مصادر عراقية تكشف لـ«العين الإخبارية» خطة الصدر لإحباط «الالتفاف الانتخابي»

في تأكيد على تشبثه بقراره الرافض للمشاركة في الانتخابات العراقية، أحبط زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر محاولة داخلية للالتفاف على موقفه.
ووفقًا لمصادر خاصة لـ«العين الإخبارية» فإن الصدر أحبط مقترحًا طُرح داخل أروقة التيار يقضي بالمشاركة غير المباشرة من خلال قوائم مستقلة.
- انتخابات العراق.. دعوات المشاركة تنهال على الصدر بعد «المقاطعة»
- العراق.. الصدر يستبق «الضربات الإسرائيلية» بـ4 توجيهات عاجلة
وكشفت المصادر عن أن عددًا من أعضاء الهيئة السياسية للتيار الصدري تقدموا، خلال اجتماع مغلق مع الصدر في مكتبه بمنطقة الحنانة بالنجف، بمقترح يهدف إلى دخول الانتخابات المقبلة عبر تشكيل قائمتين مستقلتين، يتم دعمهما تنظيمياً من قواعد التيار دون أن يُظهر الصدر أو التيار أي صلة رسمية بهما.
ورغم محاولات إقناع الصدر بأن الخطة تبعده عن الارتباط المباشر بالعملية الانتخابية، فإنه رفضها بشكل قاطع، مؤكداً تمسكه بقراره المعلن بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة وعدم الانخراط بأي شكل من الأشكال في المسار السياسي القائم.
تشبث رغم الضغوط
بحسب المعلومات، فإن الخطة كانت تهدف إلى تسجيل القوائم الجديدة في اللحظات الأخيرة لدى المفوضية العليا للانتخابات، مع إدارة الحملة الانتخابية عبر لجنتين خاصتين منفصلتين عن الهيئات الرسمية للتيار، لضمان السرية والابتعاد الشكلي عن الزعيم الصدري.
إلا أن الصدر، ووفقًا للمصادر، رفض الانخراط في هذه التحركات، مجدداً قناعته بأن المشاركة في الانتخابات ستشكل خيانة للمبادئ التي أعلنها، لا سيما في ظل تفشي الفساد، وهيمنة قوى تتعارض مع رؤيته لإصلاح العملية السياسية.
ضغوط سياسية وعشائرية
وأكدت المصادر أن مقتدى الصدر تعرض في الآونة الأخيرة لضغوط متعددة من قوى سياسية وزعامات عشائرية لحثه على التراجع عن قرار المقاطعة، غير أنه أصر على موقفه، ورفض حتى استقبال بعض الشخصيات التي سعت إلى لقائه.
وقد جدد الصدر، عبر رسالة بعث بها في 18 أبريل/نيسان الجاري إلى الرئيس العراقي عبداللطيف جمال الرشيد، رفضه المشاركة في الانتخابات رغم دعوة الأخير له، مشدداً على أنه لا يسعى لتعطيل المسار الانتخابي بل يرفض أن يكون جزءاً من عملية سياسية «تعيد الفاسدين» إلى الواجهة، حسب تعبيره.
انتخابات على المحك
تجري الانتخابات البرلمانية العراقية في 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وسط دعوات لضمان مشاركة مختلف الأطراف لضمان توازن العملية السياسية.
ويرى مراقبون أن غياب التيار الصدري، القوة السياسية والشعبية الأكبر، عن الاستحقاق الانتخابي المقبل سيضعف من شرعية النتائج، ويزيد من حالة الاستقطاب داخل المشهد السياسي العراقي المضطرب.
وكان التيار الصدري قد انسحب عام 2021 من البرلمان رغم تحقيقه المرتبة الأولى، احتجاجاً على تدخلات سياسية حالت دون تشكيله للحكومة.
موقف الصدر: لا رجعة
الصدر شدد في رسالته الأخيرة إلى الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد على أن قراره بالانسحاب نهائي، قائلاً إنه «لن يشارك مع الفاسدين وأعداء الشعب» ولن يكون جزءاً من عملية انتخابية «عرجاء» لا تمثل طموحات العراقيين.
كما اعتبر الصدر التصويت أو الترشح في ظل هذه الظروف «إعانة على الإثم»، داعياً أنصاره إلى الامتناع عن الانخراط في الانتخابات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تبرز مخاوف حقيقية من أن يؤدي غياب التيار الصدري عن الساحة إلى تفاقم الأزمة السياسية وإعادة إنتاج مشهد برلماني أكثر هشاشة وانقساماً.