقة، في ظل حرص قيادتي البلدين على تعزيز وتطوير مجالات التعاون المشترك، وبما يحقق تطلعات ومصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وأشارت الدكتورة القبيسي إلى الزيارات الناجحة والمتلاحقة لكبار المسؤولين في البلدين، خاصة الزيارة المهمة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجمهورية الصين الشعبية في شهر ديسمبر 2015، مؤكدة أن هذه الزيارة -وما تمخضت عنه من نتائج إيجابية على المستويات كافة- تكشف عن قوة العلاقات الإماراتية-الصينية، وتنوع أطرها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
وثمنت العلاقات التجارية المتنامية بين البلدين بعدما تضاعف التبادل التجاري بين الإمارات والصين 800 مرة في العقود الثلاثة الماضية، محققاً نمواً من 63 مليون دولار عند إقامة العلاقات الرسمية بين الدولتين عام 1984 إلى أكثر من 50 مليار دولار أمريكي سنويا.
وأشارت إلى أن إجمالي الجالية الصينية في الإمارات بلغ 200 ألف صيني بنهاية 2016، وأكثر من 4 آلاف شركة تعمل في مختلف القطاعات وفي مقدمتها النفط والطاقة السياحة والصناعة.
وتطرقت الدكتورة أمل القبيسي -خلال اللقاء- إلى قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، مشيرة إلى أن دولة الإمارات دعت مراراً وتكراراً إلى الحل السلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسي المحتلة من قبل إيران، من خلال المفاوضات المباشرة أو محكمة العدل الدولية.
وأكدت القبيسي أن سياسة إيران العدائية والتوسعية في المنطقة وجهودها المستمرة في تسليح ودعم الجماعات الإرهابية، سواء في اليمن أو سوريا، تقوض الأمن الإقليمي وتعزز من انتشار التطرف والإرهاب، مؤكدة في هذا الإطار ضرورة تنفيذ إجراءات دولية صارمة تعمل على التزام إيران وتنهي تدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
وقالت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إن "دولة الإمارات تشارك في عمليات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لنصرة الشرعية اليمنية واستباب الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق"، مشيرة إلى أن قوات التحالف العربي تستهدف تحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة وحماية الشعب اليمني ووقف تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والجمهورية اليمنية الشقيقة؛ حيث تقوم إيران بدعم وتمويل مليشيات الحوثي وجماعة الرئيس المخلوع علي صالح.
وتطرقت الدكتورة القبيسي خلال اللقاء إلى الأزمة القطرية مؤكدة التزام دولة الإمارات بالحل الدبلوماسي للأزمة، إيماناً بأهمية التسوية السلمية للأزمات وضرورة أن يؤدي ذلك إلى تغيير جذري في سلوك قطر، لا سيما فيما يتعلق بتمويل الإرهاب وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وضرورة أن تقوم القيادة القطرية بتصحيح مسار سياستها وأن تفي بالتعهدات التي سبق أن التزمت بها.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات ملتزمة بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والتصدي لمصادر التهديد والاضطرابات، وفي مقدمتها تنظيمات الإرهاب والفكر المتطرف وكذلك الالتزام بالمحافظة على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي.
وأكد الجانبان في إطار الزيارات البرلمانية المختلفة أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون في شتى المجالات، منها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى تبادل الخبرات وتعميق التفاهم والعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في المجالات التي تحقق المصالح المتبادلة والمشتركة لكلا البلدين.
من جانبه أكد زانغ شيان فو أن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي الدولتين خلال السنوات الماضية كان له عظيم الأثر ليس فقط في تعزيز التفاهم السياسي إزاء مجمل قضايا المنطقة والعالم فقط وإنما فتح آفاقا جديدة في العلاقات الثنائية بين الدولتين أيضا.. مشيرا إلى ضرورة مواصلة تعزيز التعاون الدولي في محاربة التطرف والإرهاب وتوحيد الجهود للتصدي للتنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة التي تهدف إلى زعزعة الأمن والسلم الدوليين وترويع الشعوب.
وأشاد زانغ شيان فو بالرؤية الثاقبة للقيادة في دولة الإمارات والتي جعلت منها واحة للتعايش السلمي بين مختلف الفئات من شعوب الأرض، ونموذجا اقتصاديا متميزا على الصعيد الدولي، وشريكا استراتيجيا للصين الشعبية.
وأبدى المسؤول الصيني إعجابه بالمشهد الحضاري في دولة الإمارات، الذي يعكس اهتمام وحرص قيادتها الرشيدة على تحقيق أعلى مستويات التقدم والرفاه المعيشي لشعبها، وأشاد بالتطور الذي أحرزته دولة الإمارات في زمن قياسي، ودورها المؤثر على الصعيدين الدولي والإقليمي.
حضر اللقاء مجموعة من الطلاب المواطنين المبتعثين في المملكة المتحدة وإيرلندا وألمانيا في إطار دورة تدريبية للتعرف عن قرب على طبيعة عمل المجلس وعلى الحياة البرلمانية.
وقالت الدكتورة القبيسي إن "المجلس الوطني الاتحادي يسعى للاستفادة من الطاقات الوطنية الشابة وفتح قنوات للتواصل مع الشباب بما يحقق طموحات وتطلعات القيادة الرشيدة بشأن الشباب وتمكينهم، مشيرة إلى أن استراتيجية المجلس الوطني الاتحادي 2016-2021 تضع المشاركة المجتمعية، لا سيما مع الشباب في صدارة أولوياتها واهتماماتها".
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA=
جزيرة ام اند امز