مقتدى الصدر.. توعدته إيران بالهزيمة فأسقطها بالصناديق
فوز الصدر في الانتخابات العراقية مثّل عقبة في طريق أطماع إيران في السيطرة السياسية على بغداد بعد أن طالب بتفكيك مليشيا الحشد الشعبي.
قبل نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات النيابية العراقية، قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي "لن نسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق"، في إشارة إلى رجل الدين البارز مقتدى الصدر.
والصدر (45 عاما) هو أحد أبرز القيادات الدينية الشيعية شعبية في العراق، ويتزعم تحالفا يضم بجانب أحزاب شيعية أخرى شيوعية في خطوة جريئة وغير مسبوقة في البلاد.
ونجح التحالف الذي أطلق عليه "سائرون نحو الإصلاح" في الفوز في الانتخابات النيابية التي جرت السبت الماضي في مفاجئة أخرى أربكت الحسابات السياسية على الساحة العراقية.
- الصدر في طريقه لتصدر انتخابات البرلمان العراقي
- انتخابات العراق.. مقتدى الصدر يستبعد أتباع إيران في تغريدة النصر
ويستمد الصدر قدرا كبيرا من سطوته من عائلته، فوالده محمد صادق الصدر قُتل عام 1999 لمعارضته نظام الرئيس الراحل صدام حسين الذي قتل ابن عم والده محمد باقر الصدر عام 1980.
ويقدم الصدر نفسه على أنه وطني عراقي ويحظى بشعبية كبيرة بين الشبان والفقراء والمعدمين لكنه تعرض للتهميش من قبل شخصيات نافذة مدعومة من إيران.
وعلى خلاف الزعماء السياسيين على الساحة العراقية، يعد الصدر خصما للبلدين الأكثر نفوذا في بغداد الولايات المتحدة وإيران، وقاد الزعيم الشيعي مظاهرات حاشدة ضد القوات الأمريكية في العراق، ونأى بنفسه عن طهران.
ولن يكون بوسع الصدر تولي منصب رئيس الوزراء لأنه لم يخض الانتخابات رغم أن فوز تحالفه يضعه في موقع يسمح له باختيار شخص لهذا المنصب.
وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، الاثنين، إن التكتل الانتخابي للتيار الصدري يتجه لتصدر سباق الانتخابات البرلمانية بعد فرز 91 في المئة من الأصوات في 16 من 18 محافظة عراقية.
ومثّل فوز الصدر في الانتخابات عقبة في طريق أطماع إيران في السيطرة على الساحة العراقية في بغداد، فالرجل الذي دعا في وقت سابق إلى تفكيك مليشيا الحشد الشعبي، الموالية لطهران، ألحق هزيمة بتحالفها الانتخابي، كما تذكر له طهران دعوته رئيس النظام السوري، بشار الأسد إلى "اتخاذ قرار تاريخي بطولي" بالتنحي عن السلطة، ليجنب بلاده المزيد من سفك الدماء.
وظهر مقتدى الصدر مع الغزو الأمريكي للعراق في 2003 حيث كان ظهوره الأول كرجل يحظى بدعم قوي في الضواحي الفقيرة في بغداد، لكن شهرته جاءت بعد أن قاد في 2004 انتفاضة ضد الوجود الأمريكي مستندا لجيش المهدي الذراع العسكرية لتياره.
وكان الحضور السياسي الأول للصدر في عام 2005 حينما ترشح أنصاره كجزء من الائتلاف العراقي الموحد التي ضمت حينها عدة جماعات سياسية شيعية.
وأجبر الصدر على حل جيش المهدي في 2008 بعد أن قاد نوري المالكي رئيس الوزراء حينها حملة عسكرية ضده في البصرة، انتهت بهزيمة الصدر وإصدار السلطات مذكرة توقيف بحقه.
وعقب اجتياح "داعش" مساحات واسعة في العراق أعاد الصدر تأسيس جناحه العسكري تحت اسم "سرايا الإسلام" لمحاربة التنظيم الإرهابي، وتعهد بدعم رئيس الوزراء حيدر العبادي، قبل أن يقرر خوض الانتخابات بتحالف مع الأحزاب الشيوعية لإسقاط أتباع إيران.