لاقت قرارات زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، ردود فعل إيجابية بالأوساط السياسية والشعبية وأصداء واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبعد ليلة دامية، بدأ العراق، الثلاثاء، يستعيد هدوءه نسبيا عقب دعوة زعيم التيار الصدري أنصاره للانسحاب من الشارع من أجل حقن الدماء.
وعاشت بغداد ليلة دامية، أججتها مواجهات استخدمت فيها أسلحة آلية وقذائف صاروخية، بعد نزول أنصار الصدر إلى الشوارع غاضبين، إثر إعلان الرجل اعتزاله الحياة السياسة، ما أسفر عن سقوط عشرات من القتلى والجرحى.
وقال الصدر، خلال مؤتمر صحفي، إنه يتبرأ من عناصر التيار الصدري إذا لم ينسحبوا من الشارع خلال 60 دقيقة، لافتا إلى أن الشعب العراقي هو "المتضرر مما يحدث" في العراق.
فيما حمّل الصدر، خلال مؤتمر صحفي عقده في دائرة إقامته في الحنانة بمدينة النجف، المليشيات مسؤولية ما جرى، واصفاً "القاتل والمقتول في النار".
وعقب لحظات من خطاب الصدر، بدأ أتباع الصدر بالانسحاب الفوري من جميع مرافق المنطقة الرئاسية وإزالة خيام الاعتصام التي أقاموها قبل أكثر من شهر أمام مبنى البرلمان.
حافة الهاوية
وثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، دعوة الصدر لوقف العنف في العراق، مطالبا الجميع بالتجاوب معها.
وكتب أبوالغيط على حسابه الرسمي بموقع تويتر: "أثمن دعوة السيد مقتدى الصدر لوقف العنف. أطالب الجميع لمصلحة العراق بالتجاوب معها والعودة بالأمور عن حافة الهاوية".
ويلات الانقسام
فيما قالت الخارجية السعودية إنها تتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث الجارية في العراق، معربةً عن أسفها لما آلت إليه التطورات من سقوط عددٍ من الضحايا وإصابة آخرين.
ودعت المملكة العربية السعودية جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى الوقوف صفاً واحداً للحفاظ على مقدرات ومكتسبات العراق وشعبه الشقيق، كما تدعم المملكة كافة الجهود الرامية إلى تجنيب العراق وشعبه الشقيق ويلات الانقسام والصراع الداخلي.
وحثت المملكة جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى اللجوء للحلول السلمية لمعالجة مطالب الشعب العراقي الشقيق، بما يضمن الأمن والاستقرار والازدهار للبلاد وشعبها.
حوار وطني
بدورها، أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن عمان تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الجارية في جمهورية العراق.
وأعربت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يتجاوز الأشقاء في العراق هذه الأزمة عبر الحوار الوطني، حمايةً لأمن العراق واستقراره ومكتسباته وسلامة مواطنيه ومصالحهم.
وشددت الوزارة على تضامن المملكة المطلق مع العراق الشقيق وجهوده لحماية أمنه واستقراره اللذين يشكلان ركيزة لأمن واستقرار المنطقة.
ضبط النفس
وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن بالغ قلق المنامة وأسفها إزاء تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق.
ودعت جميع القوى والأطراف السياسية العراقية إلى وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية العليا والمشاركة الفاعلة في حوار وطني شامل وجامع، بما يسهم في تجاوز الأزمة الراهنة، واستكمال المسار الدستوري والديمقراطي، وتلبية تطلعات الشعب العراقي الشقيق في الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتنمية المستدامة.
صوت العقل
كما رحبت بعثة الأمم المتحدة بالعراق، الثلاثاء، بقرار رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر سحب المتظاهرين من المنطقة الخضراء.
وقالت البعثة في تغريدة لها، إنها "ترحب بالإعلان المعتدل الأخير للسيد مقتدى الصدر. وكما قلنا بالأمس: ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود صوت العقل".
أعلى مستويات الوطنية
وداخليا، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي.
وغرد الكاظمي عبر حسابه على "تويتر": "دعوة السيد مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي".
وأضاف: "كلمة السيد مقتدى الصدر تحمل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات".