العراق بعد انسحاب الصدر.. تقرير يرصد سيناريو التغيير
حذر تقرير أمريكي من أن انسحاب رئيس التيار الصدري من البرلمان العراقي يقوي خصومه، واصفا الخطوة بـ"غير المدروسة".
وقال "معهد دول الخليج العربية في واشنطن" الأمريكي للأبحاث، في تقرير تحت عنوان "طموحات غامضة: خروج الصدر من البرلمان العراقي يقوي الخصوم"، إن "هذا الأمر سيمنح الإطار التنسيقي (المظلة السياسية للقوى المقربة من إيران) المزيد من القوة والنفوذ على مؤسسات الدولة وفي السيطرة على الاحتجاجات الشعبية".
وأضاف أن "خروج مقتدى الصدر من العملية السياسية يظهر سوء حسابات كبير في السياسة"، معتبرا أن "الخطوة التي لا سابق لها والسريعة، قد تربك الخريطة الانتخابية لصالح خصم الصدر المتمثل في الإطار التنسيقي".
وأوضح التقرير أن "الإطار التنسيقي في حال تمكن من تشكيل الحكومة المقبلة، وهو احتمال يبدو أكثر ترجيحا مع انسحاب الصدر من العملية السياسية، ستتوفر له موارد مالية أكبر من خلال الاستفادة من الموارد المالية للدولة لإرضاء عدد أكبر من الناس الناقمين".
وحذر من أن "ترافق هذا الفساد مع الانخفاض المحتمل في أسعار النفط، يمكن أن يتسبب في تدهور الخدمات الحكومية والظروف المعيشية للعراقيين".
وأشار التقرير نفسه إلى سعي رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي إلى الفوز بولاية ثالثة، لافتا إلى أن "المرجعية الشيعية الأعلى المتمثلة في علي السيستاني، لديها اعتراض على ذلك، وهو ما يثير ارتياح الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي لديه انتقادات ضد المالكي بسبب انتهاكاته للتفاهمات المبرمة في السابق مع حكومة إقليم كردستان".
ومستدركا أن ذلك "لا يعني أن الطريق سيكون سهلا في تشكيل الحكومة، إذ إن العديد من العوامل الداخلية والخارجية تجعل من العملية السياسية بمثابة رهينة".
ورجح التقرير أنه "في حال تشكيل الحكومة، فستنعكس السمات العرقية والطائفية للحكومات الماضية، وأيضاً السمات الحزبية العميقة، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على الحكومة ويزيد من مخاطر تعزيز الفساد".
أما بالنسبة للصدر، فإن "الخيارات أمامه وقدرته على المناورة ستكون محدودة، وفي حال لم يقم بحسابات سليمة ومحددة بشكل جيد، فإنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة الانقسامات حدة، وتعزز من انعدام الاستقرار"، بحسب التقرير.
وخلص التقرير إلى أن المؤكد هو أن "الصدر في حال ظل خارج السياسة، فإن التيار الصدري سيكون محروما من الفوائد المالية للدولة، ما سيضعف برامجه الاجتماعية الشعبية في الأحياء الفقيرة التي تشكل غالبية مؤيديه".