تحشيد وتأهب في العراق.. أنصار الصدر بانتظار ساعة الصفر
يبدو أن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري بالعراق، وإذا كان خرج من الباب الخلفي للعملية السياسية، إلا أنه ما زال حاضراً في خضم المواقف التي كشفها "محمد صالح العراقي"، الناطق باسم الصدر.
ونقل ما يعرف بـ"وزير القائد" محمد صالح العراقي، عبر صفحته الشخصية عن الصدر الأسباب التي دعت الأخير إلى تقديم الاستقالة على البقاء في خضم الصراع السياسي الدائر مع خصومه من القوى المقربة من إيران.
وذكر محمد صالح العراقي، الناطق باسم الصدر، عبر تدوينتين، يفصل بينهما يومين، الأسباب العشرين التي دفعت رئيس التيار الصدري النزول من مركب الحكومة المتصارع على تشكيلها من بينها الفساد والصراع على المغانم أهل الثقة.
غير أن التدوينة الأخيرة، أمس الجمعة، كانت تحمل في طياتها نذر الانتقام ومحاسبة "المفسدين"، حين ردت على بعض المنتقدين لقرار التنحي، بالقول: " لعل البعض يتوهم أن قرار انسحابه هو تسليم العراق للفاسدين والتوافقيين، كلا، بل هو تسليم لإرادة الشعب ولقراره، وإن غدا لناظره قريب".
ولفت العراقي، في ختام جملة من الأسباب أوردها أن "الانسحاب جـاء ببدلاء شيعة.. فهل سيكون بداية لقوة المذهـب؟!. أم بدايـة لنهب الأموال والصفقات المشبوهة؟، أم سيسرق مصفى الدورة كما سُرق مصفى بيجي من قبل!؟"، في إشارة يقصد من خلالها مليشيات "عصائب أهل الحق".
وبعد ساعات قليلة على طرح التدوينة الثانية، أطلق أنصار الصدر "هاشتاق" بعنوان "جاهزون"، لتلبية أي نداء أو توجيه يطلقه زعيمهم.
ونشرت صفحات لأشخاص وجهات تكن بالولاء إلى مقتدى الصدر، صوراً ومواقف تظهر استعدادها للتحرك صوب مظاهرة مليونية تستهدف إزاحة "الفاسدين"، الذين جاء ذكرهم في تدوينة "صالح العراقي".
نداء الصدر
وأبدى ما يعرف بـ"سرايا السلام"، وهي الجناح العسكري للتيار الصدري، عن جاهزيتها لتلبية نداء الصدر في حال صدور أي توجيهات بالتحرك واتخاذ المواقف.
وعلى وقع ذلك، أطق مدير مكتب الصدر، إبراهيم الجابري، نداء توجه فيه إلى الجمهور الصدري، داعياً إياهم إلى "التأهب والاستعداد".
وكان الصدر خاض نزاعاً محتدماً مع قوى الإطار التنسيقي، الذي يضم أحزاب وتيارات مقربة من طهران، لأكثر من 8 أشهر على خلفية تعارض مشروعين، وهما الأغلبية الوطنية، والتوافق المحاصصاتي.
وبلغ الانسداد السياسي بينهما مراحل خطرة قاربت على الانفجار أكثر من مرة، بما ينذر بوقوع حرب أهلية إلا أنها كانت ما تنطفئ عند اللحظات الأخيرة.
لا شرقية ولا غربية
ورفض الصدر الاشتراك مع قوى الإطار التنسيقي في تشكيل الحكومة الجديدة مثبتاً على موقفه "لا شرقية ولا غربية"، رافضاً مشاطرة ما اسماهم بـ"الفاسدين"، الكتلة النيابية الأكبر وليختار المضي بمفرده مع حلفائه من القوى السنية (السيادة)، والحزب الديمقراطي الكردستاني.
ومع أن انسحاب الصدر عضد من واقع الأرقام في عدد المقاعد النيابية لدى خصومه من الإطار، إلا أن قوى سياسية ومراقبون حذروا من مغبة التسليم إلى النتائج المرحلية وأن الأمر بات اخطر، وأعقد مما كانت عليه الأزمة السياسية.
وأكد مراقبون عشية توقيع رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي على طلبات الاستقالة الجماعية لنواب التيار الصدري، أن شرعية النظام السياسي فقدت أحد أركانها الرئيسة وباتت كل المشاريع الحكومية المنتظر ولادتها محكومة بالموت.
وتعقيباً على ذلك، يقول المحلل السياسي إحسان الشمري، إن "غياب الصدر عن صدارة المشهد الحالي تتجلى تداعياتها في مكامن خطر عديدة وخصوصاً أنه يمتلك القدرة والتأثير بما فيها التعطيل أو التمرير عبر قواعده السياسية والجماهيرية".
ويضيف الشمري خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "عودة الشارع لفرض الإرادات أمر متوقع وبالتالي فإن الصدر أدار المواجهة وجعل الخصوم أمام الجماهير الغاضبة بشكل مباشر".
ويشير رئيس مركز "تفكير"، السياسي إحسان الشمري إلى أن "الجمهور الصدري لن يظل صامتاً طويلاً إزاء استقالة نوابه، وإن أبدوا الطاعة والولاء ولكنهم لا يستطيعون كبح غضبهم".
ومن جانبه، يقول الأكاديمي والمختص بالشؤون السياسية، إحسان عبدالله، إن "الصدر عازم على قلب الطاولة وتصفية المواقف مع معسكر الولائيين عبر تحريك الشارع".
ويضيف عبدالله، لـ"العين الإخبارية"، أن "ورثة مقاعد الصدر النيابية التقطوا الطعم وصدقوا الرؤيا حينما ظنوا أنهم انفردوا في المشهد وبات الطريق أمامهم سالك لتشكيل الحكومة".
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA==
جزيرة ام اند امز