تسريب "الإساءة".. هل تطاول المالكي على الصدر عشية "الصلاة الموحدة"؟
تسريب صوتي جديد يعكس صورة ميدانية للصراع السياسي القائم في العراق، ويستبق صلاة للصدريين وضعت الأمن على أهبة الاستعداد.
وجاء في التسجيل المسرب، الذي طالعته "العين الإخبارية"، صوت منسوب لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وهو يعلق على الأزمة السياسية الدائرة بنعت خصمه الغريم مقتدى الصدر بـ"الجاهل"، الذي لا يعلم شيئا.
وتطرق المالكي خلال التسجيل، إلى أحداث عاشتها البلاد قبل 15 عاماً خلال حقبة ولايته الأولى لرئاسة الوزراء، حين شن حينها حملة ملاحقة أمنية ضد أنصار التيار الصدري فيما عرف وقتها بـ"صولة الفرسان".
وأشار المالكي إلى أن إيران عمدت إلى تزويد الصدر وأتباعه بصواريخ ذكية لفك الضغط عليهم من قبل القوات الأمنية بعد أن انتهت بزج العديد منهم في السجون واضطرار الآخرين إلى الفرار خارج البلاد، بحسب زعمه.
وخرج التسريب عن طريق الناشط والصحفي علي فاضل، الذي عرف بكشف العديد من الملفات الحساسة ذات شبهات الفساد.
وكتب ناشر التسجيل :"ما سوف تستمع إليه هو مقتطفات وجزء صغير من تسجيل لاجتماع سري لنوري المالكي مع مقربين منه، من أجل تحديد ساعة الصفر. مدة التسجيل ساعة كاملة وسأنشر باقي التسجيل قريباً جداً".
واتهم المالكي، الرئيس الكردي مسعود البارزاني، بالسعي وراء تشكيل زعامة سنية وضم الصدر إلى ذلك الحلف بتصديره الممثل الوحيد للشيعة.
وفي هذه الجزئية الأخيرة، شدد بالقول "لا يمكن التسليم إلى الصدر في حكم العراق فهو جاهل لا يعرف شيئا".
جذور الخصومة
وتدور خصومة معقدة وطويلة بين رئيس الوزراء الأسبق وأحد قيادات حزب الدعوة نوري المالكي وبين مقتدى الصدر، بدأت عام 2008 على إثر انطلاق عمليات ما عرفت بـ"صولة الفرسان" ليتسع الخلاف فيما بعد ويكبر إلى حد القطع والقطيعة بين الطرفين.
ولطالما تبادل الجانبان الاتهامات والتراشق بالتصريحات بالتخوين والعمالة والجهل في إدارة مقاليد الدولة والزعامات السياسية، وصلت إلى حد التصريح والمباشرة في التوصيف والتوجيه.
وانعكست تلك الخلافات الحادة مؤخراً على تعطيل مشهد نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن ظلت أرقامها المعلنة معطلة عن التطبيق عند تعيين رئيس الجمهورية وتشكيل الكتلة النيابية الأكبر صاحبة التخويل في تسمية رئيس الوزراء القادم.
وبعد ساعات معدودة على انتشار التسجيل المسرب، سارع المكتب الإعلامي لنوري المالكي وفي بيان حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، لنفي صحة ذلك التسجيل ووصفه بـ"المفبرك" .
وقال البيان إن "ما جاء في التسجيل الصوتي المنشور لا يعود لنوري المالكي ، وما نشر هو تسجيل تم توليفه عبر تقنيات الصوت الحديثة التي أصبحت متوفرة بسهولة، لتقليد صوت شخص ما بدرجة من الدقة".
وفي هذه الأثناء، بث الناشط العراقي علي فاضل، ما قال إنه "الجزء الثاني" من التسجيل المنسوب لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي والذي هاجم فيه مجدداً زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، واتهمه بالعمل ضمن "مشروع بريطاني".
والمقطع الثاني من التسريب، هو تكملة للمقطع الأول، حيث واصل المالكي، وفقاً للتسجيل المنسوب إليه هجومه على الصدر، مؤكداً أن أتباعه اليوم "أكثر جبناً مما كانوا عليه، لأنهم أكلوا الحرام، سرقوا أموال الناس وأموال الدولة، وقتلوا واستباحوا دماء الناس"، على حد وصفه، متسائلاً: "كم قتل أتباع الصدر في بغداد بالاختطاف؟".
والصدر يعلق
يأتي ذلك التسجيل في وقت يجري أتباع التيار الصدري في العراق، استعداداتهم لإقامة "الصلاة الموحدة"، المقررة يوم غدٍ الجمعة، في مدينة الصدر شرقي بغداد، استجابة لدعوة رئيسهم مقتدى الصدر، والتي يتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من أنصاره.
وفي أول تعليق للصدر على التسريبات الصوتية المنسوبة للمالكي قال في تغريدة على "تويتر"، إنه لن يدخل في "فتنة أخرى".
وطالب الصدر أتباعه بعدم الاكتراث بتلك التسريبات، بالقول "نحن لا نقيم له وزناً"، ملمحاً إلى احتمالية حضوره صلاة الجمعة الموحدة يوم غدٍ.
من جانبه علّق قيادي في التيار الصدري على التسجيل الصوتي المسرب المنسوب للمالكي، بالقول: "لن نلتفت لكل من يريد تخريب صلاة الجمعة".
وقال أحمد الربيعي، في تغريدة له على تويتر، : "نحن ذاهبون إلى الجمعة وملتزمون بتعليمات قيادتنا، ولن نلتفت لكل من يريد تخريب هذه الجمعة بتسريب صوتي أو غيره".