أنصار الصدر يلبون دعوته.. أخطر مناطق العراق ساحة للتحشيد
بعد وقت قصير على تغريدة الصدر الأخيرة التي دعا فيها الجماهير إلى نصرة المعتصمين عند قبة البرلمان العراقي منذ يومين،
شهدت شوارع العاصمة بغداد توافد أعداد غفيرة صوب المنطقة الرئاسية.وأفادت معلومات شهود عيان لـ"العين الإخبارية"، عززتها صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، زحامات مروية خانقة عند مقتربات ساحة التحرير ومداخل المنطقة الرئاسية المحصنة (المنطقة الخضراء)، إثر تدفق المئات من المتظاهرين.
وترافق مع استجابة تلك الجماهير، صور منشورة تظهر المشرف العسكري على سرايا السلام التابعة للصدر، تحسين الحميداوي بمعية أشخاص آخرين، وهو يفترش خارطة للمنطقة الرئاسية.
والمنطقة الرئاسية أو "المنطقة الخضراء" هي منطقة كرادة مريم وجزءا من حي الحارثية وجزءا من حي القادسية بالعاصمة بغداد، حددتها كنطاق بهذا الشكل القوات الأمريكية عقب غزوها للعراق عام 2003، وهي من أكثر المواقع العسكرية تحصنا في العراق، وهي مقر الدولة من حكومة والجيش، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية لدول أُخرى.
وكان الصدر أورد عصر اليوم تغريدة، تضمنت مواقف وأهداف المظاهرة الأخيرة، بينها "تغير كتابة الدستور والدعوة إلى "اغتنام الفرصة الأخيرة"، في إزاحة الفاسدين عن "النظام السياسي".
ودعا الصدر، العراقيين إلى "دعم المتظاهرين المعتصمين حاليا في المنطقة الخضراء في وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بإصلاحات في النظام السياسي في البلاد".
وأضاف: "أيها الشعب العراقي... كلكم على المحك"، متابعا: "هبّوا لطلب الإصلاح في وطنكم... أدعو الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح بما فيهم عشائرنا الأبية وقواتنا الأمنية وأفراد الحشد الشعبي".
وقبيل تغريدة الصدر، تداول المعتصمون منشوراً مطبوع جاءت ترويسته "مطالب جماهيرية"، حمل مضامين رافضة لأي عملية تفاوض مع من أسماهم "قوى الفساد"، والبدء بالتصويت على تسليم الصدر "حكم العراق".
ولم تصدر أي مواقف من قبل الصدر أو قيادات الخط لتأكيد او نفي صحة ذلك المنشور وما إذا كان ذلك يمثل الموقف الرسمي للتيار أم لا.
وتأتي تلك التطورات على وقع سيل من الدعوات الدولية والمحلية لضبط التهدئة والركون إلى الحلول السلمية خشية انزلاق البلاد نحو المجهول.
وكانت قوى الإطار التنسيقي الموالية لإيران أصدرت عشية اقتحام انصار الصدر للمنطقة الخضراء ، بياناً دعت فيه اتباعها للنزول إلى الشارع بذريعة حماية "الدولة ومؤسساتها".
إلا ان أغلب أطراف الإطار التنسيقي على وقع ذلك البيان، سارعت إلى تقديم دعوات وبيانات التهدئة وبدء الحوار مع الصدر، في إشارة إلى أنها غير مسؤولة عن تلد الدعوة والتصعيد.
وعد مراقبون للشأن السياسي العراقي، موقف الصدر الأخير بأنه دعوة صريحة لرسم خارطة جديدة للنظام السياسي بما لا تقبل القسمة على اثنين في صياغة وتشكيل الحكومات المقبلة.